جوز هورامان.. محصول الخريف الذهبي بين الجبال والبساتين

أربيل (كوردستان24)- بين جبال هورامان الشاهقة وبساتينها اليانعة في مدينة حلبجة باقليم كوردستان العراق، ينضج في كل خريف محصول ذو قيمة اقتصادية كبرى وشهرة واسعة؛ إنه جوز هورامان الذي لا يتميز بمذاقه الفريد فقط، بل يعكس أيضاً غنى الطبيعة المحلية وثقافتها العريقة.
طرق تقليدية ووسائل بسيطة
يجري حصاد الجوز في هورامان بوسائل تقليدية، حيث يستخدم القاطفون عصياً طويلة يتراوح طولها بين أربعة وستة أمتار لإسقاط الثمار من الأغصان العالية. ويقول أحد المزارعين:
"هذه العصي من القصب، حصلنا عليها هذا العام. في السابق كنا نستعمل عصياً من شجر الدلب، لكنها كانت أثقل. القصب أسهل في العمل."
ورغم خطورة تسلق الأشجار الشاهقة، يؤكد المزارعون أنهم لا يستخدمون أي معدات للسلامة، حيث يقول أحدهم مبتسماً:
"لا يوجد أي ضمان للسلامة، فقط نتسلق بحذر وخبرة."
الحذر والخبرة أساس العمل
في مشهد حيّ، يتسلق أحد الرجال شجرة جوز مرتفعة ويشرح قائلاً:
"عليك أن تكون يقظاً جداً، فالكثير من الأغصان هشة. إذا كسرت غصناً تحت قدمك قد تسقط فوراً. الخبرة أساسية قبل أن تبدأ القطاف."
دور النساء في موسم القطاف
لا يقتصر العمل في هورامان على الرجال، فالنساء يشاركن بفعالية في مواسم الحصاد. تقول إحدى السيدات أثناء فرز الجوز:
"عندما يحين وقت قطاف الجوز، يذهب الجميع لقطافه. وعندما يأتي وقت جمع التوت أو العنب أو الإجاص، نشارك أيضاً. نحن دائماً نعمل مع الرجال جنباً إلى جنب."
وتضيف أن أعمال النساء في الخريف تتحول من الغزل والنسيج إلى المساعدة في جمع المحاصيل وفرزها، ضمن نظام عمل تعاوني يعرف محلياً بـ"الهرەوەزي".
الزراعة والسياحة معاً
هورامان تُعد من أغنى مناطق كوردستان، فهي لا تشتهر فقط بجمال طبيعتها ومكانتها السياحية، بل أيضاً بمنتجاتها الزراعية المتنوعة مثل الجوز والعنب والتوت والتين، ما يجعلها مركزاً حيوياً للزراعة التقليدية والسياحة الريفية في آن واحد.


إعداد: داليا كمال – كوردستان24 – طویلة/حلبجة

 
Fly Erbil Advertisment