حادثة هرموتة تُعزز أواصر الأخوة والتلاحم بين مسلمي ومسيحيي "كوية"

أربيل (كوردستان24)- في مشهد مفعم بالوفاء ومجسد لمعاني التعايش السلمي، ورداً حضارياً على الأيادي العابثة، توجه اليوم الجمعة، 5 كانون الأول 2025، وفد رفيع ضم نخبة من علماء الدين الإسلامي وشخصيات بارزة من مدينة كوية، حاملين باقات الزهور، لزيارة مقبرة قرية "هرموتة"، وذلك للإعراب عن تضامنهم العميق واستنكارهم الشديد للاعتداء الذي طال قبور المسيحيين.

وخلال الزيارة، أكد علماء الدين ووجهاء مدينة كوية أن أي محاولات لإثارة الفتن لن تنجح في إحداث شرخ بين مكونات المدينة، ولن تنال من المبادئ التاريخية الراسخة للأخوة التي تجمع أبناءها.

من جانبه، أعرب القس زيا شابا، راعي كنيسة كوية وهرموتة، عن امتنانه لهذا الموقف الشهم والنبيل، وصرح قائلاً: "إن هذا الحادث كان بمثابة جرس إنذار للجميع، ورغم قسوته وألمه، إلا أنه ساهم في تعميق وتمتين العلاقات التاريخية الممتدة لمئات السنين بين مسلمي ومسيحيي المنطقة". وأضاف واصفاً هذه العلاقة: "إنها كالبنيان الذي شُيّد أساسه من صخر، يصمد أمام أي محاولات تخريبية، ولن تسمح هذه الرابطة لأي تيارات ضعيفة بهدم صرح الأخوة".

وفي ختام رسالته، أعرب القس عن أمله بألا تتكرر مثل هذه الحوادث في أي بقعة من كردستان، مقدماً اعتذاره لذوي المتوفين الذين طال العبث قبور أحبائهم، وداعياً لأن تكون هذه الحادثة فرصة لزيادة التكاتف والانتباه المتبادل بين الجميع، صوناً لهذا التعايش التاريخي العريق.

 
Fly Erbil Advertisment