العواصف الترابية .. كارثة بيئية تهدد مستقبل العراق واقليم كوردستان، وهنا طريق النجاة

إن العراق وإقليم كوردستان يواجهان كارثة بيئية كبيرة نتيجة عدة عوامل مباشرة منها الجفاف والتصحر وانخفاض هطول الأمطار وإنشاء السدود على منابع الأنهار من قبل الدول المجاورة فضلا عن غياب المساحات الخضراء التي تسبب اضرارا بيئية واقتصادية وصحية وخيمة.
إن تقلص الغطاء الأخضر وبدأ التمدد الصحراوي بسرعة كبيرة ما ظهر أثره خلال الفترة الماضية عبر تكاثف شدة وتواتر العواصف الترابية بشكل غير مسبوق وسيؤدي الي تفشي الأمراض والهجرة من الأرياف وتدهور خصوبة التربة والإنتاج الزراعي.
مما لا شك فيه أن الحكومة العراقية لم تلجأ بصورة فورية الى اتخاذ إجراءات حاسمة لإيقاف ومكافحة التصحر عن طريق برنامج طموح وطويل الأمد يهدف للاحتفاظ بخصوبة الأرض وتوسيع الغطاء الأخضر واستخدام التقنيات الحديثة بإدارة موارد المياه والتربة.
كأكاديمي حذرنا مسبقا بأن العراق واقليم كوردستان معرضان بشكل خاص لتغير المناخ، بعد أن شهد بالفعل انخفاضا قياسيا في هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في السنوات الأخيرة، فقد تقلصت إيرادات المياه بأكثر من الثلث منذ الربع الاخير من القرن العشرين.
وجدير بالذكر أن الحزام العراقي الأخضر يمثل في حال إنشائه خط الدفاع الأول للعراق واقليم كوردستان لمقاومة الزحف الصحراوي وإيقافه والجدير بالذكر حذر البنك الدولي أن العراق قد يعاني من انخفاض بنسبة 20 في المئة في الموارد المائية بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ وعلى هذا المنوال يفقد حوالي 100 ألف دونم (حوالي 250 كيلومترا مربعا أو 97 ميلا مربعا) من الأراضي الزراعية كل عام”.
على المستوى الاجرائي يتكون هذا الحزام من نخيل وأشجار ونباتات وأعشاب وحشائش مقاومة للظروف الصحراوية القاسية التي تسود في العراق ومناطق محددة من اقليم كوردستان ومنها الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، بحيث يمتد هذا الحزام من جنوب محافظة الموصل وبعض مناطق اقليم كوردستان إلى جنوب محافظة البصرة ويغطي مساحات متنوعة يتراوح عرضها من 1 – 5 كم حسب الظروف المحلية.
ومن هذا المنطلق الاهتمام لأهمية هذا المشروع يتم بالتعاون بين جميع المؤسسات الدولة الحكومية في العراق منها وزارة الموارد المائية، وزارة الزراعة، وزارة البيئة، وزارة البلديات والاشغال العامة، وهيئة الاستثمار، وهيئة مكافحة التصحر في العراق (وزارة الزراعة)، والمديرية العامة للمساحة (الموارد المائية) والمديرية العامة للمسح الجيولوجي (وزارة الصناعة)، والمديرية العامة لحفر الآبار المائية (الموارد المائية)، ووزارة العلوم والتكنولوجيا والجامعات والمراكز البحثية المختلفة.
- طريق النجاة من هذه الكارثة عبر المطالبة:
أولا: بإنشاء هيئة او (وزارة) مختصة بهذا المشروع.
ثانيا: المطالبة دولياً بحقوق العراق وحصصه المائية من دول الجوار بالدرجة الأولى.
ثالثا: الحث على منع عمليات الحفر العشوائي للآبار من قبل المواطنين في العراق واقليم كوردستان ما يترتب عليه استنزاف المياه السطحية، التي توفر عادة الترطيب والتبريد اللازمين للتربة، والتي يبلغ عمقها بالكاد نحو 12 مترا، علاوة طبعا على ضرورة العمل على زيادة المساحات الخضراء والتشجير في عموم البلاد.
أن نجاح مشروع الحزام الأخضر يمنع زحف الصحراء نحو الأراضي الخضراء العراقية وإقليم كوردستان مما يسمح باستعادة خصوبة الارض وحماية تنوعها الأحيائي، وإلا سيتحول العراق والاقليم أمام الأنظار الى صحراء قاحلة.