"أم الكورد" درية عوني… صوتٌ مصري – كوردي حمل القضية إلى العالم
لقبت بـ"أم الأكراد في مصر" لدورها في توثيق التاريخ الكردي ، خاصة في كتابها "الأكراد في مصر عبر العصور". وصفها البعض بأنها جسر التواصل بين العرب والأكراد بسبب جهودها في استقطاب الكتاب والمثقفين لتعزيز العلاقة الثقافية، ولأنها كرست حياتها لدعم القضية الكردية والحلم بالاستقلال
تمثل حياة الراحلة درية محمد علي عوني واحدة من أهم السير الثقافية والإنسانية التي أسهمت في بناء جسر متين بين العرب والأكراد، وفي ترسيخ حوار حضاري ظل طوال عقود في حاجة إلى صوت نزيه يمتلك المعرفة والضمير. فهي ابنة مؤرخ كردي عريق ومصرية النشأة والتعليم، حملت منذ طفولتها انتماءً مزدوجًا لمصر وكردستان، ونجحت بفضل ثقافتها الواسعة وشجاعتها الصحفية في توظيف هذا الانتماء لصالح الدفاع عن القضية الكردية وتعريف العالم بها. وقد لخّص الناقد الكبير سمير فريد شخصيتها بدقة حين قال إنها كانت “مصرية مثل أي فلاحة في قرية مصرية، وكردية حتى الجذور”، معتبرًا أن هذا الاندماج يعكس عبقرية مصر التي تستوعب كل الأعراق والثقافات
وتصهرها في هويتها الجامعة، مذكّرًا بأن كثيرًا من رموز النهضة المصرية من أصول كردية مثل أحمد شوقي وعباس العقاد والمخرج أحمد بدرخان ووالدها المؤرخ الكبير محمد علي عوني.
عاشت طوال مسيرتها محاولة توصيل الصوت الكردي للعالم وتعتز دائماً بكورديتها وقالتها صراحة على القنوات الفضائية ومنها قناة الجزيرة ولم تكن تخفي غضبها من أى محاولات للتهميش أو التقليل من أهمية الدور الكوردي فى دعم قضايا التحرر .عاشت درية عوني وهي تحلم بوطن كوردي وبكوردستان حرة ولقبت بحق والدة كورد مصر.
الأب الكردي عاش محبا لقضيته وشعبه
وتمتد جذور هذه القصة إلى الأب محمد علي عوني، المولود عام 1898 في مدينة سيورك ذات الأغلبية الكردية بجنوب شرق تركيا، في أسرة علمية كبيرة كان من بين أفرادها مفتون وقضاة درسوا في الأزهر الشريف، الذي ضم عبر تاريخه “رواق الأكراد” ضمن نظام الأروقة الشهير. أُرسل عوني إلى مصر عام 1913 هربًا من الاضطهاد التركي، فالتحق بالأزهر وحصل على شهادة العالمية، ثم عمل في الديوان الملكي في عهد الملك فؤاد الأول مشرفًا على وثائق مصر العثمانية وترجمتها من التركية القديمة. وبفضل إجادته التركية والكردية والفارسية والعربية والفرنسية أوكلت إليه ترجمة وثائق أسرة محمد علي باشا، ثم برز اسمه كمحقق ومترجم لأهم الأعمال الكردية، ومن أبرزها: «شرفنامه» لشرف الدين البدليسي، «تاريخ الأكراد وكردستان» لمحمد أمين زكي، «تاريخ الدول والإمارات الكردية»، و«مشاهير الأكراد»، كما ألّف كتاب «القضية الكردية» باسم مستعار. وقد كُلّف بتدريس الفارسية للأميرة فوزية عند خطبتها لشاه إيران، ونال عدة أوسمة رفيعة، وشارك في ترجمة أجزاء من «سياحة نامة» للعالم العثماني أوليا جلبي. توفي عام 1952 ودُفن في سفح المقطم، تاركًا إرثًا كبيرًا ارتبطت به درية طوال حياتها.
