للتاريخ.. وفي الذكرى الثالثة لاستفتاء إقليم كوردستان

"النوايا لاجتياح كركوك كانت مبيتة، وما زيارة قاسم سليماني إلى السليمانية إلا إشارات مبكرة لتلك النوايا"

للتاريخ.. وفي الذكرى الثالثة لاستفتاء إقليم كوردستان
للتاريخ.. وفي الذكرى الثالثة لاستفتاء إقليم كوردستان

"لن ننحني".. قالها الزعيم الكوردي مسعود بارزاني والذي كان يشغل منصب رئيس إقليم كوردستان العراق وقد عزم أمره وقتها لإجراء الاستفتاء العام في الإقليم والمناطق الكوردستانية خارج الإقليم أو ما يعرف بالمناطق المتنازع عليها (في 25 أيلول سبتمبر 2017).

شركاء أربيل في الإقليم يصفون ذلك الحدث التاريخي بـ"الفاشل"، ويقولون "إن 25 أيلول كان اليوم الذي ضُحي فيه بمكتسبات ومصير شعب كوردستان من أجل تقديرات خاطئة وغرور عدد من الساسة قصيري النظر والتفكير" كما يزعمون.

ترى هل كان وصفهم دقيقاً؟

كمراقب عربي، وبتجرد أقول شهادتي للتاريخ، "المكتسبات التي ضاعت" كم يصفها شركاء أربيل في الإقليم ويقصدون بها كركوك وسهل نينوى وغيرهما من المكتسبات، لم تكن بسبب الاستفتاء مطلقاً، فكل المعطيات عند انطلاق الحرب ضد داعش عام 2016 وخصوصاً معركة الموصل كانت تشير الى أن نوايا بغداد وطهران كانت مبيتة في اجتياح كركوك النفطية وبالقوة والانتقام من محافظها نجم الدين كريم وقتها، لأسباب كثيرة جداً أبرزها الهيمنة على حقول النفط وبسط نفوذ طهران فيها.

لقد سمعناها صراحة إبان انطلاق معركة استعادة الموصل (كركوك هي المحطة التالية)، هكذا جاء في تصريحاتهم، بمعنى أن النوايا لاجتياح كركوك كانت مبيتة، وما زيارة الجنرال الإيراني قاسم سليماني إلى محافظة السليمانية ولقاءاته هناك والعروض التي قدمها للتنازل عن كركوك إلا إشارات مبكرة لتلك النوايا المبيتة قبل فكرة الاستفتاء.

كمراقب، نمتلك معلومات عامة وخاصة في بعض الأحيان عن المخططات قبيل اجتياح كركوك، فما بال الأجهزة الأمنية الكوردية المختصة وما يصلها من تسريبات لاجتماعات الغرف المظلمة.

وكصحفي أعمل في مناطق احتلتها داعش وقبلها القاعدة ويقيني من يقف ورائهما ورفض أبناء العشائر العربية للقاعدة وداعش ومحاولة ساسة تلك المناطق بتحويل محافظاتهم الى إقليم واصطدامهم برفض طهران عبر وكلائها في العملية السياسية فإنني أعلم علم اليقين أن المخطط الفارسي الذي دمر مناطق محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى هو نفس المخطط ويديرونه نفس الشخوص الذين يديرون عملية قضم سلطة إقليم كوردستان العراق، لذا لا يمكن أن نقفز على الحقائق ونتهم زعامات كوردية بأنها السبب في خسارة الإقليم لمكتسبات كان شركاؤهم يوما ما سبباً مباشراً لتلك الخسارة.

فبارزاني نجح إلى حد كبير بكسب ورقة الاستفتاء وبدعم الأمم المتحدة، ولابد أن يأتي يوم ليتناولها من الأدراج ويشهرها بوجه العالم، قائلا "إن شركائنا لا يمكن العيش معهم، ولدينا استفتاء جاهز".

 

هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان 24 بأي شكل من الأشكال.