نوروز ئاكرى: احتفال بالهوية والمستقبل برؤية القيادة

نوروز ئاكرى: احتفال بالهوية والمستقبل برؤية القيادة
نوروز ئاكرى: احتفال بالهوية والمستقبل برؤية القيادة

يحتل عيد نوروز مكانة خاصة في وجدان الشعب الكوردي، فهو ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل يمثل رمزية عميقة للحرية والنضال والانبعاث من جديد. في هذا العام، اكتسبت احتفالات نوروز في مدينة ئاكرى بعدًا إضافيًا مع حضور الرئيس، الذي أضفى على المناسبة رونقًا خاصًا، مجسدًا التلاحم بين القيادة والشعب. في مشهد يعكس وحدة الصف والإصرار على بناء مستقبل مشرق، اجتمع الكبار والصغار، القادة والمواطنون، القنصليات والشخصيات، ليشاركوا معًا في إشعال شعلة الحرية في أحد أكثر الاحتفالات تميزًا في المنطقة.

 

ئاكرى.. مدينة التاريخ والنضال

تُعرف مدينة ئاكرى بتاريخها العريق ومكانتها الرمزية في الوجدان الكوردي، حيث تتجلى فيها روح التحدي والشموخ. هذه المدينة ليست مجرد بقعة جغرافية، بل هي شاهد على محطات مهمة من تاريخ الكرد ونضالاتهم، وهي التي تحتضن احتفالات نوروز بروحها الفريدة التي تجمع بين الماضي المجيد والحاضر الواعد. هنا، يجد التاريخ نفسه في نوروز، ويجد نوروز نفسه في تاريخ هذه المدينة المشرفة.

إن احتفالات نوروز في ئاكرى ليست مجرد مهرجان، بل هي رسالة واضحة بأن الكورد، رغم كل التحديات، يسيرون إلى الأمام لا زحفًا ولا كرها، بل حبًا وإيمانًا بالمستقبل. ترى الجميع يسيرون على الأقدام، يحملون شعلة النار المقدسة، متجهين في خط مستقيم نحو قمة الجبل، حيث يُشعلون النيران رمزًا للأمل والانتصار على كل العوائق.

 

القيادة بين الماضي والمستقبل

ما ميّز احتفال هذا العام كان الحضور البارز للرئيس، الذي لم يكتفِ بمجرد التواجد، بل كان جزءًا حقيقيًا من الحدث، حيث تقاسم الفطور مع أهله في ئاكرى، في صورة تعكس مدى ارتباطه بالناس وقربه منهم. هذا الحضور لم يكن مجرد خطوة بروتوكولية، بل كان يحمل دلالات عميقة تعكس رؤية القيادة التي لا تنفصل عن شعبها، بل تعمل معهم يدًا بيد من أجل بناء مستقبل أفضل.

وبجانبه، كان ابنه، الذي يمثل الجيل القادم من القيادة، حاضرًا بروح الشباب والعمل الدؤوب، ليس اعتمادًا على ضربة حظ، بل من خلال جهد متواصل وعمل ليلي ونهاري من أجل رسم خارطة طريق يكون فيها الجميع شركاء. هذه الرؤية لا تستثني أحدًا، بل تهدف إلى إشراك كل الكورد في المسيرة نحو المستقبل، ليكون كل فرد جزءًا من مشروع البناء والنهضة، لا متفرجًا ولا مهمشًا.

 

نوروز في ظل الأمن والسلام

ما يميز احتفالات نوروز في ئاكرى هذا العام ليس فقط أجواء الفرح، بل أيضًا الشعور العميق بالأمن والسلام الذي يعم البلاد. في ظل الأوضاع المتوترة التي تعيشها المنطقة، جاءت هذه الاحتفالات كرسالة مفتوحة للعالم بأن كوردستان  هي أرض الاستقرار والتعايش، حيث يستطيع الناس الاحتفال بحرية، وسط أجواء من الطمأنينة التي تضمن لهم حق التعبير عن ثقافتهم وهويتهم دون خوف أو قيود.

إن توافد القنصليات والشخصيات الدولية إلى هذا الحدث يعكس مدى الاهتمام الذي يحظى به إقليم كوردستان على المستوى الدولي، حيث يُنظر إليه كنموذج للاستقرار في منطقة تعج بالتحديات. هذا الحضور الدولي يبعث برسالة واضحة بأن نوروز في كوردستان ليس مجرد احتفال محلي، بل هو رمز عالمي للسلام والانبعاث.

 

الهوية والثقافة في أبهى صورها

في هذا اليوم، لم يكن اللباس الكوردي مجرد زينة، بل كان تعبيرًا عن الفخر بالهوية والثقافة. كل شخص اختار ما يناسبه من الأزياء التقليدية، ليظهر نوروز بأبهى صوره، حيث تمازجت الألوان الزاهية مع ألسنة اللهب المشتعلة على قمم الجبال، في مشهد يعكس عراقة الشعب الكوردي وتمسكه بتقاليده رغم تغير الزمن.

أما الهتافات، فلم تكن مجرد أصوات تتردد في الأرجاء، بل كانت صدى لمشاعر عميقة تعبر عن الفرح والاعتزاز والانتماء. من حضر إلى الاحتفال، شعر وكأنه جزء من حدث تاريخي يُعيد تأكيد وحدة الكورد  وإصرارهم على المضي قدمًا. أما من لم يتمكن من الحضور، فقد كان بإمكانه مشاركة الفرحة عبر شاشات التلفاز، حيث نقلت القنوات مشاهد الاحتفال، لتصل الأجواء إلى كل بيت كوردي، في الداخل والخارج.

 

نوروز: بيعة جديدة للوطن والمستقبل

هذا العام، لم يكن نوروز مجرد مناسبة للاحتفال، بل كان بمثابة بيعة جديدة للوطن، حيث اجتمع الناس في بوتقة من الحب والانتماء، ليؤكدوا أن الوطن لا يسمو إلا بالمخلصين وأصحاب الأداء الحقيقي في خدمة الشعب. لم تكن هذه الاحتفالات مجرد طقوس، بل كانت رسالة واضحة بأن كوردستان  تسير نحو مستقبل أكثر إشراقًا، بقيادة تؤمن بالعمل، وشعب يرفض الركود، وشعلة نوروز التي ستظل متقدة، ترمز للأمل والحرية عبر الأجيال