"نحن لا نقول نعمل.. بل نقول عملنا" - مسرور بارزاني بين القيادة الفاعلة وروح المسؤولية

رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني
رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني

في كل عملية انتخابية تمرّ بها كوردستان، تبرز مواقف وعبارات تبقى راسخة في ذاكرة الناس، لأنها تعبّر بصدق عن جوهر المرحلة وروح القيادة. ومن بين تلك العبارات التي تجاوزت حدود الكلمات لتتحوّل إلى نهجٍ عمليٍّ متكامل، تبرز مقولة رئيس حكومة إقليم كوردستان، السيد مسرور بارزاني:

(نحن لا نقول نعمل، بل نقول عملنا) .

هذه العبارة لم تأتِ صدفة، ولم تكن مجرد شعار عابر يقال في لحظة حماسية؛ بل هي تعبير دقيق عن فلسفة في الإدارة والقيادة، تستند إلى الفعل قبل القول، وإلى الإنجاز قبل الإعلان. إنها تعكس عقلية رجل الدولة الذي لا يكتفي بالتخطيط، بل يسعى إلى تحويل كل رؤية إلى واقع ملموس، وكل وعد إلى إنجاز يمكن أن يراه المواطن ويشعر به.

لقد اشتهر السيد مسرور بارزاني في الانتخابات السابقة، وخاصة في الانتخابات الأخيرة لبرلمان كوردستان، بعبارةٍ أخرى أصبحت بدورها محوراً للتداول الشعبي، حين قال بثقةٍ وثبات: “لا يستطيعون.” كانت تلك العبارة بمثابة تحدٍّ للمعرقلين والمشككين، ورسالة واضحة بأنّ الإرادة القوية قادرة على تجاوز كل العقبات. واليوم، تأتي عبارته الجديدة “نحن لا نقول نعمل، بل نقول عملنا” لتكمّل تلك الروح، وتؤكد أنّ زمن الوعود قد انتهى، وحان وقت الإنجاز.

من يتابع تحركات رئيس حكومة كوردستان السيد مسرور بارزاني، يدرك بوضوح أنّه يعيش حالة نشاطٍ دبلوماسيٍّ وسياسيٍّ مكثف، من خلال جولاتٍ مكوكية داخل الإقليم وخارجه، يزور المدن، يلتقي الجماهير، ويستمع إلى آراء المواطنين وهمومهم، في مشهدٍ يجمع بين العمل الميداني والتواصل الإنساني.
وفي الوقت نفسه، يمسك بيديه دفّتي العملية الحكومية بحكمةٍ ومسؤولية، ويقودها في مسارٍ متوازنٍ ومستقل، بعيداً عن التجاذبات الحزبية أو الضغوط السياسية، مؤمناً بأنّ الحكومة خادمة للشعب أولاً، وأنّ الانتماء الحزبي لا يجب أن يتقدّم على المصلحة العامة.

هذه الاستقلالية في القرار والإدارة، مقرونةً بالشفافية والوضوح، شكّلت أساساً لنهجٍ جديدٍ في الحكم، نهجٍ يُعبّر عن الهمّ الكوردي المشترك، ويؤكد أن حكومة الإقليم لا تعمل لصالح جهةٍ دون أخرى، بل تسير وفق مبدأ العدالة والمساواة بين جميع المواطنين. إنها حكومةٌ تعمل بعينٍ على الداخل وأخرى على الخارج، تُوازن بين التنمية المحلية والانفتاح الدبلوماسي، وتضع كوردستان في مكانتها المستحقة على الخريطة الإقليمية والدولية.

ولم تكن الجولات الأخيرة للسيد مسرور بارزاني إلى مدن الاقليم  مجرّد زيارات بروتوكولية، بل كانت تحركات مدروسة تحمل أبعاداً استراتيجية، تعكس سياسة واعية تسعى إلى تعزيز مكانة كوردستان، وفتح آفاقٍ اقتصاديةٍ واستثماريةٍ جديدة، وتثبيت العلاقات مع الشركاء على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

ومع كل هذه الانشغالات الحكومية الكبرى، لم يتخلّ السيد مسرور بارزاني عن دوره القيادي داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، باعتباره نائباً للرئيس، إذ يجمع ببراعة بين موقعه الحكومي ومكانته الحزبية، دون أن يخلط بينهما.
فعندما تتطلّب المرحلة التفرغ للحكومة، يكون رجل الدولة بكل معنى الكلمة، وعندما تحين فرصة العودة إلى الميدان الحزبي، يعود إليها كقائدٍ مؤمنٍ بمبادئ الحزب ونهج البارزاني الخالد، الذي جعل من العمل الجماعي عنواناً للنجاح ومن خدمة الناس واجباً مقدساً.

