الذكرى الـ64 لاندلاع ثورة أيلول التحررية لشعب كوردستان

الذكرى الـ64 لاندلاع ثورة أيلول التحررية لشعب كوردستان
الذكرى الـ64 لاندلاع ثورة أيلول التحررية لشعب كوردستان

تمرّ علينا اليوم الذكرى الرابعة والستون لاندلاع ثورة أيلول المجيدة التي قادها البارزاني الخالد.

فبعد ثورة 14 تموز 1958، شهد العراق تحولات كبيرة في الأوضاع السياسية والاجتماعية، وهو ما انعكس إيجابًا على عموم الشعب العراقي. وكان من أهم إنجازات تلك المرحلة بالنسبة للكورد تثبيت المادة (3) في الدستور، التي نصّت على أنّ: "الكورد والعرب شريكان في العراق، وأنّ حقوقهم القومية معترف بها في الدستور ضمن إطار عراق موحد." وعلى صعيد حرية العمل السياسي والتنظيمي، فقد أُجيز الحزب الديمقراطي الكوردستاني رسميًا بعد عودة الزعيم مصطفى بارزاني من المنفى الذي استمر 12 عامًا، ليصبح الحزب الكوردي الوحيد المرخّص في العراق.

ورغم جميع مساعي الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) للتقارب مع الحكومة ومنع القتال، تجاهل عبد الكريم قاسم تلك الجهود. وفي 11 أيلول 1961 قصفت قوات الجيش جوًا مناطق دربندي بازيان ووادي خلكان ومحيط دهوك.

وعلى المستوى العملي، قرر المكتب السياسي للبارتي في اليوم نفسه مواجهة الحكومة، وهو ما أجبر الشعب الكوردي على اللجوء إلى الكفاح المسلح للدفاع عن نفسه.

وبعد عدة معارك ومواجهات، وبحلول 23 أيلول 1961، تمكنت الحكومة من السيطرة على معظم مناطق كوردستان باستثناء بعض مناطق بارزان. وفي 6 تشرين الأول من العام نفسه، وصل عدد من أعضاء المكتب السياسي للبارتي إلى بارزان حيث التقوا بالزعيم مصطفى بارزاني، وخلال الاجتماع تقرر إعادة التنظيم والتنسيق بين قوات بارزان وقوات البارتي المسلحة، إضافة إلى القوات العشائرية التي واصلت القتال.

وبعد إعادة التنظيم وتحقيق انتصارات مهمة على الجيش العراقي آنذاك، عقد أعضاء اللجنة المركزية للحزب في شباط 1962 اجتماعًا موسعًا في قرية عوالان التابعة لمحافظة السليمانية. وأرسلوا مذكرة إلى عبد الكريم قاسم أكدوا فيها أنّ الحرب التي يخوضونها هي حرب دفاع عن النفس، وليست حرب هجوم، ورفعوا شعار: "الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان."

لكن انتصارات الجيش العراقي كانت مؤقتة، إذ سرعان ما أعادت قوات البيشمركة تنظيم صفوفها وشكّلت جيش تحرير كوردستان الذي بلغ قوامه نحو 20 ألف مقاتل. وبحلول منتصف عام 1962، كانت هذه القوة قد حررت معظم كوردستان باستثناء المراكز الحضرية الكبيرة. وفي أوائل عام 1963 اضطرت الحكومة إلى إعلان وقف لإطلاق النار تم تمديده أكثر من مرة، حتى السقوط النهائي لحكومة عبد الكريم قاسم في 8 شباط 1963. وخلال تلك الفترة، حاول الحزب الديمقراطي الكوردستاني حل خلافاته مع الحكومة بالطرق السلمية، ورحّب الرأي العام العراقي بجهوده.

ومن أعظم إنجازات ثورة أيلول التحررية اتفاقية 11 آذار 1970 التي مثّلت اعترافًا رسميًا من الحكومة العراقية بحقوق الكورد ومنح الحكم الذاتي لإقليم كوردستان.