الانتخابات البرلمانية العراقية في كركوك.. من 2005 إلى 2025: قراءة في تاريخ المقاعد وتوازن المكونات

أربيل (كوردستان 24)- تستعد محافظة كركوك لخوض الانتخابات البرلمانية العراقية السادسة المقرر إجراؤها في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، وسط منافسة محتدمة بين المكونات الكوردية والعربية والتركمانية، في محافظة تُعد من أكثر مناطق العراق تنوعاً وتعقيداً سياسياً.

وتأتي هذه الانتخابات بعد نحو عقدين من أول اقتراع تشريعي شهدته البلاد عام 2005، ما يجعل من كركوك نموذجاً دقيقاً لقياس تطور المشاركة السياسية وتوزيع المقاعد بين المكونات عبر الدورات المختلفة.

2005 – البداية بعد التغيير

شهدت أول انتخابات برلمانية بعد سقوط النظام العراقي السابق في 30 كانون الثاني/يناير 2005، حيث بلغ عدد مقاعد البرلمان آنذاك 275 مقعدًا، خصص منها 9 مقاعد لمحافظة كركوك.

وتمكن المرشحون الكورد من الفوز بـ 5 مقاعد، فيما توزعت المقاعد المتبقية بين المكونات العربية والتركمانية والمسيحية، في أول اختبار سياسي بعد مرحلة التغيير.

2010 – زيادة المقاعد وتوسع المنافسة

في انتخابات عام 2010، ارتفع عدد مقاعد البرلمان إلى 325 مقعدًا، ما رفع حصة كركوك إلى 12 مقعدًا، إضافة إلى مقعد كوتا للمسيحيين.

وحافظ الكورد على حضور قوي بحصولهم على 6 مقاعد، مقابل تصاعد المنافسة العربية والتركمانية نتيجة التغيرات الديموغرافية والسياسية في المحافظة.

2014 – الانتخابات في ظل التهديدات الأمنية

جرت انتخابات الدورة الثالثة في 30 نيسان/أبريل 2014، تزامناً مع تصاعد خطر تنظيم داعش، الذي جعل الأوضاع الأمنية شديدة التعقيد.

وبلغ عدد مقاعد البرلمان 328 مقعدًا، خصص منها 12 لكركوك ومقعد كوتا للمسيحيين.

وبرغم الظروف الصعبة، تمكن الكورد من الفوز بـ 9 مقاعد، في واحدة من أفضل نتائجهم التاريخية في المحافظة.

2018 – مقاطعة ديمقراطية كوردستان وتأثيرها

في 12 أيار/مايو 2018، أُجريت الانتخابات الرابعة وسط مشهد سياسي مختلف، إذ قاطع الحزب الديمقراطي الكوردستاني الانتخابات احتجاجًا في المدينة على ظروف ما بعد أحداث أكتوبر 2017.

ورغم ذلك، فاز الكورد بـ 6 مقاعد من أصل 12 مخصصة لكركوك، إضافة إلى مقعد الكوتا، في حين توسعت حصة المكونات الأخرى بسبب غياب أحد أبرز الأحزاب الكوردية.

2021 – انتخابات مبكرة بعد احتجاجات واسعة

الانتخابات الخامسة جرت في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021، بعد احتجاجات شعبية دفعت نحو انتخابات مبكرة.

وبقي عدد مقاعد البرلمان 329 مقعدًا، منها 12 مقعدًا لكركوك ومقعد كوتا للمسيحيين.

وحافظ الكورد على 6 مقاعد، وسط منافسة متوازنة بين القوائم العربية والتركمانية.

2025 – الدورة السادسة ومشهد التعدد السياسي

من المقرر أن تُجرى الانتخابات البرلمانية السادسة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، بعد اكتمال استعدادات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

وسيُحافظ البرلمان على عدد مقاعده البالغ 329 مقعدًا، بينها 12 مقعدًا لكركوك ومقعد واحد للكوتا المسيحية.

وتشارك في هذه الدورة 5 قوائم كوردية و7 قوائم عربية وقائمتان تركمانيتان، بإجمالي 252 مرشحًا يتنافسون على مقاعد المحافظة، في مشهد يُتوقع أن يكون من أكثر السباقات الانتخابية حدة وتنوعًا منذ عام 2005.

على مدى عقدين من التجربة الديمقراطية العراقية، بقيت كركوك بوصلة للتوازن السياسي بين مكوناتها، ومؤشراً على حجم التحالفات والتفاهمات الوطنية.

ومع اقتراب انتخابات 2025، تبدو المحافظة أمام استحقاق مفصلي سيحدد ملامح تمثيلها في البرلمان العراقي المقبل، ويعيد رسم خريطة النفوذ السياسي بين الكورد والعرب والتركمان داخل واحدة من أكثر المحافظات حساسية في البلاد.

 
Fly Erbil Advertisment