"لن نترك أرضنا".. مزارعو النجف يواصلون الاعتصام رفضًا للإهمال الحكومي

أربيل (كوردستان24)- تظهر ملامح التعب والغضب واضحة على وجوه الفلاحين… مئات المزارعين في محافظة النجف خرجوا في تظاهرة واسعة، حاملين معهم أكياس الشعير وبقايا المحاصيل كرمز لخسائرهم المتراكمة، مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة وتعويض الأضرار التي لحقت بهم، إلى جانب إعادة تنظيم الخطط الزراعية.

ويحمّل المزارعون الحكومة الاتحادية مسؤولية ما وصلوا إليه، متهمين إياها بالإهمال وعدم تنفيذ الوعود التي قطعتها لهم.

وقال محسن الظالمي _ رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في محافظة النجف: "هذا هو اليوم الرابع من اعتصام الفلاحين هنا في مقبرة الغماس بمحافظة النجف. إذا استمر تجاهل مطالبنا فستكون العواقب سيئة. نوجه رسالتنا إلى رئيس الوزراء والمسؤولين والمحافظين: الفلاحون يطالبون بأبسط حقوقهم، ومع ذلك يمضون حياتهم اليومية في العمل الشاق. ليس من المنطقي أن تُصمّوا آذانكم عنّا. الفلاحون يشكلون 60% من المجتمع العراقي".

من جهته قال فلاح مشارك في الاحتجاج: "منذ ثلاثة إلى أربعة أشهر ونحن نخرج للمطالبة بحقوقنا. كنت ضمن وفد التقى رئيس الوزراء، ووعدنا بصرف التعويضات، لكن مرت أشهر ولم ينفذ شيء. نعيد مطالبتنا بصرف مستحقات عام 2023، وسنبقى هنا حتى تُصرف حقوقنا".

ويؤكد الفلاحون أنهم سيواصلون احتجاجاتهم إلى حين الاستجابة لمطالبهم، مشيرين إلى أن غياب الدعم الحكومي وتراجع الخدمات أوصلا القطاع الزراعي إلى وضع متدهور للغاية.

فلاح آخر تحدث لكوردستان24: ""ما لم نحصل على رد واضح، ستستمر تظاهرات الفلاحين في الأيام المقبلة. على الحكومة أن تدرك أننا لم نعد نحتمل البيع بالخسارة. نحن فلاحون، لا نتراجع عن أرضنا ولا نتنازل عن قوت عيشنا. تاريخنا مرتبط بالزراعة وهذه الأرض إرث آبائنا وأجدادنا".

بدوره تحدث فلاح آخر عن معاناته: "لقد تعبنا. لم يبق لدينا سوى الله وأرضنا. قدمنا جهودنا وعرقنا لهذا الوطن. هذه أرضنا ولن نتركها. سنموت هنا ولن نتراجع عن مطالبنا".

وبحسب مراقبين، فإن أزمة القطاع الزراعي في النجف تجاوزت حدود المعاناة الفردية، وأصبحت تهدد الأمن الغذائي في العراق، مما يجعل إنقاذ الزراعة مهمة وطنية، وخاصة كونها ركيزة أساسية للاقتصاد وواحدة من أهم مصادر الدخل المحلي. 

تقرير: معتز العبودي – كوردستان24 – النجف

 
Fly Erbil Advertisment