تتبناها النقابات الفنية .. تعاون مصري كوردي في الدراما والمسرح

فتح الحديث مع الفنان أحمد صيام والذي تناول فيه في مقال سابق أهمية التكامل بين الفن المصري والكوردي، وأن تستغل الدراما المصرية، بل والعربية، أماكن تاريخية وسياحية كتلك التي صُوِّر فيها مسلسل "ليلة السقوط"، حوارًا مهمًا مع عدد من المسؤولين عن نقابات وقطاعات العمل الفني المصري منهم نقيب المهن السينمائية ورئيس الاتحاد العام للفنانين العرب المخرج الكبير مسعد فودة مؤكدًا أنه زار أربيل مرات عديدة، وأنه يعتبرها موقعًا ساحرًا للتصوير الفني، وأن المنتجين المصريين عليهم أن يفكروا في مدينة ذات طقس رائع، وبها كل مقومات الإبهار: الخضرة والجبال والشوارع والقلاع، فيكفي كما يقول "فودة" أن تلك المنطقة عاشت فيها معظم الإمبراطوريات، ولا زالت تحتفظ بعادات وطقوس وتقاليد لم تُستغل بعد في الملبس، في الأكل، في الحياة الثقافية، مر بها ملوك وقادة شجعان، وتأثرنا نحن المصريين بها تأثرًا كبيرًا، فيكفي ما أسس له صلاح الدين الأيوبي من قيم وأسس لبناء الدول.

تواصل بين الشعوب
وأضاف فودة بأنه يحرص ما بين الحين والآخر على زيارة أربيل كونها منطقة مريحة للنفس، وأهلها طيبون، يرحبون بكل زائر حتى إنه يتحول إلى واحد منهم، وكنت متابعًا عن قرب – هكذا يقول فودة – لأيام تصوير مسلسل "ليلة السقوط" بحكم عملي كنقيب للمهن السينمائية، وأتابع مهرجان المسرح الذي حقق في دورته الماضية نجاحًا كبيرًا بحضور وفد مصري كبير من النجم الكبير أحمد بدير وشيرين والمخرج عمر عبد العزيز ووفد من نقابة السينمائيين.
نحتاج إلى أن تُفتح الأبواب للمنتجين المصريين، وللفنانين الكرد ليعود التعاون وتعود "اللحمة" التي أسس لها أجدادنا ممن أدركوا أهمية التعاون بين الدول العربية، وبخاصة مدن زرع كبارها منذ مئات السنين أواصر الصداقة بينهم وبين المصريين. ودور النقابات أن تسهم كثيرًا في التواصل بين الشعوب.
التكامل الفني مهمة قد نسهم في تعزيزها، لما بيننا وبين أهل كردستان من تعاون، وتلاقٍ في الأفكار دائمًا.
ما أكده نقيب المهن السينمائية ورئيس اتحاد الفنانين العرب، أكده النجم أحمد بدير الذي قال بأنه يفكر في تقديم عمل مسرحي كبير في مدن كردستان، وقال: زرت السليمانية، وكرمت في مهرجان المسرح في أربيل، والخطوة القادمة ستكون عملًا مسرحيًا، فبعد مشاركتي في لجنة تحكيم مهرجان أربيل الدولي للمسرح، أعتبرها تجربة فاتحة للشهية للتعاون مع أهل كردستان، لأنني لم أترك مدينة في تلك المنطقة إلا ووطئت بها قدماي، وأعرف الكثير عن أهل أربيل، ومن ثم أعد لتجربة قد تُثمر عن عمل مسرحي قادم هناك، وبخاصة أن الجمهور في أربيل عاشق للمسرح؛ كانت القاعات تمتلئ حتى آخرها في العروض التي كنت أقوم بالتحكيم فيها.

