الغزاويون يعيشون بين خيارات الموت والموت المؤجل

أربيل (كوردستان24)- لجأ مئات النازحين إلى العيش على أنقاض منازلهم المدمرة جزئيًا في مخيم خان يونس بعدما أجبرهم الجيش الاسرائيلي على التكدس في مساحة صغيرة وغير إنسانية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، فيما يعانون من احتمالية سقوط تلك الأنقاض فوق رؤوسهم، بعد أن باتت تشكل خطرًا عليهم، وسط القصف المدفعي والجوي المستمر على المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة.
منازل هدمت وأحياء دمرت، هنا خان يونس، بعد أن ترك الجيشُ الإسرائيلي بصماتِه التدميرية، ليتركها مدينة بلا معالم، في مشهد يعيد للأذهان صورا مخيفة لتدمير طال كل مقدرات العيش والحياة.
وقال وليد شبير وهو مواطن من أهالي غزة لكوردستان24 "اي قصف أو هزه من قصف الصواريخ، ممكن تنهار البيوت الآيلة للسقوط فوق رؤوس ساكنيها فهذا يشكل خطرًا كبيرًا على كل هذه المنطقة".
لم يعد شىء كما كان، اختفت كل معالم الحياة، لم تعد شبه مدينة أو أطلال مدينة، بل صارت أكوامًا من الركام، وتلالًا من الأنقاض، تحتاجُ إلى سنوات، وأموال طائلة لرفعِها، عاد الأهالي إلى منازلهم فوجدوها حوائط غير مكتملة وبلا أسقف، تنتظر السقوط بين لحظة وأخرى.
وقال المواطن الغزي حسام السقا لكوردستان24 "المباني تشكل خطر كبير علينا، البارحة كان قصف جديد على المنطقة لو لا لطف الله لأصيب إبني، ولذلك نناشد العالم كله لوقف الحرب ودخول المعدات لازالة الركام".
قلق مستمر، ومعاناة على أطفال يلهون حول هذه الأنقاض، يسرقون لحظات سعادة وسط مأساة غيرِ مسبوقة، ونساء تستتر بما تبقى من حوائط، ومع ذلك فالخطر قائم من انهيارِ هذه المباني المعلقةِ الآيلة للسقوط.
بدوره قال المواطن حنان الحمامي لكوردستان24 "هذه البيوت تشكل خطرا على النازحين بالأطفال يلعبون تحت هذه البيوت التي من الممكن في أي لحظة تسقط عليهم، وتسببت في حالات وفاة وإصابات، وقبل ذلك أصيب أطفال كثر".
هذه الأنقاض التى تحوي من الخطرِ أكثر مما تقدم من أمان، يحتفظ فيها الغزيون بذكريات الأرض والأهل والأحبة، الذين فقدوا في الحرب، فهم يعدونها أكثر سترا ودفئا من خيام بالية غير إنسانية.
أنقاض قد تنهار تماما على رؤوس من احتمى بها، ما دفع الغزيين للاستنجاد بمجتمع دولي، صم آذانَه، وأعمى بصره وبصيرته عن شعب صارت خياراته بين السيىء والأسوأ، وبين الموت والموت المؤجل.
تقرير: بهاء طباسي – كوردستان24