د. ابراهيم احمد سمو
كاتب كوردي
عندما يكون القائد مع كوادره: رؤية مسرور بارزاني لمسيرة البناء والديمقراطية
في لقاء حديث جمع السيد مسرور بارزاني بكوادر الحزب في مكتب تنظيمات دهوك، ظهر الرجل بمظهر القوة والطمأنينة، مبتسمًا وطموحًا، وباذلًا كل جهده من أجل مستقبل أفضل لكوردستان. كما جرت عادته، استعرض مسرور بارزاني التاريخ والواقع السياسي في أقل من ساعة، مقدمًا رؤوس النقاط لكل قضية مع تحديد المطلوب، ومشيرًا إلى أهم المبادئ التي يجب أن يتحلى بها كل من يعمل من أجل خدمة الشعب، ومنها الصبر، وتجنب الأخطاء، وقبول النقد، وتصحيح الهفوات فور حدوثها.
في بداية اللقاء، أكّد السيد مسرور على أن الأساس هو ما لدينا من قدرات وإمكانات، ومن خلالها يمكن لنا تمهيد الطريق لتحقيق النجاح. وجاء بكلمات تحمل السلام والشكر لكل الجهود المبذولة، مشيدًا بالاستمرار والمثابرة التي أوصلتنا إلى طريق الفوز العظيم. كما تحدّث عن الوضع الداخلي، موضحًا كيف تسير الأمور في الأطر الحزبية، ومؤكدًا أن الميزان اليوم يميل لصالح الحزب الديمقراطي بلا منافس، رغم الحملات الإعلامية المختلفة من الداخل والخارج، ومشدّدًا على أهمية زيادة المقاعد والأصوات لتحريك قواعد المنافسين.
تناول مسرور بارزاني في حديثه موضوع المحاصصة، مشيرًا إلى ضرورة التعامل معها بحكمة وعقلانية، ومراعاة مصالح الجميع ضمن إطار دستوري موثوق، مع التأكيد على حسن النية والعمل الجماعي. وأوضح أن تشكيل القيم والأخلاق الصحيحة هو الأساس، وأن العمل يجب أن يكون دائمًا في خدمة الشعب، وهو الشعار الذي يجب أن يظل مرجعًا لكل الكوادر في الحزب.
وأشار إلى أن البناء والتنمية يجب أن تستمرا دون الالتفات إلى ما يقوله البعض، فالأفعال العملية أهم من الدعاية الإعلامية. وأكد على أن الاستمرار في العمل والجهد هو الطريق لتحقيق الإنجازات، وأن النتائج ستظهر على الأرض مهما كانت التحديات. وأكد كذلك على ضرورة العمل المباشر والمستمر بدل انتظار الآخرين، لافتًا إلى علامات النجاح التي يمكن ملاحظتها من خلال المشاريع المنفذة والإنجازات المحققة على أرض الواقع.
كما قدم أمثلة عملية لإظهار الفرق بين المشاريع الصغيرة والكبيرة، وبين الثقة بالوسائل المحدودة والثقة بالقدرات الكبرى، مشيرًا إلى مشاريع المياه والكهرباء والبنية التحتية، وما تم إنجازه في مجال التعمير وزراعة الأشجار، حيث غدا مشروع زراعة الأشجار حول أربيل سبعة ملايين شجرة، مما يعكس جهود إعادة إعمار كوردستان. وأكد على أن الديمقراطية وحرية الصحافة لا تمنع المعارضة من النقد البناء، ولكن هناك من يستخدم المعارضة لتحقيق مصالح خارجية أو داخلية، ويجب على الكوادر مواجهة هذا الواقع بالوعي والعمل المتواصل.
وأشار إلى أن الحزب الديمقراطي، بقيادة مسعود بارزاني، قد أسس منذ البداية على مبادئ راسخة وتجربة طويلة، مما يجعله قادرًا على تحقيق مستقبل أفضل. وأكد مسرور البارزاني أن القادم سيكون أفضل إذا استمر الجميع في العمل بنفس القوة والتماسك، مشيرًا إلى أن كل شبر من الأراضي المحتلة يجب أن يعود، وأن الحزب ماضٍ في هذا الطريق بعزم وإصرار.
كما نوّه بالدور الحيوي للكوادر واللجان والفروع، مؤكدًا أن توزيع المهام بشكل مدروس يضمن النجاح والاستمرارية، وأن كل عمل يقوم به هؤلاء الكوادر بمثابة خلايا نحل تعمل من أجل إنارة الطريق في الليل المظلم، لتحقيق مشاريع التنمية والبناء بشكل مستدام. وختم اللقاء بابتسامته المعهودة، مطمئنًا الجميع على المستقبل، ومحفزًا إياهم على المضي قدمًا في خدمة الشعب ومواصلة الإنجازات.
إن لقاء السيد مسرور بارزاني مع الكوادر لم يكن مجرد حديث سياسي، بل كان درسًا في القيادة العملية، وفي التزام القيم والمبادئ، وفي القدرة على التحليل ووضع الخطط والتنفيذ، مما يجعل كل من حضر اللقاء أكثر ثقة في الطريق الذي يسلكه الحزب، وأكثر عزيمة على مواصلة العمل لتحقيق غد أفضل لكوردستان وشعبها.