في كل زيارةٍ من زياراته، يحمل السيد مسرور بارزاني رسالةً واضحة إلى الجماهير: أن الديمقراطي الكردستاني ليس حزباً للسلطة فقط، بل هو مشروع وطني شامل، يتجاوز حدود السياسة إلى خدمة الإنسان الكوردي في كل مكان.
تراه يتنقّل بين المدن، يخاطب الحشود، يشجّع المرشحين، يحفّز الجماهير على المشاركة الفاعلة، ويدعو إلى الالتفاف حول القيم العليا للحزب والوطن. كلماته دائماً نابضة بالأمل، وصوته واثق، يحمل روح القيادة التي تستمد قوتها من الناس، لا من المناصب.

ومن خلال متابعته الدقيقة لعمل كوادر الحزب ومؤسساته، يوجّه السيد مسرور بارزاني نداءات متكرّرة نحو الوحدة والتكاتف، مؤمناً بأنّ العمل الجماعي هو أساس النصر، وأنّ الوقت للعمل في تطبيق  ، و شد العزم والمضي قدماً نحو المستقبل.
إنه يؤمن بأنّ كل صوتٍ يُدلى لصالح الديمقراطي الكردستاني هو صوتٌ لكوردستان، وللاستقرار، وللتنمية المستدامة.

وتتجلّى في خطابات السيد مسرور بارزاني روح القائد الذي يجمع بين الحنكة السياسية والرؤية الاستراتيجية. فهو لا يكتفي بالتشجيع والتحفيز، بل يقدّم نموذجاً عملياً في الالتزام والانضباط والجدية في العمل. يتحدث باسم الشعب، لا بلغة النخبة، ويضع نفسه في موقع المسؤلية  لا في موقع الآمر.
ولذلك، حين يقول “نحن لا نقول نعمل، بل نقول عملنا”، فهو لا يطلق عبارةً بل يوجز منهج حياة ومسار عملٍ مستمر. إنها رسالة لكل مسؤول وموظف وقيادي في كوردستان، بأنّ الوقت ليس للوعود والخطط النظرية، بل للإنجاز الملموس، وللأفعال التي تُثبت الأقوال.

هذه الفلسفة في العمل جعلت من حكومة كوردستان في عهد السيد مسرور بارزاني أكثر انضباطاً وفاعلية، حيث شهد الإقليم تحسّناً في قطاعات حيوية مثل الاقتصاد، الأمن، التعليم، والبنية التحتية. كما سعت الحكومة إلى تعزيز الشفافية في إدارة الموارد، ومكافحة الفساد، وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي، مع الحرص على حماية البيئة وتطوير الخدمات الأساسية.

وفي الجانب السياسي، استطاع السيد مسرور بارزاني أن يحافظ على توازنٍ دقيق بين التزامات كوردستان وعلاقاتها مع الحكومة الاتحادية في بغداد، من دون التفريط بحقوق الإقليم أو الانزلاق إلى الصدام. إنها قيادة هادئة لكنها حازمة، تتعامل مع الملفات بحكمةٍ وحنكة، وتدير الأزمات بصبرٍ وعقلانية.

وما يميز خطابات السيد مسرور بارزاني أنه يتحدث بلسان الشعب، يستخدم لغة قريبة من القلب، خالية من التعقيد، واضحة في الهدف والمضمون. حديثه صريح، ونبرته تحمل إيماناً عميقاً بمستقبل كوردستان، ورغبة صادقة في بناء دولةٍ عصريةٍ تستحقها الأجيال القادمة.

في النهاية، يمكن القول إنّ عبارة “نحن لا نقول نعمل، بل نقول عملنا” لم تعد مجرّد مقولةٍ تُردد، بل أصبحت رمزاً لمرحلةٍ جديدة من العمل والإنجاز في كوردستان، يقودها رجل آمن بالفعل قبل القول، وبالوطن قبل الحزب، وبالإنجاز قبل الشهرة.

إنه مسرور بارزاني، القائد الذي يمضي بخطى واثقة نحو المستقبل، متسلّحاً بإرادةٍ صلبة، ورؤيةٍ واضحة، وإيمانٍ لا يتزعزع بأنّ كوردستان تستحق الأفضل دائماً.
وفي ظل هذه الروح القيادية، تظل كلماته عنوان المرحلة:

(نحن لا نقول نعمل… بل نقول عملنا)