القمة العربية والإسلامية تدعو الدول إلى مراجعة علاقاتها مع إسرائيل بعد الضربة على الدوحة

أربيل (كوردستان 24)- دعت القمة العربية والإسلامية الطارئة التي انعقدت في الدوحة الاثنين الدول إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل بعد استهدافها مسؤولين من حركة حماس في قطر التي تشارك في الوساطة حول الحرب في قطاع غزة.

ودعا البيان الختامي الذي صدر عن القمة "جميع الدول إلى اتخاذ كافة التدابير القانونية (..) لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلاتها من العقاب، ومساءلتها عن انتهاكاتها وجرائمها، وفرض العقوبات عليها، وتعليق تزويدها بالأسلحة والذخائر والمواد العسكرية أو نقلها أو عبورها، (..)، ومراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها".

وأضاف البيان أن "هذا العدوان على مكان محايد للوساطة لا ينتهك سيادة قطر فحسب، بل يقوّض أيضا عمليات الوساطة وصنع السلام الدولية، وتتحمّل إسرائيل التبعات الكاملة لهذا الاعتداء".

كذلك، دعا البيان الى "تنسيق في الجهود الرامية الى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة"، كون انتهاكاتها تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة.

وكان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني اتهم في الكلمة التي ألقاها خلال القمّة إسرائيل بأنها قصدت إفشال المفاوضات حول الحرب في قطاع غزة عبر الضربة في بلاده الأسبوع الماضي.

وقال "من يعمل على نحو مثابر ومنهجي لاغتيال الطرف الذي يفاوضه، يقصد إفشال المفاوضات".

وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "يحلم بأن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، وهذا وهم خطير".

وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي في المؤتمر الصحافي، ردّا على سؤال حول "مراجعة العلاقات، أن "هذه الدعوة غير إلزامية"، وأن كل دولة تبحث في ذلك وتتخّذ التدابير التي ترتئيها.

وأبرمت ثلاث دول عربية هي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب في العام 2020 اتفاقات تطبيع مع إسرائيل، وبدأت علاقات دبلوماسية معها. بينما أوقفت الحرب التي اندلعت بين حركة حماس وإسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مفاوضات التطبيع بين السعودية والدولة العبرية.

وتربط الأردن ومصر اتفاقية سلام وعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

واشنطن والنفوذ

وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في ختام القمة، ردّ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي على سؤال عن الخطوات التي تنوي الدول المشاركة في القمة القيام بها لردع إسرائيل، فقال "نحن نتوقع من شركائنا الإستراتيجيين في الولايات المتحدة أن يستخدموا نفوذهم على إسرائيل لوقف هذا السلوك... لديهم نفوذ وتأثير على إسرائيل، وحان الوقت لاستخدام هذا النفوذ والتأثير".

وأكد مسؤول أميركي الاثنين أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي يزور إسرائيل، سيتوجه الثلاثاء إلى قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية اميركية في الشرق الأوسط.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال الأسبوع الماضي إنه "ليس سعيدا" بالغارة التي شنتها إسرائيل على قطر.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين أن روبيو سيُجدّد خلال زيارته إلى قطر الثلاثاء، "تأكيد الولايات المتحدة دعمها الكامل لأمن قطر وسيادتها" بعد الهجوم الإسرائيلي.

وكان روبيو أكّد للمسؤولين الإسرائيليين دعم بلاده "الثابت" للدولة العبرية لتحقيق أهدافها في قطاع غزة، داعيا إلى القضاء على حركة حماس.

وقال روبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "شعب غزة يستحق مستقبلا أفضل، لكن هذا المستقبل لا يمكن أن يبدأ حتى يتم القضاء على حماس"، مضيفا "يمكنكم الاعتماد على دعمنا والتزامنا الثابتين لتحقيق ذلك".

وأشار الى أن الولايات المتحدة تدعم "الدور البناء" الذي تلعبه قطر في الوساطة، مضيفا "سنستمر في تشجيع قطر على لعب دور بناء بهذا الصدد".

وشارك في قمة الدوحة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبدالله الثاني.

وجاء الاجتماع على وقع إدانة دولية واسعة النطاق للهجوم الإسرائيلي.

وتسبّبت الضربة الإسرائيلية في الدوحة بمقتل ستة أشخاص. وقالت حركة حماس إن قيادييها المستهدفين نجوا من الضربة.

ودان البيان الختامي "ممارسات" إسرائيل في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب بين حركة حماس والدولة العبرية منذ أكثر من 23 شهرا، بما فيها "التجويع والحصار"، واصفا إياها ب"الجريمة المكتملة الأركان"، ودعا المجتمع الدولي للتحرك لوقفها. كما رفض كل محاولات الضمّ وتهجير الفلسطينيين.

 

المصدر: فرانس برس 

 
 
Fly Erbil Advertisment