مسرح مصري في أربيل
العلاقة بين المسرح المصري والكردي قديمة، والتجارب برغم قلتها إلا أنها عندما تحدث تلقى صدى كبيرًا وهو ما يدعو لحدوث تكامل بين المسؤولين عن المهرجانات المصرية والكردية، والدليل أن تجربة مثل "The Meeting" المصرية، من تأليف وإخراج مازن الغرباوي، حققت جماهيرية كبيرة.
وفي مصر والعالم العربي أكثر من 30 مهرجانًا للمسرح ما بين مسرح عام وخاص وتجريبي، وهو أقدم الفنون وأكثرها قربًا من الجمهور، وتعد مسرحيات النجم عادل إمام الأكثر انتشارًا في العالم العربي، وتأثيرها في التواصل بين الشعوب يفوق الاتفاقات والبروتوكولات التي تتم للتقريب بين الشعوب بعضها بعضًا.
فحتى المحافظات تدرك أهمية أن تتواصل بثقافاتها مع كردستان إذ سبق أن قدمت فرقة مسرحية من مدينة السويس المصرية الباسلة عرضًا بعنوان "مصر أم الدنيا"، وفازت بجائزة أفضل مسرحية في مهرجان "كردستان الدولي" بالعراق، ومنحهم درع المحافظة، وشهادات تقدير تكريمًا لفوزهم وتشريفهم مصر كممثلين لقارة أفريقيا. من تأليف حسن الإمام، وإخراج محمد الجنايني.
الجمهور المصري يتفاعل مع المسرح الكردي فعند عرض مسرحية "سلمى" التي تناولت قضية الكرد في مهرجان المسرح بمدينة شرم الشيخ حازت على إشادات جماهيرية ونقدية، وحازت على جائزة أفضل أداء في الدورة التاسعة من مهرجان شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب في مصر، ومن إنتاج نقابة الفنانين فرع كركوك، وتمثيل أعضاء فرقة هوار للمسرح الكركوكلي. تتناول قضايا إنسانية مؤلمة مثل الإبادة الجماعية في الأنفال وحلبجة، بالإضافة إلى معاناة هجرة سكان كردستان العراق إلى أوروبا، وقدم العرض باللغتين الكردية والإنجليزية.
تلك التجارب تؤكد بأن البحث عن سبل تعاون بين الفن الكردي سواء الدراما، أو المسرح أصبح ضرورة، وبخاصة أن من زاروا مدن كردستان أكدوا ذلك، ولتكن كما يقول أحمد بدير البداية من المهرجانات والفعاليات الفنية التي تسهم في تعريف الجمهور بثقافات الآخر، وتعريفه بعادات وتقاليد البلدان، فلسنا بعيدين عن بعضنا تربطنا لغة ودين وجذور ضاربة في الأرض.

التجريبي المصري ينتظر
مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريب الذى تفتتح دورته الجديدة خلال الفترة من الأول من سبتمبر وحتى الثامن منه برئاسة الدكتور سامح مهران، يحظى بإهتمام عربي ودولى كبير ومع ذلك تغيب عنه كردستان برغم مشاركة العراق كل عام .
ففى دورته ال 32، تشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام،: عروض “قهوة ساخنة” من “مملكة البحرين” للمخرج إبراهيم خلفان، عرض “عطيل وبعد” من “تونس” للمخرج حمادي الوهايبي، عرض “علكة صالح” من “الإمارات” للمخرج حسن رجب، عرض “قد تطول الحكاية” من “السعودية” للمخرج يوسف الحربي، عرض “روضة العشاق” من “تونس” للمخرج معز عاشوري، عرض “الساعة التاسعة” من “قطر” للمخرج محمد يوسف الملا، عرض “الفانوس” من “الإمارات” للمخرج خالد أمين، عرض “سيرك” من “العراق” للمخرج جواد الأسدي، عرض “طوق” من “السعودية” للمخرج فهد الدوسري، عرض “هل تراني الآن” من “مصر” للمخرجة لبنى المنسي -على الهامش-، عرض “الجريمة والعقاب”” للمخرج عماد علوني، وعرض “رماد من زمن الفتونة” للمخرجة كريمة بدر.
و مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يعد واحدًا من أعرق المهرجانات العربية والدولية المتخصصة في المسرح التجريبي، حيث انطلق ليمنح فرصة للعروض المسرحية من مختلف دول العالم لتقديم تجاربها الإبداعية على خشبات المسرح المصري، ويهدف المهرجان إلى خلق فضاء للحوار والتواصل بين الشعوب، وتعريف الجمهور المصري والعربي بأحدث التيارات المسرحية العالمية، بالإضافة إلى فتح نافذة واسعة يطل من خلالها المسرحيون من مختلف أنحاء العالم على جديد المشهد المسرحي في مصر والمنطقة العربية.
ينتظر مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي مشاركات كوردستان فى دوراته القادمة .