ولدت درية عوني في القاهرة نحو عام 1937، لأب كردي وأم مصرية صعيدية. وفي الخامسة عشرة من عمرها فقدت والدها، لكن هذا الفقد كان الدافع الأول الذي حملها على استكمال رسالته. سافرت إلى العراق فترة قصيرة، ثم إلى باريس حيث درست الاقتصاد والعلوم السياسية والترجمة الفورية. وهناك بزغ نجمها سريعًا في عالم الصحافة، فالتحقت بوكالة الأنباء الفرنسية، ثم أصبحت مراسلة لمجلة «المصور» و«دار الهلال» في باريس بتكليف من أحمد بهاء الدين. وحققت إنفرادات صحفية واسعة، من تغطية الأحداث الثقافية الكبرى ومهرجان كان السينمائي إلى متابعة حرب التحرير الجزائرية، وكانت أول صحفية مصرية تغطي الحرب العراقية–الإيرانية. اشتهرت بجرأتها ونباهتها المهنية، والتقت كبار المثقفين الفرنسيين مثل سارتر وسيمون دي بوفوار، كما اختيرت أول رئيسة لنقابة الصحفيين المهنيين في فرنسا بالانتخاب المباشر. ومن أبرز مواقفها الإنسانية دورها في التوسط للإفراج عن رهائن في حادث السفارة السعودية بباريس، ما جعل اسمها يحظى باحترام دولي كبير. أما منزلها في مونمارتر فكان ملتقى للمثقفين والمستشرقين العرب والأجانب، وبوصلة للمصريين في باريس.
مدافعة قوية عن القضية الكردية
غير أن الجان
أم الأكراد درية عوني… صوتٌ مصري–كردي حمل القضية إلى العالم
بقلم : سيد محمود
لقبت بـ"أم الأكراد في مصر" لدورها في توثيق التاريخ الكردي ، خاصة في كتابها "الأكراد في مصر عبر العصور". وصفها البعض بأنها جسر التواصل بين العرب والأكراد بسبب جهودها في استقطاب الكتاب والمثقفين لتعزيز العلاقة الثقافية، ولأنها كرست حياتها لدعم القضية الكردية والحلم بالاستقلال
تمثل حياة الراحلة درية محمد علي عوني واحدة من أهم السير الثقافية والإنسانية التي أسهمت في بناء جسر متين بين العرب والأكراد، وفي ترسيخ حوار حضاري ظل طوال عقود في حاجة إلى صوت نزيه يمتلك المعرفة والضمير. فهي ابنة مؤرخ كردي عريق ومصرية النشأة والتعليم، حملت منذ طفولتها انتماءً مزدوجًا لمصر وكردستان، ونجحت بفضل ثقافتها الواسعة وشجاعتها الصحفية في توظيف هذا الانتماء لصالح الدفاع عن القضية الكردية وتعريف العالم بها. وقد لخّص الناقد الكبير سمير فريد شخصيتها بدقة حين قال إنها كانت “مصرية مثل أي فلاحة في قرية مصرية، وكردية حتى الجذور”، معتبرًا أن هذا الاندماج يعكس عبقرية مصر التي تستوعب كل الأعراق والثقافات وتصهرها في هويتها الجامعة، مذكّرًا بأن كثيرًا من رموز النهضة المصرية من أصول كردية مثل أحمد شوقي وعباس العقاد والمخرج أحمد بدرخان ووالدها المؤرخ الكبير محمد علي عوني.
عاشت طوال مسيرتها محاولة توصيل الصوت الكردي للعالم وتعتز دائماً بكورديتها وقالتها صراحة على القنوات الفضائية ومنها قناة الجزيرة ولم تكن تخفي غضبها من أى محاولات للتهميش أو التقليل من أهمية الدور الكوردي فى دعم قضايا التحرر .عاشت درية عوني وهي تحلم بوطن كوردي وبكوردستان حرة ولقبت بحق والدة كورد مصر.
