معركة الملصقات الانتخابية في كوردستان.. المطابع المحلية تنتعش وسط دعوات لدعم الاقتصاد الوطني

أربيل (كوردستان24)- مع اقتراب موعد الانتخابات، تدور عجلة العمل في المطابع المحلية بإقليم كوردستان على قدم وساق، لتلبية الطلب المتزايد على الملصقات واللافتات الدعائية. لكن هذا الانتعاش الموسمي يخفي وراءه تحدياً اقتصادياً، حيث يفضل جزء من المرشحين الطباعة في الخارج، مما يثير جدلاً حول دعم الصناعة المحلية والحفاظ على رأس المال الوطني.
في إحدى المطابع التي تعمل بكامل طاقتها، يؤكد عمر زور باش، صاحب مجمع مطابع هرمز في كوردستان، أن الإمكانيات المحلية قادرة على تغطية كامل احتياجات السوق، بل وتجاوزها. ويقول: "لدينا في إقليم كوردستان، وتحديداً في أربيل، القدرة ليس فقط على طباعة احتياجاتنا، بل يمكننا تلبية طلبات الطباعة حتى لو كانت هناك انتخابات في إيران وتركيا، مع ضمان أفضل جودة وأسعار مناسبة".
ويشير زور باش إلى أن اللجوء إلى المطابع الخارجية يلحق ضرراً مزدوجاً بالاقتصاد المحلي، موضحاً: "هناك ضرران مباشران؛ الأول هو خروج رأس المال نقداً إلى خارج الإقليم، والثاني هو حرمان شبابنا من فرص العمل التي توفرها هذه الصناعات".
وفي مقابل هذا التوجه، يختار مرشحون آخرون دعم المطابع المحلية، ليس فقط من منطلق اقتصادي، بل أيضاً لثقتهم في جودة الإنتاج.
المرشح سفين ياسين، الذي كان يشرف على طباعة ملصقاته الدعائية، ذكر أن قراره جاء بناءً على عدة عوامل، قائلاً: "معداتهم جيدة، والجودة ممتازة، والأهم من ذلك أننا نساهم في توفير فرص عمل لشبابنا. لا يوجد أي فرق بين الأجهزة المستخدمة هنا وتلك الموجودة في تركيا أو أي مكان آخر".
ودعا ياسين بقية المرشحين إلى الاعتماد على الصناعة المحلية، خاصة وأن الإقليم يشهد دورات انتخابية متكررة، سواء للبرلمان العراقي أو برلمان كوردستان أو مجالس المحافظات، مما يجعل دعم هذا القطاع استثماراً مستداماً.
وتشير الإحصاءات إلى وجود 6,464 مطبعة مرخصة في إقليم كوردستان، تتوزع غالبيتها في العاصمة أربيل. ورغم هذا العدد الكبير، فإن موسم الانتخابات الذي يُفترض أن يكون "شريان حياة" لهذه المنشآت، يتحول إلى موسم لهجرة الأموال للخارج.
فبدلاً من أن يدور رأس المال داخل الإقليم ويعود بالنفع على آلاف العاملين في هذا القطاع، يذهب جزء كبير منه لدعم اقتصادات دول الجوار.
وهكذا، تتحول الملصقات التي تملأ شوارع الإقليم إلى ما هو أبعد من مجرد أداة دعائية؛ إذ أصبحت تعكس قراراً اقتصادياً ذا تأثير مباشر على الصناعة المحلية، في موسم يُعد الأهم لإنعاش قطاع الطباعة الذي يعتمد عليه آلاف العاملين.
تقرير: هفرست رجب – كوردستان24 – اربيل