
بدل رفو
محرر
ماركو بولو وجزيرة كورتشولا بعيون كوردية

مسقط رأس الرحالة(ماركو بولو) جزيرة (كورتشولا).
جزيرة تاريخية من الزمن المنصرم ومنسية في زمننا الحاضر.انها جزيرة (كورتشولا)موطن ميلاد الرحالة والمستكشف العالمي(ماركو بولو). عبرنا بسفينة كبيرة تحمل السيارات والبشر لنحط رحالنا في جزيرة (كورتشولا)
والتي يبلغ عدد نفوسها في الوقت الحاضر 18ألف نسمة بعد ان كان لغاية الحرب العالمية الثانية يبلغ 40 ألف نسمة.تضم هذه الجزيرة التي تقع في اقليم(دالاماتيان)اعداداً كبيرة من الكروم وقرى صغيرة رائعة الجمال بعضها خراب وحطام . كانت الجزيرة منذ الازمنة المنصرمة مشيدة من الحجارة. اليونانيون هم اول من سماها (كوركيراميلانا). المدينة القديمة كانت اول مراكز الاستيطان. رصفت الشوارع بالمرمر، وعلى طول الشاطئ شيدت البنايات.تعد جزيرة (كورتشولا)سادس اكبر جزيرة في الادرياتيك وطولها يبلغ 47 كيلومتراً وعرضها من 5 الى 8 كيلومتر.
اكتشفت الجزيرة في القرن الثالث ق.م وغزاها الرومان في القرن الاول الميلادي والسلافيون في القرن السابع وبعدهم الفينيسيون .في عام 1797 غزا نابليون اقليم دالاماتيان وكذلك كانت الجزيرة تحت سيطرة الانكليز والنمسا .عام 1921 صارت الجزيرة ضمن يوغسلافيا السابقة.واكتشف فيها مغارة كبيرة تدل على ان الاليريين سكنوا الجزيرة في العصر الحجري القديم.تقع في الجزيرة 12 قرية ذات تصميم تاريخي واثري من الحجارة وبعضها شيدت مخفية عن القراصنة وكانت الجزيرة مشهورة بالبحارة.توجد سواحل كثيرة في الجزيرة ولم تكن مسكونة. ومن اعلى قمة في الجزيرة يمكن مشاهدة الجزر. شوارع الجزيرة شيدتها الامبراطورية النمساوية. على سفوح الجبال تكثر الاعشاب والبهارات. اما شواطئها فصخرية وأول مهنة للجزيرة كانت مع الحجر الجيري.
شهرة جزيرة(كورتشولا)جاءت من الرحالة والمستكشف الذائع الصيت(ماركو بولو)حيث أنها موطن ميلاده وبالرغم من ان هناك دارا في البندقية سميت بدار ميلاد(ماركو بولا)لكن الفينيسيين انفسهم يعترفون بأن (ماركو بولو) ولد في جزيرة (كورتشولا).ولد الرحالة (ماركو بولو)عام 1254 في قلب المدينة القديمة في الجزيرة وبعد عودته من الصين جلب تجارب رحلاته من الشرق للغرب وكي تتعرف الحضارة الغربية على الحضارة الشرقية وتلك البلاد البعيدة وهذا ما ذكره في كتابه.
يبلغ عدد نفوس المدينة القديمة اليوم 3 آلاف نسمة.ومازال المرمر اللامع يزين شوارعها. تتباهى المدينة بصفوف من الابنية القديمة من زمن اسلوب عصر النهضة والأسلوب الغوتي. يؤدي الشارع المرمري الى السور، ومازالت ثلاث مدافع قديمة موجهة فوهاتها الى البحر للدفاع عن المدينة. الازقة القديمة والضيقة ذات طابع معماري متميز ودور المدينة ذات سقوف حمراء، وبعض الدور بطابوق احمر. في مركز المدينة ايضا برج الساعة والسلالم الحجرية التي تؤدي الى البوابة الرئيسة .
تطل المدينة على ساحل جميل وتنتشر المقاهي على جوانبه. في القرن 13 كانت اسوار المدينة تحميها من الغزوات. واليوم السور والبرج هما محل الرومانسية والانبهار للزوار .ساحة الكاتدرائية وكاتدرائيتها (ماركوس) شيدت في القرن 15 على اسلوب عصر النهضة والغوتي من الحجارة الجيرية واجراس البرج تعلو على الجزيرة كلها. يقع ايضا في المركز متحف المدينة ويعرض تاريخ الجزيرة وتطور النحت وصناعة السفن بالاضافة الى قطع اثرية ضمن علم الاثار. ويعرض ايقونات بيزنطينية على الخشب بخلفيات ذهبية من القرون 17 ـ18. اشتهرت هذه الجزيرة بالحجارة لذا فإن اكثر المدن التاريخية القديمة شيدت من حجارة الجزيرة ومنها (دوبروفنيك،فيربينك).وكذلك خرج منها امهر البنائين والمعماريين والاساتذة في مهنة الحجارة. ومن زمن الامبراطورية النمساوية اشتهرت باشهر انواع النبيذ الاحمر لانها تضم مساحة كبرى من الكروم.اشتهرت الجزيرة ايضا بعلاج امراض الروماتيزم وكان المرضى يأتون من كل انحاء اوروبا للعلاج فيها.تكثر فيها ايضا اشجار الزيتون.في قرية (فيلا لوكا)القرية التي تقع بالقرب منها مغارة(الاليريين)وقد عاش فيها اكثر من 3 آلاف شخص. وفيها ايضا معمل كبير لصناعة القوارب والاجزاء الاحتياطية لها. .
التقيت الكاتبة والاديبة الكرواتية(ايفيسا دوخوفيج ـ زاكنيج)التي تكتب عن الجزيرة وعن الكتاب والأدباء الناطقين بالالمانية الذين لعبوا دورا في الجزيرة وترجمت اعمالهم الى الكرواتية. دار بيننا الحديث حول دور ادب الرحلات والثقافة والترجمة في مد جسور الانسانية وللاسف كانت معلوماتها عن الكورد قليلة. لكني تحدثت لها عن تاريخ الكورد بصورة مختصرة وفرحت بوجودي في جزيرتهم. وللكاتبة خمس كتب حول الجزيرة.بدأت السياحة في الجزيرة مطلع الستينيات، لكن السياحة القديمة كانت عبر السفن التجارية القادمة من البندقية وتريست لغاية (كوتور)في الجبل الاسود. كذلك كانت الثقافة هي التي تربط الجزيرة بالعالم وبالأدباء والفنانين في اوروبا.
عشق الكاتب النمساوي (تيودور شيف) اقليم (دالاماتيان)واحب فتاة من مدينة (سبلايت) وعاش في الاقليم. وبعد ان رجع الى فيينا عام 1875 كتب كتابا حول الاساطير والملاحم في اقليم (دالاماتيان).في بداية القرن العشرين وفد اليها مجموعة من الادباء والفنانين الألمان وبعدها توالت الوفود الثقافية على الجزيرة وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية.
رحلة جميلة الى اشهر جزيرة على الاطلاق بالرغم من انها ظلت منسية كما قاله الكاتب النمساوي(تيودور شيف)في كتابه (من بلاد منسية). لكنها ستظل خالدة في فكر كل من زارها ويزورها ويعشق هذه البلاد التي انجبت اشهر رحالة في العالم (ماركو بولو). جمال ورومانسية وبحر وشطآن جزيرة(كورتشولا).