الأب الكردي عاش محبا لقضيته وشعبه
وتمتد جذور هذه القصة إلى الأب محمد علي عوني، المولود عام 1898 في مدينة سيورك ذات الأغلبية الكردية بجنوب شرق تركيا، في أسرة علمية كبيرة كان من بين أفرادها مفتون وقضاة درسوا في الأزهر الشريف، الذي ضم عبر تاريخه “رواق الأكراد” ضمن نظام الأروقة الشهير. أُرسل عوني إلى مصر عام 1913 هربًا من الاضطهاد التركي، فالتحق بالأزهر وحصل على شهادة العالمية، ثم عمل في الديوان الملكي في عهد الملك فؤاد الأول مشرفًا على وثائق مصر العثمانية وترجمتها من التركية القديمة. وبفضل إجادته التركية والكردية والفارسية والعربية والفرنسية أوكلت إليه ترجمة وثائق أسرة محمد علي باشا، ثم برز اسمه كمحقق ومترجم لأهم الأعمال الكردية، ومن أبرزها: «شرفنامه» لشرف الدين البدليسي، «تاريخ الأكراد وكردستان» لمحمد أمين زكي، «تاريخ الدول والإمارات الكردية»، و«مشاهير الأكراد»، كما ألّف كتاب «القضية الكردية» باسم مستعار. وقد كُلّف بتدريس الفارسية للأميرة فوزية عند خطبتها لشاه إيران، ونال عدة أوسمة رفيعة، وشارك في ترجمة أجزاء من «سياحة نامة» للعالم العثماني أوليا جلبي. توفي عام 1952 ودُفن في سفح المقطم، تاركًا إرثًا كبيرًا ارتبطت به درية طوال حياتها.
ولدت درية عوني في القاهرة نحو عام 1937، لأب كردي وأم مصرية صعيدية. وفي الخامسة عشرة من عمرها فقدت والدها، لكن هذا الفقد كان الدافع الأول الذي حملها على استكمال رسالته. سافرت إلى العراق فترة قصيرة، ثم إلى باريس حيث درست الاقتصاد والعلوم السياسية والترجمة الفورية. وهناك بزغ نجمها سريعًا في عالم الصحافة، فالتحقت بوكالة الأنباء الفرنسية، ثم أصبحت مراسلة لمجلة «المصور» و«دار الهلال» في باريس بتكليف من أحمد بهاء الدين. وحققت إنفرادات صحفية واسعة، من تغطية الأحداث الثقافية الكبرى ومهرجان كان السينمائي إلى متابعة حرب التحرير الجزائرية، وكانت أول صحفية مصرية تغطي الحرب العراقية–الإيرانية. اشتهرت بجرأتها ونباهتها المهنية، والتقت كبار المثقفين الفرنسيين مثل سارتر وسيمون دي بوفوار، كما اختيرت أول رئيسة لنقابة الصحفيين المهنيين في فرنسا بالانتخاب المباشر. ومن أبرز مواقفها الإنسانية دورها في التوسط للإفراج عن رهائن في حادث السفارة السعودية بباريس، ما جعل اسمها يحظى باحترام دولي كبير. أما منزلها في مونمارتر فكان ملتقى للمثقفين والمستشرقين العرب والأجانب، وبوصلة للمصريين في باريس.
مدافعة قوية عن القضية الكردية
غير أن الجانب الأهم في مسيرتها كان الدفاع عن القضية الكردية، فقد جعلت من الصحافة منصة لكشف ما يتعرض له الشعب الكردي من ظلم وتهميش، في زمن كانت فيه الأنظمة العربية تتبنى خطابًا قوميًا حادًا تجاه الأكراد. وقد أصدرت كتبًا أصبحت مراجع لا غنى عنها في المكتبة العربية: «الأكراد»، «عرب وأكراد: خصام أم وئام؟»، «الأكراد عبر العصور»، «الأكراد في مصر عبر العصور». وشاركت في عشرات الندوات والمنتديات، من أبرزها منتدى الحوار العربي–الكردي بالقاهرة عام 1998، وكانت تدعو دائمًا إلى إعادة قراءة تاريخ المنطقة قراءة عادلة تُبرز الدور الكردي في الدولتين الأيوبية ودولة محمد علي باشا. وكانت تؤكد: “المصريون لا يعرفون أن قادة هاتين الدولتين كانوا من الأكراد، وهذا ما نحاول تذكيرهم به”.
