في ذكرى الاستفتاء: ملحمة وطنية خالدة بإرادة شعب وقيادة حكيمة

في ذكرى الاستفتاء: ملحمة وطنية خالدة بإرادة شعب وقيادة حكيمة
في ذكرى الاستفتاء: ملحمة وطنية خالدة بإرادة شعب وقيادة حكيمة

مقدمة: قيادة تاريخية تُشرّف مسيرة الأمة

بعد ثمانية أعوام على الملحمة التاريخية، يطلّ علينا ذكرى استفتاء استقلال كوردستان ليروي قصة إرادة شعب وعبقرية قائد. فخامة الرئيس مسعود البارزاني، القائد الملهم والأب الروحي للأمة الكوردستانية، الذي خطّط لهذه النقلة التاريخية بحكمة القادة وثبات الأنبياء. لقد أدرك فخامته أن الحقوق لا تُوهب بل تُنتزع بإرادة المصممين، فقاد المسيرة بصلابة جبلية وحكمة تاريخية، مجسداً مقولته الخالدة: "إن حق تقرير المصير هو حق طبيعي وتاريخي للشعب الكوردستاني".

 

لحظة الوجود التاريخي: بصمة خالدة في سجل الأمة

كان لي الشرف العظيم أن أكون أول مواطن كوردي في العالم يصوت بنعم لاستقلال كوردستان من أستراليا يوم 23 سبتمبر/أيلول 2017. هذا الشرف الذي أحمله كوسام فخر على صدري، وسيبقى اسمي واسم كل مواطن كوردي صوت بنعم جزءاً لا يتجزأ من هذا الحدث التاريخي العظيم، محفوراً في سجل نضال أمتنا الكوردستانية إلى أبد الدهر.

لقد كانت هذه الفرصة التاريخية تتويجاً لمسيرة نضال طويلة، حيث أتاح فارق التوقيت بين أستراليا والعالم لي أن أكون أول من يسجل صوتاً في هذا الاستفتاء المصيري. وإصراراً مني على المشاركة الفاعلة في صنع هذا الحدث التاريخي، حرصت على توثيق هذه اللحظة بأكثر من صورة وفيديو، لتكون شاهداً حياً على مشاركة كل مواطن كوردي في كتابة تاريخ أمته.

 

إرادة لا تُقهر: صناديق الاقتراع تشهد لتاريخ شعب

لم تكن نسبة 92.73% مجرد أرقام عابرة، بل كانت بحراً بشرياً متلاطماً جسد إرادة أمة بكاملها. لقد تحولت صناديق الاقتراع إلى مذابح وطنية قدّس فيها الشعب الكوردستاني دماء شهدائه، وحوّل أصواته إلى رصاصات توجه إلى صدر التاريخ لتُسجل بحروف من نور حقاً طبيعياً لا يُسقطه التقادم.

 

الحقوق التاريخية: رسالة واضحة للعالم

لقد أثبت الاستفتاء أن إرادة الشعوب أقوى من كل التنازلات، وأن الحقوق التاريخية لا تُسقطها اتفاقيات القوى الاستعمارية. لقد كانت المناطق المتنازع عليها ساحات انتصار جديدة لإرادة الشعب الكوردستاني، حيث كتب أبناء كركوك وخانقين وسنجار ومخمور بأصواتهم وثيقة تاريخية تثبت هوية هذه الأرض الأبدية.

 

الخاتمة: من الاستفتاء إلى الدولة... مسيرة لا تعرف التراجع

سيظل استفتاء 25 أيلول/سبتمبر 2017 نقطة تحول فارقة في المسيرة التحررية للشعب الكوردستاني. لقد كان الرسالة الأقوى التي أرسلها شعبنا إلى العالم أجمع: أننا أصحاب حق وأن إرادتنا لا تُكسر. هذه الذكرى ليست مجرد حدث في سجل التاريخ، بل هي وصية أبدية ستنقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، حتى تتحقق الدولة المستقلة التي تستحقها أمتنا الكوردستانية العريقة.

فليكتب التاريخ أن شعباً كامل وقف في يوم من الأيام وقال كلمته، ولتسجل الأيام أن أمة عريقة سطرت بإرادتها مصيرها، وأن قائداً تاريخياً قاد سفينة الأمة إلى بر الأمان.