هلكەت جعفر.. شاب كوردي من مخيم اللاجئين إلى موسوعة غينيس

أربيل (كوردستان24)- عندما صعد هلكەت جعفر إلى جهاز الـ"StairMaster" في صالة GoodLife Fitness بمدينة أورليان الكندية ظهيرة 30 آب/أغسطس، لم يكن يطارد الأرقام فحسب، بل كان يسعى وراء كتابة التاريخ. 
وبعد 24 ساعة، وأكثر من 111 ألف خطوة، سجّل رقماً قياسياً عالمياً في موسوعة غينيس، لكن بالنسبة له، لم تكن القصة مجرد إنجاز رياضي، بل حكاية صمود وانتماء ورسالة يحملها معه أينما ذهب: روح كوردستان.
وُلد جعفر في مخيم للاجئين في سلوپي جنوب شرق تركيا (كوردستان الشمالية)، وانتقل إلى كندا مع عائلته وهو في عمر ستة أشهر فقط. نشأ في أوتاوا متنقلاً بين نمط الحياة الكندي وصلته العميقة بجذوره الكوردية. ويقول: "كنت دائماً أشعر بالارتباط بجذوري. كان عمي وجدي، جعفر، الذي ظل يرتدي الزي الكوردي التقليدي في كندا لعقود، تذكيراً دائماً بالهوية والفخر."
طريق جعفر نحو تحقيق الرقم القياسي لم يكن سهلاً. ففي نيسان/أبريل 2023 تعرّض لإصابة خطيرة بتمزق في وتر "آخيلس"، إصابة عادةً ما تنهي المسيرة الرياضية. لكنه حوّل هذه المحنة إلى نقطة انطلاق جديدة عبر إعادة تأهيل شاقة، وانضباط صارم، وإيمان عميق بقوة الحركة. هذه التجربة أصبحت أساس كتابه القادم: "قوة الحركة" (The Power of Movement).
تحدي الـ"StairMaster" لم يكن مجرد اختبار للياقة، بل مهمة إنسانية أيضاً. فقد استغل جعفر الحدث لجمع التبرعات لصالح نادي الفتيان والفتيات في أوتاوا، حيث نجح بجمع أكثر من 7 آلاف دولار لدعم برامج الشباب. وقال في مقابلة مع كوردستان24: "لم يكن الأمر مجرد تسلّق سلالم، بل إثبات أن الصمود يؤتي ثماره، وأنه بإمكان الأطفال تجاوز أي عائق إذا امتلكوا العقلية الصحيحة."
وبينما كان أفراد أسرته وأصدقاؤه وأعضاء النادي يهتفون له خلال المحاولة، جسّد جعفر الرسالة التي يريد أن يتركها إرثاً: أن الحركة دواء، وأن التحديات يمكن أن تتحول إلى فرص للنمو.
المستقبل بالنسبة لهلكەت جعفر مليء بالطموحات. فإلى جانب إصدار كتابه، يخطط لمواصلة إلهام المجتمعات من خلال التحديات الرياضية، والخطابات العامة، وبرامج الإرشاد. ويحمل رسالة خاصة لشباب كوردستان: "آمنوا بأنفسكم. لا تدعوا التحديات تعرّفكم… بل دعوها تصقلكم. ثقافتكم مصدر قوتكم، والعالم ينتظر ما ستقدمونه."
بالنسبة له، كل خطوة لها قيمة. ومع كل خطوة جديدة، لا يصعد درجات جهازٍ رياضي فحسب، بل يصعد درجات التاريخ، حاملاً معه إرثاً يمتد من مخيم اللاجئين في سيلوپي إلى كندا… وما بعدها.

تقرير: رحيم رشيدي – كوردستان24 - كندا

 
Fly Erbil Advertisment