وفاء يقطع القارات.. رسائل البارزاني تُكرم نضالاً كوردستانياً وتُضيء الطريق إلى صناديق الاقتراع
مقدمة:
من أستراليا، "نهاية العالم" كما يُقال، كانت تصلني الرسائل من قلب كوردستان النابض. لم تكن مجرد كلمات، بل كانت وقوداً لاستمرار مسيرة نضال إعلامي استمر أكثر من ثلاثة عقود في المنفى البعيد. إنها رسائل فخامة الرئيس مسعود البارزاني، القائد الذي حوّل الوفاء إستراتيجية، والتقدير دافعاً، والرسائل أوسمة نضال تُكرّم المناضلين أينما كانوا. واليوم، يأتي هذا الوفاء ليُترجم على أرض الواقع عبر صناديق الاقتراع، حيث يصوت الشعب الكوردي لكتابة فصل جديد من فصول النضال من أجل كوردستان قوية ومستقلة.
صلب المقال:
في الحقيقة، لم أكن أنوي نشر هذه الرسائل يوماً، فقد كانت كنزاً شخصياً أعتز به في صميم روحي. لكنني اليوم أرى أن عدم نشرها قد يكون تقصيراً في واجب أخلاقي تجاه التاريخ وتجاه الأجيال الجديدة. إن نشرها هو وفاء للقائد العظيم أبي مسعود البارزاني، الذي كان ولا يزال الروح التي تدفعني للنضال من أجل القضية الكوردستانية، وهو القوة والحكمة التي تقود شعبنا نحو الحرية والاستقلال.
عبر أكثر من عقدين من الزمن، تواصلت رسائل التقدير من فخامة الرئيس إلى مناضل كوردستاني في أقصى الأرض، لترسم لوحة نادرة للعلاقة الوثيقة بين القيادة التاريخية للشعب الكوردي وبين أبنائها المناضلين في المغترب. هذه الرسائل لم تكن مناسباتية عابرة، بل كانت توثيقاً حياً لشراكة نضالية، وتذكيراً متجدداً بأن عين القيادة لا تغفل عن كل من يساهم في خدمة القضية الكوردستانية.
لطالما كان نضالي الإعلامي والوطني في المهجر امتداداً لمسيرتي التي بدأت مع تأسيس إذاعة "صوت الكورد" في جنوب أستراليا عام 1997، ثم كرئيس تحرير لجريدة "الكورد" حتى عام 2003، ومن ثم رئيساً لتحرير صحيفة "الفرات" الأسبوعية منذ 2003 وحتى اليوم. عبر هذه المسيرة الطويلة، حرصت على أن أكون صوتاً للقضية الكوردستانية في المحافل الدولية.
ولكن حينما تأتيك رسائل شكر وتقدير من الزعيم الروحي للأمة الكوردستانية، فإن ذلك يضفي على المسيرة معنى أعمق، ويحول العمل إلى شرف، والنضال إلى واجب مقدس. هذه الرسائل هي أوسمة نضال من القائد، أصبحت جزءاً من أرشيفي النضالي الذي أضيء به طريق الأجيال الكوردستانية القادمة.
الوفاء يتحول إلى صناديق اقتراع:
اليوم، ونحن على أعتاب انتخابات مصيرية، أرى أن هذا الوفاء الذي عشته شخصياً يجب أن يتحول إلى فعل جماعي. إن الانتخابات القادمة ليست مجرد استحقاق سياسي عادي، بل هي ترجمة عملية لذلك الوفاء الذي عشناه مع القائد مسعود البارزاني. إن التصويت للقائمة 275 - قائمة الرئيس مسعود البارزاني - هو امتداد طبيعي لتلك الشراكة النضالية التي أثبتت نفسها عبر الزمن.
لقد رأينا جميعاً كيف قاد الرئيس البارزاني شعبنا في أحلك الظروف، وحوّل التحديات إلى فرص، والآلام إلى أمل. واليوم، تأتي الانتخابات لتكون محطة جديدة في هذا المسار النضالي الطويل. إن اختيارنا للقائمة 275 هو اختيار للاستقرار، للخبرة، للقيادة الحكيمة، وهو في نفس الوقت رد جماعي على ذلك الوفاء الذي أظهره القائد لجميع المناضلين على مر السنين.
رسالتي إلى الأجيال الجديدة والناخبين:
إلى كل شاب وفتاة يحملون راية النضال اليوم من أجل حقوق شعبنا، أقول: انظروا إلى هذه الرسائل. إنها تثبت لكم أن درب النضال، مهما طال واشتد، لن يضيع سدى. إن القيادة الحكيمة تراكم وترعى، والوفاء سيكون سندكم.
اليوم، يأتي اختبار هذا الوفاء عبر صناديق الاقتراع. إن تصويتكم للقائمة 275 ليس مجرد صوت، بل هو رسالة وفاء منكم للقائد الذي لم يتخلَ عنا في المنفى ولم ينسَ تضحياتنا. إنه استثمار في مستقبل كوردستان، وتجسيد حي للشراكة بين القيادة والأمة.
إلى جميع أبناء شعبنا في كل مكان: لنتذكر كل التضحيات، كل الرسائل التي كتبت بدم الشهداء، وكل الوعود التي قطعناها على أنفسنا. لنجعل من تصويتنا للقائمة 275 رسالة واضحة بأننا شعب واحد يقف خيار قيادته التاريخية. ليكن نضالنا اليوم على شكل بطاقة اقتراع، نكتب بها مستقبلاً أفضل لأجيالنا القادمة.
الخاتمة:
اليوم، وأنا أتأمل هذا الأرشيف النضالي الذي يمتد لأكثر من 20 عاماً، أدرك أن رسائل الرئيس البارزاني لم تكن موجهة إليّ وحدي، بل كانت رسائل من القلب الكوردستاني إلى كل مناضل كوردستاني في كل مكان، مفادها: "أنتم شركاء في النضال، ووجودكم في الذاكرة، وتضحياتكم هي التي ترسم مستقبل كوردستان".
وهذه الشراكة هي التي تدعونا اليوم لأن نكون شركاء في صنع القرار من خلال انتخاب القائمة 275. إنها قصة وفاء يقطع القارات بين قائد وأمته، تثبت أن القيادة بالوفاء هي أعظم أنواع القيادة، وأن الشكر يتحوّل إلى إرث يخلد في ذاكرة الأمة، وإلى أصوات تملأ صناديق الاقتراع ثقة ووفاء.
الخيار واضح.. المصير واحد.. القائمة 275.