"ريفراندوم" تعزيزٌ للحق بتوقيع الرئيس بارزاني

"ريفراندوم" تعزيزٌ للحق بتوقيع الرئيس بارزاني
"ريفراندوم" تعزيزٌ للحق بتوقيع الرئيس بارزاني

يوم (٢٥ أيلول) يومٌ غير عادي بالنسبة للكُرد وبالنسبة للعراقيين، أنا أسميه يوم ديمقراطي حقيقي.
بالنسبة للكُرد هو غير عادي واستثنائي لأمرين:

-الأول: إنّ الرئيس مسعود بارزاني بنفسه قادَ الإستفتاء، وأسس للكُرد تاريخاً مختلفاً ، وهو الذي أسس وثيقة تاريخية تصنّف ك"وديعة قانونية " لدى الضمير العام.

-الثاني: متعلق بأنّهم -الكُرد- كلهم شاركوا في إبداء الرأي بحق تقرير مصيرهم، وهذا نادراً ما يحدث على مستوى الدول، فكيف إذا كان الأمر مستوى الشعوب؟.

وبالنسبة للعراقيين فإنّ العراقيين والعراقيّات لم يشهدوا في بلدهم عبر التاريخ الحديث زعيماً يأخذ رأي ناسه بقرار يتعلق بالمصير.

ومن هنا فإنّ الإستفتاء كشف عن منسوب الديمقراطية في العراق وحكّامه؛ وتبيّن كيف إنّ الحكام الجدد تعاملوا مع الحركة الديمقراطية المجتمعيّة ( الاستفتاء)، والتي هدفها اشراك الناس بأخذ القرار.

وتكشف إنّ حكّام المركز يقفزون على الدستور، والتاريخ النضالي المشترك (إذا الأمر يتعلق بحق الكُرد في تقرير مصيرهم)، واستخدام القوة وعدم احترام سيادة الدولة بحكم إنّ السيادة مصدرها الشعب؛ وحتى انّهم أي الحكّام تجاوزوا مؤسسات السلطة واستخدموا القوات غير قانونية انتقاماً للديمقراطية والكُرد الذين طالما نادوا بـ"الشراكة".

في وقت واجه الرئيس بارزاني وبشجاعة، هذا التجاوز غير الدستوري واللاديمقراطي باحثاً عن حريّة الناس؛ وهذا الحق صانه ثقافة حقوق الإنسان والباحثين عن الحريّة، إذ ردد كثيراً هارولد لاسكي بعد بركليس القول إنّ" الشجاعة هي سرّ الحريّة كلها، فكل مرةً نسكت فيها أمام الظالم إنما نرتضي فيها خسارة للحريّة (…)".

في الواقع، وبعيداً عن ما قِيل وقال، فإنّ ما جرى في ذاك اليوم لم يجرِ في تاريخ الكُرد، فإذا كان الكُرد يفتخرون بعدد ثوراتهم فإنّ ما جرى أعمق من أي ثورة.وذلك لأنّ الثورات عادةً يشاركها ويقودها الثوار أي شريحة من السكان.

بيد إنّه في يوم "٢٥ أيلول" لم يبق كُرديّ إلا وذهب إلى مكان الإستفتاء وأستفتى بـ"الرغبة في الاستقلال"، وإذا كانت العِبرة في الخواتيم فإنّ ختام "ريفراندوم" كان قد لمع من خلال دلالتين: الأولى تاريخيّة: بمعنى الخلود.

والثانية اجتماعيّة: حيث صياغة الذاكرة لإمكانية إحداث التغيير في موازيين القوى من خلال الرهان على الإرادة العامة.

منطقيّاً، فإنّ "ريفراندوم" تعبير حق عن ممارسة الديمقراطية، وببُعديها: -المباشر حيث: الاستفتاء. -غير المباشر: حيث التعبير عن الإرادة من خلال المؤسسة بمعنى من خلال المفوضية الاستفتاء وعملية الفرز وإبراز النتيجة.

واذا تحدثنا أبعد من الديمقراطية فإنّ لـ"ريفراندوم" عمّقُ المشروعيّة وانتج درس آخر، والذي صاغه الرئيس بارزاني ألا وهو إنّ نضالات الشعوب وشرعيتها أقوى من شرعيّة القوانين، لأن كل القوانين الدولية لحقوق الإنسان هو نتاج لنضالات الشعوب.

وبالتالي هي تعزيز فكرة الشرعية وأحقية العودة إلى إرادة الناس أعطى النتيجة التاريخية وهو خلق استحقاق للحكومات المركزيّة في بغداد: تعزيز مبدأ الشراكة، ومبدأ توافق الدستور هو الحكم.

ولا نستغرب إنّ هذه النقاط الثلاثة (أعلاه)هي الوحيدة تحافظ على اتحاد العراق وتصون استقلالها ودونها تعرّض العراق إلى فوضى وعواقبَ لا تُحمَد عقباها.
مبارك "ريفراندوم" سيدي الرئيس.