
محمد زنكنة
محرر
مسرور بارزاني قال كل شيء

ليست المرة الاولى التي يجلس فيها رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني مع المواطنين في لقاءات خاصة وفي اكثر من مدينة في كوردستان ليتحدث عن البرنامج الحكومي وماقدمته الحكومة ويستمع لاراء ومطالب الجماهير وبعض الملاحظات والنواقص وحتى انتقادات مهما كانت قاسية او جريئة ليرد عليها بكل رحابة صدر دون اي غضب او عصبية بل كانت الابتسامة دوما بمثابة نصف الجواب الذي ينتظره السائل مع قناعة تامة بكل كلمة اوضحها واكدها وشرحها.
هذه المرة كان اللقاء في مدينة السليمانية بحضور مواطنين من السليمانية وحلبجة وكرميان في جلسة غلبت عليها اجواء من الصراحة والشفافية بوجود نقاش هاديء ودي لطالما تعودنا عليه من قبل مسرور بارزاني مع تدوينه لكل الملاحظات التي كانت تقدم من قبل المواطنين المشاركين في هذه الجلسة والتي بثت على حلقتين عبر شاشة قناة كوردستان 24 الفضائية.
بدا كاك مسرور حديثه عن الشباب ومشاكلهم فيما يتعلق بفرص العمل والهجرة الغير مبررة، ولم ينكر وجود مشاكل من الممكن ان تؤدي بهذه الثروة الوطنية الى الهجرة وترك البلد وخصوصا السياسية منها حيث تعمل بعض الاطراف السياسية على قدم وساق لاحباط الشباب وثنيهم عن الدور الذي ينتظره الاقليم منهم ببث الاشاعات المغرضة ونشر حالة من التشاؤم عن طريق صفحات خاصة بهم في وسائل التواصل الاجتماعي وقنواتهم الاعلامية، لكنه اكد ايضا على ضرورة حل المشاكل التي من الممكن ان تؤدي بابناء هذا البلد الى اتخاذ هذا القرار الذي من الممكن ان يتسبب حتى بفقدان حياتهم.
ولم يخف رئيس الوزراء وجود مشاكل في السلك القضائي وشدد على ضرورة ان يكون للمواطن رايا ودورا في رفض تدخل اية جهة او حزب او طرف سياسي في شؤون السلطة القضائية حيث لايمكن حتى للسلطات الاخرى التدخل في شؤون القضاء، فلكل سلطة استقلاليتها التي لاتتداخل مع الاخرى واكد على ان قبول التدخلات التي تحول المحاكم الى مؤسسات لاقيمة لها تعتبر كارثة كبيرة لاي بلد ولايمكن القبول بهذا الموضوع موضحا بان العقاب الجماهيري لاية جهة تريد تضييق حدود القضاء هو الحل والرد والعلاج الانسب لمحاربة هذه الظاهرة.
مشاكل الطرق والشوارع والجسور والمعاناة التي يعيشها المواطن في ادارة كرميان وايقاف اكثر من ثلاثين مشروع حيوي والمشاكل البيئية والصحية للمنطقة اخذت حيزا مهما من حديث مسرور بارزاني، وفي هذا المجال اوضح بارزاني وبكل صراحة بان الحكومة منحت السلطات للوحدات الادارية في الكثير من الامور وان كان هناك اي تقصير فعلى الحكومة ان تتابع وتشخص وتعالج هذا التقصير ولم يخف بان الحكومة تتعرض للعديد من المشاكل السياسية عندما تبادر لحل اية مشكلة تتعلق بامر اداري يخص المداخل الحدودية او تنفيذ مشاريع معينة او تسيير بعض الامور المتعلقة بالمواطنين، ولم يتنصل عن مسؤولية الحكومة.
كرامة المواطن، وحرية تصرفه بحقه الشرعي في استلام راتبه الشهري دون ان يساوم من قبل اي مسؤول سياسي او عسكري او جهة تريد المزايدة على حقه تكرر لاكثر من مرة على لسان رئيس الوزراء ردا على كل الاقاويل التي بينت بان الحكومة تحاول خداع المواطنين عن طريق تطبيق حسابي وتريد التهرب من هذه المسؤولية، ليكون الرد وبكل بساطة باية من القران الكريم تقول (ان بعض الظن اثم)، وطالب بارزاني جميع الاحزاب السياسية والمواطنين ان يفهموا ماذا يعني هذا التطبيق وما الذي يقدمه من خدمات للمواطن وكيف سيستفيد الفرد من اقليم كوردستان من هذا التطور وطالب المواطنين ايضا ان يسالوا من الذي تسبب بالازمة المالية التي يعاني منها الاقليم ومن هم المتباكين والمزايدين على الحكومة وعلى شعب كوردستان ومن يتواصل مع جهات لاتريد للاقليم اي خير لتقليص سلطات اقليم كوردستان والتعامل معه على اساس ضيق لايمت للدستور باية صلة.