انفرادات صحفية
نجحت فى تحقيق العديد من الإنفرادات الصحفية لصحف فرنسية ومصرية ومنها مجلة المصور ولم تتخصص فى كتابات بعينها بل حققت نجاحات فى تغطية الفنون ومنها السينما كرسائلها من مهرجان كان السينمائى وفى السياسة رسائلها المهمة عن حرب التحرير الجزائرية ولقاءات سيمون دوبوفوار وسارتر وجى موليه رئيس الوزراء الفرنسى وديجول. اقتحمت الفضاء الإعلامى الفرنسى كأول صحفية مصرية التحقت بالعمل بوكالة الأنباء الفرنسية لتتولى فيها أهم المسؤليات، وليتم اختيارها بالاقتراع العام المباشر أول رئيس لنقابة الصحفيين المهنيين فى فرنسا. و كانت درية أول صحفية قامت بتغطية الحرب العراقية ـ الإيرانية لحساب وكالة الأنباء الفرنسية وأول من عرفت القارئ بفرنسا والعالم، بقوات البشمركة الكردية العراقية من خلال تغطية رائعة فى جبال كردستان، غير مبالية بالمخاطرة بروحها. وأشتهرت كصحفية بجرأتها وجلدها وصراحتها اللاذعة ويقظتها الفكرية.
كانت درية عوني شديدة الصراحة في نقدها لتراجع الدور المصري تجاه القضية الكردية منذ الستينيات، وتقول إن الموقف العربي المتشدد هو أحد أسباب ضعف العلاقات بين مصر وكردستان مقارنة بالحضور التركي. ومع ذلك كانت ترى في الشعب المصري طاقة دائمة للتصحيح والتجدد. فرحت بثورة يناير، وأهدت كتابها الأخير إلى “مصر الثورة، مصر الحرة، مصر الحاضنة”، وظلت مؤمنة بأن مصر قادرة على استعادة دورها الإقليمي تجاه الشعوب المظلومة.
رحلت درية عوني في 15 مايو 2015 بعد صراع مع المرض استمر ثلاث سنوات، وشيع جثمانها من مسجد المدينة المنورة بالقاهرة إلى مقابر الواحات بمدينة السادس من أكتوبر، في جنازة تداخل فيها الحزن المصري والكردي معًا، وشارك فيها شقيقها وعدد من العائلات الكردية والمصرية وزملاؤها في العمل الإعلامي وممثلون عن الاتحاد الوطني الكردستاني. كان رحيلها مشهدًا يلخص حياتها: مصرية في أرضها، كردية في رسالتها، إنسانية في مبادئها.
لقد تركت درية عوني إرثًا ثقافيًا وصحفيًا وسياسيًا نادرًا، ورسخت نموذجًا للانتماء المزدوج الذي لا يتناقض، بل يثري صاحبه ويجعله أكثر قدرة على فهم العالم والدفاع عن الإنسان. كانت مواطنة عالمية بصوتين متناغمين: صوت مصر التي احتضنتها، وصوت كردستان التي حملت قضيتها. ورحلت وقد أدت رسالتها كاملة، تاركة للأجيال ما يكفي من المعرفة والشجاعة ليكملوا الطريق.
