الفصائل العراقية تعيد النظر في مطلب انسحاب القوات الأمريكية بعد تطورات سوريا

أربيل (كوردستان 24)- كشفت وكالة "أسوشيتد برس"، نقلاً عن مسؤولين عراقيين وأمريكيين، أن الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران بدأت تعيد النظر في مطالبتها بانسحاب القوات الأمريكية من العراق، وذلك في أعقاب سقوط النظام السوري برئاسة بشار الأسد.

وكانت الفصائل السياسية والعسكرية المقربة من إيران، من أكثر الجهات التي طالبت مراراً بإخراج القوات الأمريكية، خصوصاً بعد دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على غزة.

لكن التطورات الأخيرة في سوريا دفعت هذه الفصائل إلى إعادة تقييم موقفها، وسط مخاوف من أن يؤدي انهيار النظام السوري إلى فراغ أمني قد تستغله خلايا تنظيم داعش لإعادة تنظيم صفوفها، مما قد يشكّل تهديداً مباشراً للعراق.

وقال مسؤول في الإطار التنسيقي الشيعي إن "معظم قادة الإطار الآن يؤيدون بقاء القوات الأمريكية في العراق، خوفاً من أن يؤدي الانفلات الأمني في سوريا إلى عودة داعش، مما قد يهدد استقرار العراق الداخلي".

من جهته، كشف مسؤول في جهاز الأمن الوطني العراقي أن وكالته قدمت تقريراً للحكومة يوصي بعدم المطالبة حالياً بانسحاب القوات الأمريكية، نظراً لعدم استقرار الوضع في سوريا، والتحذيرات من إمكانية إعادة تنظيم داعش لنفسه مستغلاً الفراغ الأمني هناك.

في السياق نفسه، قال مسؤول دفاعي أمريكي إن مسؤولين عراقيين طلبوا بشكل غير رسمي تأجيل إنهاء مهمة التحالف الدولي، مضيفاً أن هناك قلقاً مشروعاً من أن يستغل داعش الفوضى في سوريا، خاصة مع انتشار كميات كبيرة من الأسلحة التي خلفها جيش النظام السوري.

وأكد المسؤول الأمريكي أن الوضع الحالي لا يشير إلى عودة فورية لداعش، لكنه لم يستبعد ذلك إذا استمر الفراغ الأمني في سوريا.

حتى الآن، لم تصدر حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أي موقف رسمي بشأن احتمال تمديد بقاء القوات الأمريكية. وقال المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، يوم  أمس الجمعة: "الإطارات الزمنية بين العراق والتحالف الدولي لم تتغير، والاجتماعات بين الطرفين مستمرة".

لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن السوداني قد يواجه صعوبة في إعلان أي قرار علني بتأجيل الانسحاب، خوفاً من أن يُصوَّر من قبل خصومه على أنه تراجع عن وعوده السابقة بإخراج القوات الأمريكية.

ورغم الاتفاق السابق على إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق بحلول سبتمبر/أيلول 2025، فإن التطورات المتسارعة في سوريا قد تدفع نحو تأجيل الانسحاب إلى أجل غير مسمى، خاصة في ظل المخاوف الأمنية المتزايدة من عودة نشاط داعش في المنطقة.

 
Fly Erbil Advertisment