مخيم الركبان: معاناة العودة بين آمال مفقودة وأحلام مُحطّمة

أربيل (كوردستان 24)- في قلب الصحراء القاحلة، حيث تعصف الرياح بالرمال وتغيب مقومات الحياة، كان مخيم الركبان يزخر يوماً بالحركة ويأوي أكثر من 80 ألف نسمة. لكن الآن، أصبح صوت الشاحنات المحملة بالأمتعة هو السائد، في مشهد يعكس نهاية مرحلة النزوح.
محمد، الذي عانى من سنوات التهجير، ينحني على بقايا أثاث منزله المتواضع، محاولاً مسح الغبار المتراكم كما لو كان يطهر ذاكرته من مآسي التهجير.
وفي تصريح خاص لـ كوردستان24، قال محمد: "نعيش في مخيم الركبان منذ 11 عاماً، والحمد لله الوضع هنا صعب". وأضاف: "نحن الآن نجهز أغراضنا للعودة إلى تدمر".
أما خالد، فقد أُجبر على البقاء في هذه الصحراء القاحلة، حيث الغبار يلاحقه في كل خطوة، كان يقف وحيداً وهو يدق أوتاد خيمته، متحدياً العاصفة القادمة. لم يكن مغادراً كما فعل آخرون، بل كان مجبراً على البقاء بعد أن دمر جيش الأسد منزله، ومنع عودته.
وقال خالد لـ كوردستان24: "نحن الآن في المخيم ولا نستطيع العودة، فمنازلنا مدمرة، والأجور مرتفعة. أقل سيارة تطلب ما بين مليونين إلى مليونين ونصف ليرة سورية".
أكثر من نصف سكان المخيم قد قرروا العودة إلى ديارهم، حاملين معهم ذكريات النزوح وأعباء السنوات الصعبة. بينما بقي النصف الآخر في المخيم، عالقين بين رمال الصحراء وزمهرير الانتظار، يترقبون رحمة الله أو معجزة من المنظمات الإنسانية لإنهاء معاناتهم.