ب الأهم في مسيرتها كان الدفاع عن القضية الكردية، فقد جعلت من الصحافة منصة لكشف ما يتعرض له الشعب الكردي من ظلم وتهميش، في زمن كانت فيه الأنظمة العربية تتبنى خطابًا قوميًا حادًا تجاه الأكراد. وقد أصدرت كتبًا أصبحت مراجع لا غنى عنها في المكتبة العربية: «الأكراد»، «عرب وأكراد: خصام أم وئام؟»، «الأكراد عبر العصور»، «الأكراد في مصر عبر العصور». وشاركت في عشرات الندوات والمنتديات، من أبرزها منتدى الحوار العربي–الكردي بالقاهرة عام 1998، وكانت تدعو دائمًا إلى إعادة قراءة تاريخ المنطقة قراءة عادلة تُبرز الدور الكردي في الدولتين الأيوبية ودولة محمد علي باشا. وكانت تؤكد: “المصريون لا يعرفون أن قادة هاتين الدولتين كانوا من الأكراد، وهذا ما نحاول تذكيرهم به”.
انفرادات صحفية
نجحت فى تحقيق العديد من الإنفرادات الصحفية لصحف فرنسية ومصرية ومنها مجلة المصور ولم تتخصص فى كتابات بعينها بل حققت نجاحات فى تغطية الفنون ومنها السينما كرسائلها من مهرجان كان السينمائى وفى السياسة رسائلها المهمة عن حرب التحرير الجزائرية ولقاءات سيمون دوبوفوار وسارتر وجى موليه رئيس الوزراء الفرنسى وديجول. اقتحمت الفضاء الإعلامى الفرنسى كأول صحفية مصرية التحقت بالعمل بوكالة الأنباء الفرنسية لتتولى فيها أهم المسؤليات، وليتم اختيارها بالاقتراع العام المباشر أول رئيس لنقابة الصحفيين المهنيين فى فرنسا. و كانت درية أول صحفية قامت بتغطية الحرب العراقية ـ الإيرانية لحساب وكالة الأنباء الفرنسية وأول من عرفت القارئ بفرنسا والعالم، بقوات البشمركة الكردية العراقية من خلال تغطية رائعة فى جبال كردستان، غير مبالية بالمخاطرة بروحها. وأشتهرت كصحفية بجرأتها وجلدها وصراحتها اللاذعة ويقظتها الفكرية.
كانت درية عوني شديدة الصراحة في نقدها لتراجع الدور المصري تجاه القضية الكردية منذ الستينيات، وتقول إن الموقف العربي المتشدد هو أحد أسباب ضعف العلاقات بين مصر وكردستان مقارنة بالحضور التركي. ومع ذلك كانت ترى في الشعب المصري طاقة دائمة للتصحيح والتجدد. فرحت بثورة يناير، وأهدت كتابها الأخير إلى “مصر الثورة، مصر الحرة، مصر الحاضنة”، وظلت مؤمنة بأن مصر قادرة على استعادة دورها الإقليمي تجاه الشعوب المظلومة.
رحلت درية عوني في 15 مايو 2015 بعد صراع مع المرض استمر ثلاث سنوات، وشيع جثمانها من مسجد المدينة المنورة بالقاهرة إلى مقابر الواحات بمدينة السادس من أكتوبر، في جنازة تداخل فيها الحزن المصري والكردي معًا، وشارك فيها شقيقها وعدد من العائلات الكردية والمصرية وزملاؤها في العمل الإعلامي وممثلون عن الاتحاد الوطني الكردستاني. كان رحيلها مشهدًا يلخص حياتها: مصرية في أرضها، كردية في رسالتها، إنسانية في مبادئها.
لقد تركت درية عوني إرثًا ثقافيًا وصحفيًا وسياسيًا نادرًا، ورسخت نموذجًا للانتماء المزدوج الذي لا يتناقض، بل يثري صاحبه ويجعله أكثر قدرة على فهم العالم والدفاع عن الإنسان. كانت مواطنة عالمية بصوتين متناغمين: صوت مصر التي احتضنتها، وصوت كردستان التي حملت قضيتها. ورحلت وقد أدت رسالتها كاملة، تاركة للأجيال ما يكفي من المعرفة والشجاعة ليكملوا الطريق.