‎التوافق، الشراكة و التوازن.. قصة عراق فدرالي ممكن ومستقر

‎التوافق، الشراكة و التوازن.. قصة عراق فدرالي ممكن ومستقر
‎التوافق، الشراكة و التوازن.. قصة عراق فدرالي ممكن ومستقر

‎على مدى السنوات الماضية، شهد العراق تحولات كبيرة أثرت على الجميع: من بغداد إلى أربيل، ومن المدن الكبرى إلى أصغر القرى. وفي قلب هذه التحولات، يظل التوافق والشراكة بين المكونات السياسية هو المخرج الوحيد لتجاوز أزمات تتكرر كل موسم سياسي. حزب الديمقراطي الكردستاني يؤكد أن عراق الفدرالية لن ينجح إلا إذا شعر كل مكون بأنه شريك حقيقي، وليس طرفًا مهمشًا أو متجاهَلًا.

‎تجربة السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد اتفاقات بغداد–أربيل حول الميزانية وإدارة الموارد، أظهرت بوضوح أن الانفراد بالقرار أو محاولة الهيمنة تخلق أزمات لا تنتهي. حينما شعرت أي جهة بالتهميش، ظهرت الاحتجاجات، واشتدت الخلافات، وبرزت الشكوك حول جدوى الفدرالية نفسها. وهنا يضع الديمقراطي الكردستاني الشراكة والتوافق كخطوط حمراء يجب عدم تجاوزها، لأن الفدرالية ليست مجرد كلمة مكتوبة على ورق، بل تجربة يومية تتطلب إرادة سياسية صادقة وحوارًا مستمرًا بين الجميع.

‎في هذا السياق، يشدد الحزب على أن التوازن في السلطات وتوزيع الموارد هو أساس نجاح الدولة. فمثلاً، إدارة النفط والمياه في الإقليم ومناطق النزاع كانت دائمًا مصدر توتر، لكن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها، ولو جزئيًا، أثبتت أن الحوار والتوافق يصنعان حلولًا عملية تعكس العدالة والمساواة بين الجميع.

‎والأمر لا يقتصر على الموارد فقط، بل يشمل أيضًا الحقوق الدستورية، والمشاركة في المؤسسات، وإتاحة الفرص لكل مكون سياسي واجتماعي ليكون له تأثير حقيقي في صنع القرار. الديمقراطي الكردستاني يرى أن هذا التوازن هو الضمانة لبناء عراق قوي، قادر على حماية المواطنين، وتقديم خدمات حقيقية، وإدارة أزمات الأمن والاقتصاد بفعالية.

‎الفدرالية، وفق هذا الخطاب، هي رحلة مستمرة تتطلب التزامًا حقيقيًا بالاتفاقيات، واحترامًا متبادلًا، وحرصًا على العدالة الاجتماعية. فكل خطوة نحو الشراكة تعني خطوة نحو عراق أكثر استقرارًا، وأكثر ازدهارًا، وأكثر أمانًا لكل أبنائه.

‎في النهاية، القصة واضحة: عراق الفدرالية المزدهر ليس حلمًا بعيدًا، بل حقيقة يمكن أن نعيشها إذا عمل الجميع بروح التوافق والشراكة، وتركوا الخلافات الثانوية جانبًا، لصالح وحدة واستقرار البلاد. وهنا يكمن دور كل القوى السياسية، وعلى رأسها الديمقراطي الكردستاني، في التأكيد أن الشراكة ليست رفاهية، بل ضرورة، وأن التوازن هو سلاح العراق لمواجهة كل التحديات، اليوم وغدًا.