السوداني بمناسبة أعياد الميلاد: حكومتنا حريصة على إعلاء قيم التعايش
وأكد السوداني أن "أمامنا معارك لا تقل أهمية عن معركتنا ضد التكفير وهي الحرب ضد الفساد"

أربيل (كوردستان 24)- أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مساء السبت، وبمناسبة أعياد الميلاد أن الحكومة العراقية حريصة على إعلاء قيم التعايش.
وقال السوداني في تغريدة على تويتر، "أهنئ أهلنا، أبناء المكون المسيحي، وسائر شعبنا الكريم، بحلول أعياد الميلاد المجيد".
وأضاف أن "التنوع العراقي مصدر قوة، ومحل اعتزاز وفخر لنا جميعاً، مؤكداً "حرص الحكومة على إعلاء قيم التعايش، وتثبيت أسس المساواة بين العراقيين بمختلف انتماءاتهم (حفظ الله العراق والعراقيين)".
وشارك رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء السبت، احتفالات المسيحيين العراقيين بمناسبة أعياد الميلاد.
وحضر السوداني القداس الذي أقيم في كنيسة مار يوسف في بغداد، وقدم التهاني إلى غبطة بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس رفائيل ساكو، وإلى العوائل المسيحية المشاركة في القداس.
كما حضر السوداني القداس الذي أقيم في كنيسة سيدة النجاة بالعاصمة بغداد، وألقى كلمة بالمناسبة.

وقال السوداني في كلمته، "حرصتُ اليوم وفي ليلة عيد الميلاد، وتعمّدت أن أكون بينكم هنا في كنيسة سيدة النجاة؛ التي غدت أيقونة من أيقونات حربنا ضد التكفير والتطرّف والارهاب".
وأضاف رئيس الوزراء العراقي، "كان الاعتداء الآثم عليها امتداداً للجرائم المتواصلة ضد الشعب العراقي، بهدف إبادته، وتدمير حضارته، مثلما كان نذيراً بالجرائم التي تلته، في سبايكر وإبادة تلعفر والإيزيديين والجرائم التي حصلت في الموصل".
وأكد "حضرتُ قدّاس عيد الميلاد المجيد لكي أوصل لأهلي المسيحيين وكل العراقيين، بصرف النظر عن دينهم وطائفتهم وقوميتهم، أن الحكومة تعتز بالجميع وترى أن التنوع من أهم عوامل القوّة في العراق".
وتابع السوداني " لقد حاول الارهاب وأدَ هذه الصفة، وانطلقت إحدى محاولاته من هنا، وخلّفوا وصمة عار مأساوية في تأريخنا الحديث، وارتكبوا جريمةً راح ضحيتها الأبرياء الذين نالوا الشهادة في بيت من بيوت الله؛ لكن العراق تمكن من صدّ الهجمة وانتصر عليها".
ولفت إلى أنه "اليوم نرى النصر المؤزّر على الفكر التكفيري قادماً لا محالة، ونعيش في ظل ما حققت تضحيات الأبطال الشهداء من أمن واستقرار".
وأشار إلى أن "الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة وتنظيم القدّاس وحضوري معكم هنا، إنما هو علامة واضحة على أننا قد انتصرنا، ولم يحصد الإرهاب إلّا الهزيمة والهوان والنكران".
وشدد على أنه "رأينا بأعيننا كيف أعاد العراقيون، من مختلف الأديان والمذاهب، بناء الكنائس المدمّرة، وأعادوا الصُلبان المكسورة، وتمسكوا بأخوتهم في الوطن".
وأكد السوداني أن "قوتنا في تنوّعنا، حيث أسهم هذا التنوّع والتعدد في ازدهار الأفكار ونمو الإبداع، وأعطى للعراق نكهته الخاصة، وهو من أهم الثروات الوطنية الواجب الحفاظ عليها".

وقال رئيس مجلس الوزراء العراقي، "إننا حريصون وجادّون في السعي للحفاظ على وجود سائر المكوّنات العراقية، ولن ندّخر وسعاً للعمل لتهيئة الظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية الملائمة لتحقيق ذلك".
وأضاف أن "أمامنا معارك لا تقل أهمية عن معركتنا ضد التكفير، وهي الحرب ضد الفساد، هذا الداء الذي مكّن الإرهاب وأعاق عجلة التطور الاقتصادي والخدماتي والعمراني، وهو أحد أهم الأسباب والعوامل التي تدفع العراقيين إلى ترك وطنهم بحثاً عن حياة أفضل في بلدان اخرى".
وتابع "لقد وضعنا نُصب أعيينا الإصلاحات الهيكلية التي يجب أن نتخذها ليكون العراق بلداً قادراً على احتضان أبنائه والاستفادة من طاقاتهم".
وأشار إلى أنه "نعتز بكلّ عراقي، ونقدّر الحاجة لضرورة الحفاظ على وجودهم في بلدهم وإعماره وبنائه".
وختم حديثه قائلاً "إن نهج العراق وحكومته يكمن في المساواة وسيادة القانون وتكافؤ الفرص".


