التأثيرات الاقتصادية للصين على العراق وإقليم كردستان

Kurd24

في أعقاب تغيير النظام، وهو الأمر الذي عارضته الصين في عام 2003، انخرطت الصين على نطاق واسع في الاقتصاد العراقي، و حصدت ما زرعته الولايات المتحدة وحلفاؤها. وتزايدت أهمية الصين في الاقتصاد العراقي وإقليم كوردستان. وفيما يلي بعض التأثيرات السابقة للصين على الاقتصاد العراقي وإقليم كوردستان:

1. الاستثمار في البنية التحتية: استثمرت الصين بشكل كبير في تطوير البنية التحتية في العراق. ويغطي هذا الاستثمار مبادرات في مجالات الاتصالات والنقل والطاقة. على سبيل المثال، قامت الشركات الصينية ببناء البنية التحتية للنفط والطرق السريعة ومحطات الطاقة.

2. التعاون في قطاع الطاقة: الطاقة أمر بالغ الأهمية لتدخل الصين في العراق. وبفضل العديد من الاتفاقيات التي أبرمتها الصين مع الحكومة العراقية لاستيراد النفط، يعد العراق أحد المصادر الرئيسية للنفط الخام للصين. وعملت الشركات الصينية أيضًا في مشاريع تطوير واستكشاف النفط في العراق ومواقع أخرى في إقليم كوردستان العراق.

3. علاقات تجارية متوازنة: تعد الصين أحد أهم الشركاء التجاريين للعراق. ويصدر العراق النفط إلى الصين، وتستورد العراق سلعاً مختلفة من الصين. وتطورت الشراكة التجارية مع مرور الوقت، مما عاد بالنفع على اقتصاد البلدين. وفي يونيو 2023، صدرت الصين 1.4 مليار دولار واستوردت 2.25 مليار دولار من العراق، مما أدى إلى ميزان تجاري سلبي قدره 855 مليون دولار. بين يونيو 2022 ويونيو 2023، زادت صادرات الصين بمقدار 174 مليون دولار (14.2٪) من 1.22 مليار دولار إلى 1.4 مليار دولار، بينما انخفضت الواردات بمقدار -410 مليون دولار (-15.4٪) من 2.66 مليار دولار إلى 2.25 مليار دولار.

4. العلاقات السياسية والدبلوماسية: تحافظ الصين على علاقات دبلوماسية مع العراق وتشارك في المشهد السياسي في البلاد. وذكرت أنها تدعم سيادة العراق ووحدة أراضيه. وبسبب عدم تدخلها في السياسة، أصبحت الصين شريكا مهما للغاية للعراق. وافتتحت قنصلية لها في إقليم كوردستان نظراً لأهمية الإقليم اقتصادياً بالنسبة للصين.

5. العلاقات الاقتصادية في إقليم كوردستان: تنشط الشركات الصينية في مختلف العمليات الاقتصادية في إقليم كوردستان، بما في ذلك التنقيب عن النفط والاتصالات وتصدير السيارات والسلع الكهربائية ومشاريع البنية التحتية بأسعار منخفضة، وتتحدى جميع البضائع من الدول الأخرى في السوق. وقد أثرت هذه الاستثمارات على الاقتصاد المحلي، وخلقت فرص عمل. وفي هذه الأيام، يعملون على زيادة نفوذهم الاقتصادي في سوق إقليم كوردستان باعتبارهم الشراكة الأساسية.

6. تخفيف الديون: شاركت الصين في مبادرات تخفيف الديون عن العراق، مما ساعد البلاد على إدارة تحدياتها المالية. وتم التوصل إلى اتفاقيات لتخفيف الديون، مما خفف من الأعباء المالية على العراق. إلا أنها على المدى الطويل ستؤثر على ديون العراق من خلال زيادة ديونه.

7. التكنولوجيا والاتصالات: دخلت شركات التكنولوجيا الصينية قطاع الاتصالات العراقي منذ البداية، حيث قدمت شبكات الهاتف المحمول منخفضة التكلفة وغيرها من معدات وخدمات البنية التحتية للاتصالات التي تهيمن على السوق.

8. مشروع طريق الحرير المقترح: يعد هذا أحد أهم المشاريع التي تحاول الصين إقناع العراق ببنائه، ويمتد من ميناء الفاو عبر العراق، بما في ذلك إقليم كوردستان، إلى تركيا وأوروبا. وسيعمل هذا المشروع على ربط العراق بأوروبا وخلق العديد من الفرص، مما يعزز أهميته الاستراتيجية وموقعه الجغرافي ويحول العراق إلى سوق مركزي مهم.

ومن الأهمية بمكان أن نلاحظ أن التدخل الاقتصادي والسياسي للصين في العراق أثار قلقاً وجدلاً واسع النطاق. ويشعر البعض بالقلق إزاء إمكانية الاعتماد المفرط على الصين. ومن ناحية أخرى، يرى آخرون أنها فرصة للتوسع الاقتصادي والنمو. ومع تزايد طلب العراق على السلع عالية الجودة، يمكن أن تتغير الظروف الجيوسياسية والاقتصادية بسرعة و خاصة مع الصين.