في الذكرى الثامنة للاستفتاء (ريفراندوم)

في الذكرى الثامنة للاستفتاء (ريفراندوم)
في الذكرى الثامنة للاستفتاء (ريفراندوم)

بدايةً، لا بد من القول إن هذا الحدث التاريخي هو ربما الوحيد الذي لا يمكن غض النظر عنه. ومع أنني كتبت مقالات عديدة عن هذا الحدث، إلا أن مثل هذا الحدث يمسك بك ويسحبك نحو لكتابة عنه. ولعل السبب يعود إلى أن القائد الذي يقود هذا اليوم التاريخي هو الرئيس مسعود بارزاني. وعامل آخر قد يكون هو أنه المرة الوحيدة التي تحدث فيها على مستوى الشرق الأوسط، فحواها العودة إلى الناس والتعبير عن إرادتهم في تقرير مصيرهم. ولربما ما زال هناك من شركاء الوطن من لهم حساسية سياسية مختلفة عن الضمير الكُردي.

فاليوم، - 25 أيلول (2017) - ليس يوم الكرد والشعور التام بحريتهم والتعبير عن إرادتهم فحسب، بل هو اليوم الوحيد الذي لجأ فيه الكُرد إلى اتخاذ القرار وتحديد اللحظة الفاصلة بين الاضطهاد والعمل مع الآخر، والحرية مع الإرادة الحرة. وهو الأمر الذي يدفع بالكرد جميعاً إلى تقييم الحدث على أنه يوازي "الاستقلال"، وذلك لأن الاستفتاء هو الوديعة التاريخية والترجمة الفعلية لحق تقرير المصير.

والحق، إن ما قام به الرئيس وقيادته لإنجاح مصير "الاستفتاء" قلما نجد قائدًا في منطقتنا يقوم به. ونجده يعود إلى إشراك الناس للتعبير عن رأيهم في مستقبل حياتهم السياسية. فقط الرئيس مسعود هو الوحيد - حسب علمي - في مسألة المصيرية كمسألة حق تقرير المصير الذي أشرك الناس في القرار. وبهذا المعنى، فإن الحدث لا يعني فقط إيذانًا بتقرير المصير، بل هو أبعد من ذلك، فهو شكل من أشكال الممارسة الديمقراطية الحقيقية. ولهذا السبب نصر على أن يوم (25/أيلول) هو يوم الديمقراطية كُرديًا.

أستطرد، والسنوات تثبت أن عملية الاستفتاء لم تكن عملية عابرة، بل هي مفصل من فصول التاريخ الكُردي. بقدر ما أن الاستفتاء، وبقيادة الرئيس، هو العنوان الأساسي في التاريخ الكُردي، وسيبقى هذا التاريخ يفعل فعله السياسي ليس لأجل الحاضر فحسب، بل يؤسس أفقًا سياسيًا وديمقراطيًا لمستقبل الأجيال الكُردية.

ما نود قوله هو إن هذا الحدث التاريخي، والذي قاده رئيسنا بنفسه، لا يعني تعبيرًا عن الإرادة الحرة للناس فحسب، بل هو مسار تأسيسي لحرية الكُرد وعبرة تاريخية بدلالة ديمقراطية وحقوقية. ويأتي تعبير "الاستفتاء" هنا ليس على مقياس الدعوة للتصويت بقدر ما هو على مقياس رسم بياني لصياغة كُردستان حرة بفكر قائدها وبجهود ناسها.

شكرًا سيدي الرئيس لأنكم أول من اعتبرتم للناس قيمة من خلال تعبيرهم عن إرادتهم، وإشراكهم في تقرير مصيرهم.