في عرس كوردي.. أغاني الفرح تمتزج بدعوات لتيسير الزواج على الشباب
أربيل (كوردستان24)- بقرية "شيني" في وان لكوردستان الشمالیة(تركيا) وهي قرية كوردية أصيلة، حيث تمتزج أصوات أغاني "الحيران" التراثية بزغاريد النساء ورقصات "الكوفند" التقليدية، أقيم حفل زفاف جمع بين التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة والتحديات المعاصرة التي تواجه جيل الشباب.
لم يكن حفل زفاف العروسين سيبال ومسعود مجرد مناسبة للاحتفال، بل كان منبراً لنقل رسالة مجتمعية هامة، حيث دعا كبار السن الآباء والأمهات إلى تيسير أمور الزواج على الشباب، وعدم المبالغة في المطالب المادية التي أصبحت عائقاً يحول دون تكوين العديد منهم لأسرة.
وقال أحد وجهاء القرية في كلمته للحضور: "أيها الآباء والأمهات، سهّلوا الزواج على الشباب. لا تجعلوا الذهب والمجوهرات سبباً لمشاكلهم. هناك الكثير من الشباب الذين لا يستطيعون الزواج بسبب هذه التكاليف الباهظة. دعوهم يتزوجون ليبنوا حياتهم". وأضاف متمنياً للعروسين: "أتمنى أن تعيشا معاً حتى تشيخا، وأن تكون حياتكما مليئة بالخير والبركة".
تجسدت في الحفل مشاهد مؤثرة عكست عمق الروابط الأسرية، حيث لم تستطع والدة العروس تمالك دموعها وهي تودع ابنتها، في مزيج من الفرح بزواجها والحزن لفراقها.
يُعد "الدنغبيج" (المغني الشعبي) جزءاً لا يتجزأ من هذه المناسبات، حيث يروي بصوته قصص الحب والتاريخ والأرض، حافظاً بذلك على التراث الشفوي من الاندثار. وأكد أحد المغنين الحاضرين، الذي يبلغ من العمر 62 عاماً، أنه أمضى حياته في الغناء وتأليف الأغاني التي توثق حياة مجتمعه، مشيراً إلى أن هذه التقاليد هي التي تحفظ هوية المنطقة وتاريخها.
وبينما يستمر الرقص والغناء، تبقى الرسالة الأهم التي حملها هذا العرس هي الدعوة إلى العودة للبساطة في متطلبات الزواج، لضمان استمرارية تكوين الأسر الشابة التي هي أساس مستقبل هذه المجتمعات الريفية.
