قمة الناتو تتعهد تعزيز دعم أوكرانيا وبايدن يرتكب هفوة جسيمة

أربيل (كوردستان24)- ارتكب الرئيس الأميركي جو بايدن هفوة جديدة الخميس خلال قمّة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن بتقديمه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنّه "الرئيس بوتين"، قبل أن يُصحّح خطأه، في انتكاسة جديدة للمرشّح الديموقراطي الذي يتعرّض لضغوط متزايدة للانسحاب من السباق الرئاسي بسبب مخاوف بشأن صحّته الذهنيّة.

وقال بايدن (81 عاماً) مخاطباً الحاضرين في القمّة "والآن، أترك الكلام لرئيس أوكرانيا الذي يتمتّع بقدر كبير من الشجاعة والتصميم. سيّداتي، سادتي، إليكم الرئيس بوتين". لكن سرعان ما صحّح بايدن هفوته، قائلاً إن زيلينسكي "سيهزم الرئيس بوتين. إنّ تركيزي منصبّ بشدّة على هزيمة بوتين".

وسارع خصوم بايدن الجمهوريّون إلى تداول فيديو الهفوة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وارتكب بايدن هذا الخطأ قبل مؤتمر صحافي من المقرّر أن يعقده الساعة 18,30 (22,30 ت غ). ويتمثّل التحدّي الذي يواجه الرئيس الأميركي في أن يكون قادرا على الإلقاء والتعبير عن نفسه بوضوح وبصوت واثق ومن دون ملاحظات مكتوبة وبلا مُلقِّن آلي.

وتعليقا منه على هفوة بايدن، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "جميعنا نخطئ أحيانا"، مضيفا في ختام قمة الحلف الأطلسي أنّ نظيره الأميركي بدا له حاضرا ذهنيا بالكامل.

من جهة ثانية أكد ماكرون أنّ بلاده ستواصل دعم أوكرانيا، قائلا "سنواصل دعمها ما لزم الأمر. بهذه الروح اتُّخذت قرارات مهمة هنا في واشنطن لترسيخ دعمنا على المدى الطويل والتقدّم نحو عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي".

من ناحيته، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس دول حلف شمال الأطلسي برفع "كل القيود" المفروضة على بلاده لاستهداف الأراضي الروسية بأسلحة غربية.

وقال على هامش القمة "إذا أردنا أن نفوز، إذا أردنا أن ننتصر، إذا أردنا إنقاذ بلادنا والدفاع عنها، علينا رفع كلّ القيود".

وتفرض دول عدة في الحلف قيوداً على استخدام أسلحة ترسلها إلى أوكرانيا.

ويُحظّر بعض هذه الدول، مثل إيطاليا، أيّ استخدام لهذه الأسلحة على الأراضي الروسية. وتحصر دول أخرى، مثل الولايات المتحدة، استخدام أسلحتها في ضربات على أهداف عسكرية مشروعة، ضمن عمق محدود داخل أراضي روسيا.

وتواظب كييف على المطالبة بأن يُجاز لها استخدام صواريخ غربية بعيدة المدى لقصف أهداف في العمق الروسي.

من جهته، ذكّر الأمين العام للأطلسي ينس ستولتنبرغ بأنّ من حقّ أوكرانيا الدفاع عن نفسها، بما في ذلك عبر ضرب أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية، خصوصا إذا كان خط الجبهة قريباً جداً من الحدود، الأمر الذي ينطبق على منطقة خاركيف حيث شنّت موسكو هجوماً في أيار/مايو.

إلى ذلك، أبدى زيلينسكي ثقته بأنّ بلاده ستنضمّ يوماً ما إلى الأطلسي.

وأقرّت دول الحلف الأربعاء في بيان مشترك بأنّ أوكرانيا تسلك "طريقاً لا عودة عنه" نحو انضمامها إلى الناتو.

وسعى قادة الأطلسي الخميس، إلى تعزيز العلاقات مع شركائهم الآسيويين بعد انتقادهم الصين باعتبارها "عامل تمكين حاسما" في الحرب الروسية على أوكرانيا.

وانتهز التحالف الذي يضم 32 بلدا القمة التي عقدت في واشنطن لإظهار تصميمه على التصدي لموسكو ودعمه الثابت لكييف.

وبعدما ركّز قادة الأطلسي في الجزء الأكبر من القمة على دعم أوكرانيا، حوّلوا تركيزهم شرقا نحو التحدي المتزايد الذي تمثّله الصين، عبر محادثات مع قادة أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية.

وأعرب قادة الناتو عن "قلقهم البالغ" إثر تعمّق العلاقات بين بكين وموسكو.

وقالوا في بيان شديد اللهجة الأربعاء إن الصين "أصبحت عامل تمكين حاسما لروسيا في حربها ضد أوكرانيا من خلال ما يسمى شراكة +بلا حدود+ معها ودعمها الواسع النطاق للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية".

وشدّدوا على أنّ الصين "لا يمكنها دعم أكبر حرب في أوروبا في التاريخ الحديث من دون أن يؤثر ذلك سلبا في مصالحها وسمعتها".

وردّت بكين مطالبة الحلف بـ"التوقف عن تضخيم ما يسمّى تهديدا صينيا، وأن يتوقّف عن التحريض على المواجهة والتنافس، وأن يسهم بشكل أكبر في السلام والاستقرار في العالم".

وتقدّم الصين نفسها طرفا محايدا في النزاع، لكنها قدمت مساعدات حيوية وحاسمة للاقتصاد الروسي المعزول ولتجارته التي ازدهرت منذ بدء الحرب.

وتدفع الولايات المتحدة حلفاءها الأوروبيين منذ سنوات إلى إيلاء اهتمام أكبر بالتحديات التي تشكّلها الصين.

وللعام الثالث تواليا يشارك في قمة الناتو قادة الدول الأربع الشريكة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

 

صواريخ أميركية وتحذير الكرملين

حصلت أوكرانيا خلال القمة على وعود بأسلحة جديدة لتعزيز حماية أجوائها، ولا سيما مع اقتراب كييف من تسلّم مقاتلات من طراز "إف-16".

لكن زيلينسكي لم يكتفِ بذلك، وطلب من داعمي كييف، خصوصا الولايات المتحدة، منح قواته التي تعاني نقصا في الذخيرة والعناصر، مزيدا من منظومات الأسلحة لضرب الداخل الروسي.

وأعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أيضا خطوة مهمة لتعزيز قوة الردع لدى الأطلسي ضد روسيا في أوروبا بقولها إنها ستبدأ "عمليات نشر" للصواريخ البعيدة المدى في ألمانيا عام 2026.

وأفاد البيت الأبيض بأنه يتطلع إلى تمركزها بشكل دائم في ألمانيا، وسيكون للصواريخ "مدى أطول بكثير" من الأنظمة الأميركية الحالية في أوروبا.

وحذّر الكرملين من أنّ هذه الخطوة ستؤدّي إلى مواجهة بين روسيا والغرب على غرار ما كان عليه الوضع خلال "الحرب الباردة".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إنّ "المانيا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة تشارك مباشرةً في النزاع حول أوكرانيا. كلّ سمات الحرب الباردة تعود، مع مواجهة، مع مواجهة مباشرة".

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس، أن احتمال نشوب "صراع مباشر بين الأطلسي وروسيا مقلق".

وقال "يجب تجنّب أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى هذه العاقبة".

وتحاول أنقرة البقاء على مسافة متساوية من موسكو وكييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.