دعوات للاستفادة من تجربة كوردستان العراق وتعميم النموذج الفيدرالي
أربيل (كوردستان24)- أثارت إشادة جديدة من وزير الخارجية الأمريكي، أنطونيو ربيو، بتجربة إقليم كوردستان الفيدرالية، تفاعلاً واسعاً في الأوساط السياسية والمجتمعية، لا سيما بعد أن وصف التجربة بأنها "ناجحة ومُلهمة"، تستحق أن تُعمم كنموذج للحكم على باقي محافظات العراق.
وقال ربيو في تصريحه الأخير إن تجربة كوردستان أثبتت قدرة الإقليم على تجاوز التحديات، وبناء مؤسسات سياسية وإدارية مستقرة ومتقدمة، مشيراً إلى أن نجاح هذا النموذج يعكس التزاماً حقيقياً بقيم الديمقراطية واحترام حقوق المواطنين، ويجب أن يُنظر إليه كمثال يُحتذى به في باقي أجزاء العراق.
وفي السياق ذاته، أكد المراقب السياسي أنوار الموسوي، الذي أجرى زيارات ميدانية عدة للإقليم، أن ما شاهده على أرض الواقع يؤكد ما ذهب إليه الوزير الأمريكي.
وقال الموسوي، "التجربة الفيدرالية في إقليم كوردستان طبقت وفق معايير وقوانين دولية، وكل شيء هناك متطور وحديث. المواطن يحصل على حقوقه دون الحاجة إلى المطالبة، وحتى في مسألة الرواتب، فإن التأخير الحاصل يعود إلى خلافات مع المركز، وليس بسبب خلل إداري داخلي، الوضع في كوردستان وصل إلى درجة أن المواطن لا يطالب بشيء... وهذا دليل على نجاح التجربة، فهي ليست فقط محلية بل أصبحت عالمية، وينبغي أن تُدرس وتُعمم على المحافظات العراقية الأخرى."
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه دعوات قوى سياسية عراقية لاعتماد نظام حكم فيدرالي في المحافظات، مستلهمين من تجربة إقليم كوردستان الذي نجح في إدارة ملفاته الخدمية والسياسية بعيداً عن التعقيدات المركزية. ويرى مراقبون أن هذه الدعوات قد تجد دعماً دولياً في حال استمرت الإشادات من جهات نافذة كواشنطن.
ومن الجدير بالذكر أن إشادة الوزير الأمريكي ليست الأولى من نوعها، إذ سبقتها مواقف مشابهة من مسؤولين دوليين رأوا في تجربة كوردستان مثالاً يُمكن أن يسهم في إعادة هيكلة الدولة العراقية وفق نماذج لامركزية أكثر كفاءة وفاعلية.
التجربة الفيدرالية في إقليم كوردستان لم تعد محط أنظار محلية فحسب، بل تحولت إلى نموذج يُحتذى به دولياً، كما باتت موضوعاً مطروحاً على طاولة النقاش السياسي العراقي. وبين إشادة دبلوماسية أمريكية وتجربة ميدانية يصفها مراقبون بـ"المثالية"، يبدو أن تعميم النموذج الكوردي بات أقرب من أي وقت مضى.
تقرير: سيف علي – مراسل كوردستان24 في بغداد
