أمين سر مجلس المعتقلين يكشف جوانب مرعبة من سياسة الاعتقال في سوريا

أربيل (كوردستان 24)- كشف أمين سر مجلس المعتقلين والمعتقلات السوريين، مروان العش، في مقابلة مع كوردستان24، عن جوانب من سياسة الاعتقال والإخفاء القسري التي اتبعها النظام السوري السابق، مؤكداً أنها كانت إحدى أدواته الرئيسية لترهيب الشعب وقمع المطالبات بالحرية والتعبير السياسي.
وقال العش إن الاعتقال والإخفاء القسري شكلا سياسة ممنهجة للنظام السوري بقيادة حافظ الأسد ثم بشار الأسد، مشيراً إلى أن سجن صيدنايا، الذي أنشأه حافظ الأسد، كان رمزاً لهذه السياسة، حيث استخدم لردع المعارضين وتحذير كل من يجرؤ على انتقاد النظام. وأضاف: "عبر حقبة الأسدين الأب والابن من عام 1970 إلى 2024، كان الاعتقال والإخفاء حاضرين بشكل دائم".
وأوضح العش أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وهي المخابرات الجوية والمخابرات العسكرية ومخابرات أمن الدولة والأمن السياسي، لعبت دوراً محورياً في عمليات الاعتقال، حيث كانت تقوم بحجز المواطنين في فروعها الأمنية قبل ترحيلهم إلى سجون مركزية مثل صيدنايا وعدرا، بالإضافة إلى السجون المدنية في مختلف المحافظات.
وأشار العش إلى أن النظام السابق اعتمد "فكراً خبيثاً" في عزل المعتقلين عن العالم الخارجي، حيث كانت الجرائم تُرتكب في صمت، من دون أي معلومات عن أوضاع المعتقلين أو أماكن احتجازهم.
ولفت إلى أن هذا النهج استهدف جميع مكونات الشعب السوري من عرب وكورد وتركمان وشركس وأرمن وسريان وطوائف وجماعات إثنية مختلفة.
كما أكد العش وجود سجون سرية ما زالت غير مكتشفة حتى اليوم، مشيراً إلى سجون تتبع مباشرة للقصر الجمهوري وأخرى تحت إدارة الفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد.
وذكر أن هناك تقارير تفيد بنقل معتقلين قبيل سقوط النظام إلى أماكن مجهولة في العاصمة دمشق وخارجها، موضحاً أن بعض المعتقلين نُقلوا في "برادات" إلى مواقع سرية ليظلوا رهائن لدى فلول الأجهزة الأمنية للنظام.
وختم العش تصريحاته بالتأكيد على ضرورة كشف الحقائق المتعلقة بمصير المعتقلين وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، التي وصفها بأنها "علامة سوداء في تاريخ سوريا".