الاهتمام بالقطاع الزراعي، حقوق الموظفين والمتقاعدين، الواقع الاجتماعي والاسري،اعمار القرى، الرياضة، البيئة، التربية وحقوق ضحايا عمليات الانفال، كلها كانت اسئلة طرحها المشاركون مع مطالبات جادة لرئيس الحكومة بتكثيف زياراته لجميع مدن كوردستان والاطلاع على احوالها وعدم اهمال او تناسي اي شبر من الاقليم والاستمرار في تفقد احوال المواطنين، كل هذه المواضيع لقيت ردودا صريحة بوضع النقاط على الحروف وكشف العديد من الحقائق التي من الممكن ان تكون مبهمة لدى مواطني الاقليم بشكل عام ومواطني السليمانية وحلبجة وكرميان بسبب بعض التاثيرات السياسية والتي من الممكن ان تساهم في تغيير مسار الحقيقة او تشويهها او نشر الاشاعات التي تجعل المواطن بعيدا عن الحقائق التي من حقه ان يطلع عليها.
باجوبته الواضحة والشرح المفصل لكل موضوع طرح، اسكت مسرور بارزاني كل الاصوات التي كانت تتهم حكومة اقليم كوردستان بانها تستولي على تمويل الرواتب وتعيق صرفها ولاتساهم في حل المشاكل مع بغداد، فقد جاء هذا اللقاء بمثابة رد حاسم لكل من يعتبر نفسه ناطقا باسم الجهات السياسية التي تساهم وبكل ما اوتيت من استقواء وليس قوة لاضعاف تجربة سياسية لايمكنها تكرارها لان ذلك سيعيقها ويمنعها من الفساد الذي اصبح بمثابة واقع الحال في معظم دوائر الدولة الرسمية في مدن ومحافظات العراق، وبتواجده في السليمانية التي تركز وسائل الاعلام المغرض بانها محرومة من الخدمات الحكومية والمشاريع التي تنفذها حكومة اقليم كوردستان في اربيل ودهوك بعث بارزاني برسالة قوية مفادها ان الحكومة تنظر الى الاقليم بعين واحدة ولايمكن الحكومة او اي وزير او مسؤول فيها ان يتصرف بهذا الافق الضيق الذي يكرس روح التفرقة في الاقليم.
ولم يبرر بارزاني ماسمعه من تقصير في الاداء الحكومي لاية مؤسسة من الممكن ان تواجه مشاكل في طريق تنفيذها لمشروع او امر معين ومن الطبيعي جدا لاية حكومة في العالم ان تواجه مشاكل فنية او ادارية او حتى سياسية ولكن في حالة الاقليم الامر الامر مختلف تماما وتحديدا في عمر الكابينة التاسعة والتي تشكلت مع استمرار الازمة المالية والمشاكل العالقة والازمات المفتعلة بين اربيل وبغداد واكثر من استهداف وقصف صاروخي من داخل وخارج العراق وتحديات من المحكمة الاتحادية وتهديدات مباشرة من اطراف سياسية عراقية باستغلال السلطات القضائية والتنفيذية وحتى التشريعية لالحاق الضرر بالاقليم وباعتراف شخصي وصريح من قبل سياسييهم ومتحدثيهم عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والتي توجه ضد الاقليم في محاولة لالهاء المواطن العراقي عن الكوارث التي يعيشها في ظل وجود فساد سياسي واداري ومشاكل تهدد كيان وسيادة الدولة ووجودها.
وبرغم وجود الكثير من الملاحظات والانتقادات وضرورة تصحيح بعض المسارات التي لاتحقق الهدف المطلوب في اطار البرنامج الحكومي، اثبتت الكابينة التاسعة صمودها متحدية كل التهديدات التي تواجهها من داخل وخارج الاقليم ومن داخل العراق وخارجه بجهودها الرامية الى تنويع وتعديد مصادر الدخل الاقتصادي وبناء بنية تحتية اقتصادية قوية وتطوير العلاقات الاقليمية والدولية والسعي من اجل ان يكون لكوردستان اسما وموقعا لامعا في الاطر والمحافل العالمية والدولية، واغلب ماذكرته تحقق فعلا من خلال الجولات التي قام بها رئيس الحكومة في اكثر من دولة من اقصى الشرق لاقصى الغرب دون تفضيل جهة على اخرى مع مراعاة التوازن والبراغماتية السياسية.. نعم ، مسرور بارزاني قال كل شيء واوضح وشرح كل شيء ولكل الحق ان يرد او يقدم ملاحظاته حول ماقاله رئيس الوزراء، ولكن شرط ان يثبت كلامه بالادلة والدامغة التي لاتقبل اي شك.