
أحمد الزاويتي
كاتب وإعلامي كوردي
وسط التحديات والعوائق.. الارقام تثبت نجاح التشكيلة الوزارية التاسعة لحكومة إقليم كوردستان العراق

حين تسلّم السيد مسرور بارزاني رئاسة حكومة إقليم كوردستان في صيف عام 2019، لم يكن متوقعا أن السنوات المقبلة ستشهد أخطر الأزمات المركّبة في تاريخ الإقليم والمنطقة كمثال:
جائحة كورونا التي شلّت العالم بأسره، وعطلت الاقتصاد العالمي.
الانهيار الحاد في أسعار النفط، حتى اقتربت في بعض الفترات من الصفر، ما قلّص موارد الإقليم المالية.
خروج عدد كبير من الشركات الأجنبية نتيجة الانكماش العالمي.
قطع حصة الإقليم من الموازنة الاتحادية من قبل بغداد في أكثر من مرحلة.
منع بغداد تصدير نفط الإقليم بشكل مستقل، وتعطيل المنفذ الاقتصادي الرئيسي.
أزمة الرواتب الناتجة عن الإجراءات المركزية.
والتحدي الاكبر كان :
وسط ما ذكر اعلاه استغلت احزاب وشخصيات المعارضة في كردستان العراق، تلك الظروف للنيل من مسرور البارزاني وحكومته، والعمل من اجل الاستسلام الكامل امام بغداد، او بمعنى آخر انهاء الكيان السياسي لاقليم كوردستان العراق الذي تشكل منذ عام 1991.
هذه الاحزاب والشخصيات بعدما فشلت تماما في اداء دورها كمعارضة في كوردستان العراق سواء عن طريق ممثليها في برلمان كوردستان او حتى في قواعدها الحزبية والجماهيرية وامام كل العمليات الانتخابية التي تجري في كوردستان، وفي الشارع وفي اعلامهم، وفي محاولاتها لتحقيق اهدافها، ذهبت لبغداد:
- مرة لتمثلها في التحرك ضد حقوق كوردستان التي منحها الدستور العراقي
- ومرة دفعها بغداد للتحرك عسكريا ضد الاقليم..
كانت لهذه الاحزاب الدور الكبير في:
- قطع موازنة الاقليم من قبل بغداد..
- تحويل عملية دفع رواتب الموظفين من الاقليم لبغداد، وجعلت من نفسها ضامنة لدفع الرواتب اسوة بموظفي بغداد! والآن بعدما تحولت مهمة دفع الرواتب الى بغداد، وتمتنع على دفع هذه الرواتب، المعارضة لا تحرك ساكنا! بل على العكس بدلا من ان تعاتب بغداد، وتطالب بحقوق موظفي الاقليم بصرف رواتبهم، تأتي لتستغل الامر ضد حكومة الاقليم، من اجل ابعاد الجماهير الكوردية عنها..
- منع تصدير نفظ الاقليم وتسليمه بالكامل لبغداد، الامر الذي ادى الى خسائر للعراق عموما ومنها كوردستان، تقدر بـ 28 مليار دولار..
اي ادارة لحكومة في وضع كالذي اشرنا اليه اعلاه، وتحديات ومحاربة عليها من جهات مختلفة، ربما كانت ستفشل فشلا ذريعا وتستسلم لمطالب الآخرين، الا ان حكومة السيد مسرور البارزاني تمكنت من مواجهة كل هذا، وخرجت بمستوى من الإنجاز لم يشهده الإقليم منذ أكثر من عقدين، مما يؤكد على متانة الرؤية، ودقة التخطيط، وكفاءة الإدارة، ومن خلال نظرة سريعة وبسيطة لاهم انجازاتها بالوثائق والارقام نصل الى ما يلي:
أولًا: ثورة في البنية التحتية
تنفيذ 717 مشروع طريق (داخلي) بطول 2,681 كم في عموم الإقليم، بتكلفة تفوق 1 تريليون دينار.
إنجاز جسور استراتيجية (جسر الزاب، جسور رانية، سوران، دهوك، إلخ).
تطوير طرق داخلية بعرض يصل إلى 150 كيلومترًا في مدن رئيسية مثل أربيل ودهوك والسليمانية.
ثانيًا: مشروع "روناكي" – كهرباء 24/7
توفير الكهرباء على مدار الساعة لأكثر من 2 مليون مواطن و90 ألف محل تجاري.
إطفاء 2107 مولدات أهلية بعد توفير البديل الرسمي.
تغطية أكثر من 150 حيًا سكنيًا بالكهرباء المستقرة.
ثالثًا: أمن مائي لمستقبل مستدام
بناء 9 سدود استراتيجية بطاقة تخزينية تصل إلى ما يزيد عن 250 مليون م³.
إنشاء 126 حوضًا مائيًا في عموم محافظات الإقليم.
إطلاق مشاريع مياه الشرب في أربيل، فايدة، بيرمام، دربندخان، رانية، وغيرها، بتكلفة تقدر باكثر من 920 مليون دولار.
رابعًا: الإصلاح المالي – مشروع "حسابي"
أكثر من 900 ألف مواطن مسجلين في النظام المالي الرقمي.
تحويل رواتب أكثر من 400 ألف موظف إلى حسابات بنكية، في خطوة نوعية للشمول المالي.
إدخال خدمات مالية حديثة مثل الدفع الإلكتروني، القروض الشخصية، والتأمين.
خامسًا: التحوّل الرقمي الشامل
رقمنة بوابات الحكومة، نظام التأشيرات، الرواتب، التعليم، المرور، التسجيل التجاري.
إطلاق نطاق (KRD) وهوية رقمية موحدة.
إدخال نظام التعليم الإلكتروني (E-WANE)، المكتبة الرقمية، ومنصات أولياء الأمور.
سادسًا: الأمن الغذائي والصناعي
بناء 6 صوامع استراتيجية بقدرة تخزينية كلية بلغت 200 ألف طن، بتكلفة تقدر بـحوالي 60 مليون دولار
تأسيس 362 مخزن تبريد جديد، وإنشاء أكثر من 30 ألف بيت بلاستيكي للزراعة.
تاسيس 7 معامل لانتاج البطاطا، و11 معملا مختلفا للمحاصيل الزراعية.
تسجيل 38,584 شركة بينها أكثر من 3,486 شركة أجنبية.
ارتفاع نسبة تصدير المنتجات الزراعية من 1.8% الى في التشكيلة الوزارية للسيد مسرور بارزاني
سابعًا: التصدير الزراعي إلى العالم
رفع نسبة تصدير المنتجات الزراعية من 1.8% الى 10%.
تصدير الرمان، العسل، البطاطا، الطحينية، التفاح، الفطر، إلى كندا، أوروبا، ودولة الإمارات.
دور رئيس الوزراء في زمن الأزمات
ما تحقق خلال هذه السنوات ليس مجرد تنفيذ مشاريع، بل هو رسمٌ لخارطة جديدة لإقليم كوردستان أكثر كفاءة وأمانًا واستقلالًا.
لقد أدارت حكومة السيد مسرور بارزاني أصعب مرحلة في التاريخ الحديث بميزانية محدودة، لكن بإرادة قوية ورؤية بعيدة المدى.
هذه الإنجازات تُشكّل نموذجًا ناجحًا للحكم الرشيد في ظروف معقدة، وتؤكد أن التحديات قد تكون محفزًا للنهضة إذا وُجدت القيادة القادرة على تحويل الأزمات إلى فرص.