جدل سياسي في العراق بعد عرض مسلسل النقيب

أربيل (كوردستان24)- أثار مسلسل "النقيب" الذي عرضته قناة "العراقية" شبه الرسمية، جدلاً واسعاً بعد اتهامات ضمنية وجهها ائتلاف "النصر"، الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، بالكشف عن هوية ضباط استخبارات اخترقوا تنظيم "داعش".

المسلسل، المستوحى من أحداث واقعية، يستعرض جهود "وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية" المعروفة باسم "خلية الصقور" في اختراق تنظيم "داعش" بعد سيطرته على أجزاء واسعة من العراق عام 2014. يجسد العمل شخصية النقيب حارث السوداني، الذي كلِّف بالمهمة نظراً لمهاراته في برمجيات الحاسوب ومراقبة الاتصالات.

في يناير (كانون الثاني) 2017، اكتشف "داعش" أمر السوداني بعد استدراجه إلى ريف الطارمية شمال بغداد. وبعد انقطاع الاتصال به، ظهر في مقطع فيديو للتنظيم في أغسطس (آب) من العام ذاته، يوثق عملية إعدام مجموعة من الأشخاص دون الكشف عن هوياتهم، إلا أن شقيقه تعرف عليه بين الضحايا.

أما العلاقة التي تربط العبادي بهذا العمل الدرامي، فتعود إلى تصريحات سابقة له، حيث انتقد ما وصفه بـ"المبالغة الإعلامية" في تغطية التفجيرات ببغداد، مشيراً إلى أن بعض العمليات كانت "مسيطراً عليها" في إطار خطط استخباراتية لإلقاء القبض على عناصر التنظيم.

خصوم العبادي رأوا في هذه التصريحات تلميحاً لمسؤوليته عن كشف ارتباط السوداني بالاستخبارات، ما سهّل على "داعش" اكتشافه. وأعاد المسلسل إحياء هذه الاتهامات، وهو ما دفع ائتلاف "النصر" لإصدار بيان غاضب يصفها بـ"الحملة المغرضة".

وأكد البيان أن تصريحات العبادي أُخرجت من سياقها، مشدداً على أن جهوده الاستخبارية كانت جزءاً من خطة متكاملة قادت إلى الانتصار على "داعش"، نافياً أي صلة له بتسريب معلومات أو تعريض حياة السوداني للخطر.

يبقى مسلسل "النقيب" عملاً درامياً يُلقي الضوء على تضحيات رجال الاستخبارات في الحرب ضد الإرهاب، لكنه أعاد فتح ملفات سياسية ما زالت تلقي بظلالها على المشهد العراقي.