"رحلة الخبز واللبن".. تقليد إيزيدي يتجدد سنوياً في معبد لالش
أربيل (كوردستان24)- انطلقت "رحلة الخبز واللبن" السنوية في قرى الإيزيديين، ضمن طقوس دينية تمتد لأسبوع كامل في فصل الربيع، حيث تزور كل يوم قرية أو منطقة إيزيدية معبد لالش المقدس، حاملة معها الخبز والزيت واللبن والقرابين.
بعد وصول المجموعة من قرية خوشابا تورين، قام أصدقاؤهم بأخذ خبزهم ولبنهم وختمه بماء ينبوع "سبي" (الأبيض)، في طقس يُعتبر مقدساً ومهماً لدى الإيزيديين.
تورين سلو، مواطنة من قرية خوشابا، تحدثت لكوردستان24 قائلة: "اليوم جئنا من قرية خوشابا إلى معبد لالش، حيث تبدأ رحلة اللبن في الشهر الثالث. قمنا بجمع احتياجاتنا وجلبها إلى منزل حارس المعبد. نحن سعداء بالاستقبال الحافل من قبل مجموعة من المقيمين على خدمة معبد لالش، وجميع القرى الإيزيدية تشارك في هذه المراسيم."
من طقوس هذه المناسبة أن الخبز يُقدَّم لخزينة المعبد ليصبح "سمات" (طعام مقدس)، والزيت يُخصص للمصابيح التي تُضاء يومياً في معبد لالش، أما اللبن فيُختم بماء ينبوع "سبي".
الشيخ عيدان، حارس المعبد من قرية خوشابا، أوضح لكوردستان24 قائلاً: "تناول اللبن والخبز تقليد قديم جداً في الديانة الإيزيدية. كل عام يأتي القرويون لطلب التبرك من معبد لالش، واليوم جاء دور قرية خوشابا لتقديم طلب التبرك، حيث شارك في ذلك وجهاء القرية ومختارها. وقبل القدوم إلى المعبد، جالوا في منازل القرية لجمع اللبن والخبز، واليوم جاؤوا للمعبد لتقديم ما جمعوه. هناك فضل كبير بأن تأتي خيرات قرية خوشابا إلى خزينة المعبد."
رحلة محفوفة بالصعاب في الماضي، لم يكن الوصول إلى معبد لالش سهلاً؛ إذ كان بعض الزوار يأتون على ظهور الأحصنة، فيما كان سكان القرى القريبة يأتون مشياً على الأقدام. وفي هذا السياق، قال لقمان سليمان، مسؤول إعلام لالش لكوردستان24: "سابقاً، كان الوصول إلى معبد لالش صعباً، ولم يكن الجميع يحملون معهم شيئاً، لذلك كانوا يتوجهون إلى مخزن المعبد لأخذ ما يحتاجونه من الخبز وتناول طعامهم منه، وكان هذا الأمر متاحاً للضيوف وحراس المعبد وخدمته على حد سواء."
تتوجه نحو 60 قرية ومنطقة إيزيدية إلى "لالش المنيرة"، بدءاً من 15 آذار/مارس ولمدة 30 يوماً، حيث يشارك المتدينون الإيزيديون في جميع الأيام، في تقليد يعزز الروابط الروحية والمجتمعية، ويجسد قيم التضامن والإيمان المتجذرة في التراث الإيزيدي.
تقرير مراسل كوردستان24 في دهوك ماهر شنكالي