تزوير "شهادة وفاة" لسرقة أملاك رجل حي.. حادثة صادمة تهز ذي قار
أربيل (كوردستان 24)- في واقعة غريبة وصادمة، كادت مؤامرة محكمة أن تسلب الحاج أبو ستار أملاكه في إحدى قرى محافظة ذي قار، بعدما ادعى شخص وفاته، وزوّر شهادة وفاة وقسامًا شرعيًا، بهدف الاستيلاء على ممتلكاته.
القصة بدأت حين تفاجأ أحد أقرباء الحاج، وهو موظف في دائرة العقارات، بوجود اسم عمه ضمن ملفات "المتوفين"، مما دفعه للتدقيق أكثر، ليكتشف مخططًا خطيرًا كان على وشك الاكتمال.
وفي حديثه لكوردستان24، يروي جابر سمير أبو ستار تفاصيل ما تعرض له قائلاً: "أنا متزوج ولدي أكثر من عشرة أولاد، ولدي أملاك، وفجأة جاء شخص وأصبح "ابني" دون علمي! جرى إصدار قسام شرعي بتاريخ وفاتي المزعوم، وأحضروا شهوداً ومختاراً لتأكيد وفاتي، ثم خُتمت الأوراق الرسمية واعتمدوا عليه كوريث وحيد. بعد استكمال القسام، تم توكيل محامية لاستكمال إجراءات تحويل الأملاك باسمه".
الحادثة أثارت موجة قلق واستنكار بين أهالي المحافظة، الذين وصفوها بـ"السابقة الخطيرة" التي قد تفتح الباب أمام مزيد من التلاعب بأملاك المواطنين، في ظل ضعف الرقابة القانونية.
مؤيد الناصري، أحد المواطنين، قال لكوردستان24: "أشعر أن كثيراً من الناس قد ظلموا وبيعت أراضيهم دون علمهم. يجب الانتباه لهذه الحالات. لقد أخبرت مدير الشرطة بذلك، وأبدى قلقه أيضاً، قائلاً إنه يمتلك قطعتي أرض ويخشى أن يتم التلاعب بهما دون علمه".
ترجع أسباب تفشي عمليات التزوير في العراق، ومنها محافظة ذي قار، إلى اعتماد العديد من المؤسسات الرسمية على النظام الورقي التقليدي، الذي يفتقر إلى إجراءات رقابية محكمة. سهولة إصدار هويات مزورة ووكالات قانونية غير موثوقة، وضعف وسائل التحقق، وفرت بيئة خصبة لعمليات التلاعب، مما بات يشكل تهديداً حقيقياً لأملاك المواطنين واستقرارهم.
وتطالب أصوات محلية بضرورة الإسراع في تحديث أنظمة تسجيل الأملاك والأحوال الشخصية، والتحول إلى السجلات الإلكترونية المؤمنة، للحد من حالات التزوير، وحماية حقوق المواطنين في مختلف المحافظات.
كوردستان24 – ذي قار – تقرير حيدر حنون