السينما عندما تخدمُ القضيةَ

السينما عندما تخدمُ القضيةَ
السينما عندما تخدمُ القضيةَ

انا قليلُ التواصل مع الفنِّ السينمائيِّ كعمليةٍ إنتاجية و كعمليةٍ أدبية، ومنها نقدية على الرغم من تواصلي لأكثر من اربعينَ عاماً مع عالم الفن عامة، وعالم المسرح خاصة لكن في طفولتي كنتُ شغوفاً… و نادرا ما اسمح لنفسي ان لا أُشاهدَ فلماً سينمائيا في صالة السينما بمدينة دهوك، و صالات السينما في الموصل القريبة و صالات العرض في اربيل و أنا شاب وطالب جامعي و كنت بعد مشاهدة كل فلم اكتب ملاحظاتي و أدوِّنُها في دفتر بعنوان مشاهداتٍ سينمائية يعلمُها من كان معي في مرحلة الطفولة و الدراسة بالذا.

وللاسف اكثر من 200 فلم سينمائي كتبنا عنها بالتفصيل على شكل مقالات طويلة… و لكنها ذهبت مع الريح كسائر اهل المكتبات ايام الانتفاضة و ترك عندى الاثر الكبير والأثر و احباط في ان لا اعود من جديد الى السينما… و اكتفيت بمشاهدة الافلام من بعد العرض في التلفزيون… و اتخذت منها ثقافة للشعوب و درسا للقادم من النشاط المسرحي و هكذا بعد اكثر من ثلاثين عاماً احلم في يوم و هذا التواصل الاجتماعي من يتصل و يبشرنا بالموجود من هذا الدفتر الحلم نعم نحن و اذ نشاهد هذا الفلم القصير للشاب الصغير و الكبير في الاداء و حسن الاختيار (کەهی احمد زاويتي ) للمشهد الكبير و فيها نتذكر ونحن في عمر وسن الثلاثين عاماً كهذا الشاب وهو في (23) من العمر في عطاء هذا الشاب الذي قدم فلما و وصف القضية في حدث هام و يومي للعرض في المهرجانات العالمية و منها الحكمة في كسب الاخرين و رفع القضية الى عصبة الامم و هذا هو الهدف الواضح و المباشر لهذا الفلم الذي في طياته اكثر من سؤال هو : لماذا نحن امة قسمت ارضها و سلطت عليها الدول من الجوار؟ و الغضب اكثر من قرن من الزمان على هذا التقسيم المجحف و البقاء على هذا الحال و خير مافعله المخرج الشاب (كەهی ) اختيار حدثه بل ظاهرة واحدة من بين كل الاحداث… الانسان الكوردي مها طال به الزمان و عاش في ظلم و احتلال لا بد للقيد ان ينكسر على قول الشاعر
محمود سامى البارودى :

بين حيطانٍ وبابٍ مُوصدٍ
كلما حرّكه السجّانُ صَر

الشاعر الذي وصف امر سجن الانسان وحيث انا المشاهد السجن ارحم من هذه المجازفة للكورد في توفير لقمة العيش.و مع هذا وهو في فرح وهو يصل الى النهاية بسلام رغم الرؤى المختلف عليها للشاعر و للمخرج (کەهی ) هذا الشاب (کەهی احمد زاويتي) وهو يصر من هذا الباب ممكن يقدم الخدمة وعنده ضرورى جدا باب يدق عند الشاعر و هو في محنته كفرد بينما مخرجنا يقدم القضية و يطالب الحرية نعم ان هذا الشاب استطاع بهذا الفلم ان يدق اكثر من باب و باب من اجل اجبار الاخرين اي حشد الرأي الدولي و وجد في السينما افضل طريق نعم في البحث عن فتح ابواب هذا السجن لا لفرد معين بل شعب بأكمله نعم هذا الشاب بعيد من هو ؟ و ابن من من التراث الغني في الفلم و الصحافة (احمد زاويتي)؟.

قريبا من حبه لهذا الوطن …و هذا عندنا اهم من كل شيء و نحن نشاهد الفلم القصير و الكبير في المعنى و سمعنا الاراء من بعدها و الجميل في امر الملاحظات سواء اكانت قاسية ام مرنة بعض الشيء الا ان الشاب وهو في الاجابات كان ثريا و شجاعا و ذوا ادب و اخلاق عاليين في الرد مما جعلني ان لا اترك ان يفوتني المشهد دون ملاحظة و دون مقال لاهل (الضاد ) من اجل فهم القضية الكوردستانية نعم عادي ان ناخذ الفلم مثلا مرور الكرام و لا عجب في ان لا نجد الجديد لاننا نعيش الحالة لكن لغيرنا كله جديد و محل وقفة كنا الجزء الاول و الاخير من الفلم و بل نحن كنا ممثلين فيها و هدفه هو عرض القضيةِ بهذا الشكل للخارج بعد اخذ الاراء وخير مافعل في عرضه لنا هذا الفلم و اعتقد نجح في عرض الفلم و الايضاحات كانت من عنده ضرورية جدا.

ولان من شاهد الفلم من الكورد و هو يرى و عاش كل الاحداث ليس لمن لم يعِش الاحداث و حتى لم يرى و يرى من عند هذا الاستاذ المستقبلي دون رياء و لا في كسب الود رغم ان ذلك مشروع ان استمر في هذا المسار و لاسيما هو في اختصاص سيكتب له التاريخ كل النجاح و ان توفر عنده الامكانيات له و للمعنيين من هذا الاختصاص ربما لم ننتهي في حلقة و يستوجب ان نتعمق اكثر في فك المشاهد على الرغم من صدق الدائرة واضحة جدا الحدود المصطنعة من داخل كوردستان المقسمة نعم تعب و جهد و قساوة الطبيعية ؛ لكن ممكن ان نصل و يقول المثل المصري (الذي يريد شئ عليه ان يضحي بشئ ) من اراد الوطن عليه بالتضحية، و تحمل الاعباء و هذا الفلم من ناحية الاختيار و اختيار الموضوع و المكان و الفئة المطلوبة اعتقد سيكتب له كل النجاح والقبول والتميز والرواج.
وللموضوع بقية.