
بدل رفو
محرر
متحف أم كلثوم في القاهرة بعيون كوردية

أم كلثوم سيدة الغناء العربي التي تربعت على عرش الغناء العربي وفي قلوب كل العشاق والمحبين لغناء أصيل بعيد عن الابتذال، صفق لها الكثيرون وأحبها الجميع. ومنذ رحيلها منتصف السبعينيات والغناء العربي يفتقد إلى سيدة تحل محل هذه الفنانة العملاقة.
البحث من كوردستان إلى مصر والتوق لرؤية تحف ومقتنيات سيدة الغناء جعلني ابحث عن متحفها الذي افتتح عام 2001 . وقد تعهدت وزارة الثقافة المصرية التي كان وقتها يرأسها الأستاذ الفنان فاروق حسني بإقامة هذا التذكار الخالد لهذه السيدة التي منحت حياتها للفن في زمن غير زمننا. متحف أم كلثوم يقع في جزيرة الروضة في قصر المنسترلي باشا والذي كان يعود إلى حسن فؤاد المسترلي وهو ينحدر من مدينة بيتولا في شمال اليونان وهذا القصر يعد من متاحف القاهرة الحديثة.
أمام باب المتحف أقيم تمثال صغير لام كلثوم وفي يدها المنديل الذي لم يفارقها أثناء تقديم أغانيها على خشبة المسرح. وفي استعلامات المتحف وضعت صورة للراحلة تتوسط جمال عبد الناصر وأنور السادات والموسيقار محمد الموجي. متحف أم كلثوم ،بالرغم من صغره، فهو يحتوي على تحف ومقتنيات رائعة ووثائق تاريخية.
ففي الصالة الأولى وضعت عدة شاشات صغيرة ليتمكن الزائر من سماع الأغاني ومشاهدة صور أم كلثوم وأعمالها. وفي نفس الصالة أيضا رفوف لمجلدات كبيرة وضعت في مكتبة صغيرة تحت عنوان أم كلثوم في الصحافة المصرية من 1924 ولغاية 2000 وهنا السؤال يطرح نفسه هل الصحافة المصرية وحدها كتبت عن الراحلة؟!.
وبجانب هذه المجلدات توجد مجموعة كبيرة من الكتب بأقلام كتاب مشهورين في مجال الأدب والفن وأقلام أجنبية أيضا حول سيدة الغناء ودورها في مسيرة الغناء العربي. وفي الصالة الرئيسية الكبيرة تعرض مجموعة من فساتين الراحلة التي كانت ترتديها خلال حفلاتها. وعلى جدران هذه الصالة توزعت صور أم كلثوم من مرحلة الشباب ولغاية آخر صورها. وصور أفلامها واضحة بالأسود والأبيض وصورها مع العامة والمعجبين.
وتبين الصور مدى بساطة هذه الإنسانة التي غزت قلوب العشاق بعد عقود من رحيلها. وفي قسم آخر ممتلكات أم كلثوم الشخصية ومنها نظاراتها الخاصة للقراءة وقفازات اليدين التي كانت ترتديها في الحفلات وجواز سفرها ودفتر مذكراتها اليومي لعام 1954. وفي قسم آخر يبين المتحف دور أم كلثوم في الحياة ودور الفن في مد جسور بين الأوطان من خلال الميداليات الكثيرة والوثائق القيمة من البلدان ونياشين التكريم التي تلقتها الراحلة عبر مسيرتها الفنية ولغاية رحيله والوثائق خاصة من كبار الملوك والرؤساء العرب ومنهم الحبيب بورقيبة ومن جيهان السادات حرم الرئيس المصري الراحل ومن ديوان الملك فاروق ونيشان الكمال من الطبقة الثالثة من الملك الفاروق... يعرض المتحف أيضا في قسم خاص الأجهزة وآلات التسجيل القديمة التي كانت تسجل وتشتغل الأغاني عليها في ذلك الوقت. وللمتحف موقع على شبكة الانترنت.
بعد الرحيل في عالم رومانسي جميل ،عالم أم كلثوم وتحفها ومقتنيات سيدة أطربت العالم والشرق بأغانيها، خرجت من المتحف وجلست في الجزيرة الذي يقع فيها المتحف والقصر وأنا أتذكر كاويس آغا ومحمد عارف. وأثناء شرب القهوة في أحد مقاهي الجزيرة تذكرت بأن في تلفوني الخلوي أغان لكاويس آغا وأخرجته واستمعت إلى أغنيته (لى لاوكو) وشعرت بشوق إلى كوردستان.






