أربعة قتلى على الأقلّ بإطلاق نار في محيط مسجد بمسقط

أربيل (كوردستان24)- قُتل أربعة أشخاص على الأقلّ وأصيب آخرون بجروح ليل الإثنين الثلاثاء في عملية إطلاق نار بمحيط أحد المساجد في مسقط، بحسب ما أعلنت الشرطة العمانية، في حادثة نادرا ما تشهد مثلها السلطنة الخليجية الهادئة.
وقالت الشرطة في بيان مقتضب إنّها "تعاملت مع حادثة إطلاق نار في محيط أحد المساجد في منطقة الوادي الكبير، أسفر عن وفاة أربعة أشخاص وإصابة عدد آخر حسب المعلومات الأولية".
وصباح الثلاثاء، كانت المنطقة لا تزال مطوّقة أمنيًا وقد تعذّر على المصوّرين والصحافيين الوصول إليها.
ولفتت الشرطة في بيانها إلى أنّه "تمّ اتّخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية للتعامل مع الموقف، وتستكمل إجراءات جمع الاستدلالات والتحقيق".
ونشرت حسابات ووسائل إعلام عدة مقاطع فيديو، تظهر أشخاصاً يتفرّقون وسط دوي طلقات نارية قرب مسجد الإمام علي، وهم يهتفون "يا حسين" مناجاة للإمام الثالث عند الشيعة وحفيد النبي محمد.
ويحيي الشيعة هذا الأسبوع يوم عاشوراء الذي يستذكرون فيه مقتل الإمام الحسين في معركة كربلاء في 680 على أيدي جنود الخليفة الأموي يزيد بن معاوية.
ويُنظر الى السلطنة التي ينتمي سكانها الى المذاهب السنية والشيعية والإباضية، على أنها إحدى أكثر دول المنطقة انفتاحًا واعتدالا في السياسية والدين والمجتمع.
وينص القانون العماني على التقيد بهذا النهج، وهو ما يساهم في إرساء السلام في هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 4 ملايين نسمة، أكثر من 40 % منهم أجانب، بينما تمزق صراعات مذهبية دولًا أخرى قريبة.
وقالت السفارة الباكستانية لدى مسقط لوكالة فرانس برس إن ثمة باكستانيين في صفوف الجرحى لكنّ عددهم لم يحدّد بعد. وعاد السفير الباكستاني في عُمان عمران علي بعض الجرحى في المستشفيات، حسب ما أفادت السفارة على منصة "إكس".
وقد نشرت مقطع فيديو دعا فيه السفير الجالية الباكستانية في السلطنة إلى التعاون مع السلطات المحلية وتجنّب الذهاب إلى موقع إطلاق النار
وأصدرت سفارة الولايات المتحدة في مسقط تحذيرًا أمنيًا إثر إطلاق النار وأعلنت إلغاء كل المواعيد للحصول على تأشيرات دخول الثلاثاء.
وكتبت السفارة عبر منصة اكس "على المواطنين الأميركيين توخي الحذر ومتابعة الأخبار المحلية والامتثال لتعليمات السلطات المحلية".
حادثة نادرة
في العام 2005، أطلق مدرّس سابق النار داخل مبنى حكومي في مسقط متسببًا بوقوع قتيلين وجرح آخرين، قبل أن يقتل نفسه، حسب ما أفادت وكالة الأنباء العمانية حينها التي أشارت إلى أن دوافعه كانت "شخصية".
وتُعتبر مثل هذه العمليات حوادث نادرة جدًا في السلطنة بخلاف الوضع في دول مجاورة.
مطلع العام الحالي، شهدت إيران المجاورة تفجيرين أوقعا 84 قتيلًا خلال إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، وتبناهما تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي العام 2015، استهدف هجوم انتحاري مسجد الإمام الصادق للشيعة في العاصمة الكويتية أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط 27 قتيلًا و227 جريحًا، في اعتداء تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي العام نفسه، شهدت السعودية عدة هجمات، من بينها تفجيران في يومي جمعة متتاليين في أيار/مايو 2015 استهدفا مسجدين شيعيين في المنطقة الشرقية وأسفرا عن مقتل 25 شخصًا.
أما البحرين فقد شهدت على مدى سنوات اضطرابات متقطعة منذ قمع حركة احتجاج في شباط/فبراير 2011 في خضم ثورات "الربيع العربي" قادتها الغالبية الشيعية التي تطالب باقامة ملكية دستورية في المملكة التي تحكمها أسرة سنية.
وعادة ما تلتزم مسقط مواقف حيادية في النزاعات القائمة في المنطقة.
ومن بين هذه النزاعات الصراع في اليمن إذ تلعب مسقط دور الوساطة بين المتمرّدين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، علمًا أن السلطنة هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تنضمّ إلى هذا التحالف.
كذلك، تستضيف السلطنة محمد عبد السلام كبير مفاوضي الحوثيين المدعومين من إيران.
وتقيم إيران وسلطنة عمان تقليدا علاقات جيدة. ولعبت عمان خصوصًا دور وساطة بين إيران والولايات المتحدة في ملفات عدة خصوصًا النووي الإيراني وتبادل سجناء بين واشنطن وطهران.
وتقع السلطنة النفطية ضمن منطقة استراتيجية مطلة على مضيق هرمز الذي تعبره 30% من النفط المنقول بحرًا في العالم.
ويمتدّ هذا البلد الشاسع على مساحة تزيد عن 309 آلاف كيلومتر مربع في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية وله حدود مع كل من الامارات والسعودية واليمن.