وزير الخارجية الفرنسي يحضّ إسرائيل على تجنّب شنّ عملية برية في لبنان

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو

أربيل (كوردستان 24)- حضّ وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الاثنين من بيروت إسرائيل على "الامتناع عن أي توغل بري في لبنان"، داعياً كلّا من إسرائيل وحزب الله إلى "وقف إطلاق النار"، فيما اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن وقف "العدوان" الإسرائيلي على البلاد يشكل "مدخلاً للحل".

وقال بارو خلال مؤتمر صحافي "أحضّ إسرائيل على الامتناع عن أي توغل بري ووقف إطلاق النار، وأدعو حزب الله إلى القيام بالأمر نفسه أيضاً والامتناع عن أي فعل من شأنه زعزعة استقرار المنطقة".

وحثّ بارو وهو أول دبلوماسي يزور لبنان منذ تصعيد إسرائيل غاراتها على مناطق عدة في البلاد "جميع الأطراف" على "انتهاز الفرصة الآن" للقبول بمقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الأمم المتحدة، مضيفاً أنه "لا يزال مطروحاً على الطاولة، لا يزال هناك أمل، لكن لم يبق إلا القليل من الوقت".

وفي وقت سابق، قال ميقاتي خلال استقباله بارو وفق بيان عن مكتبه إن "مدخل الحل هو في وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والعودة إلى النداء الذي أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا بدعم من الاتحاد الأوروبي ودول عربية وأجنبية لوقف اطلاق النار".

وتابع "الأولوية هي لتطبيق القرار الدولي 1701" الذي أرسى وقفاً للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب العام 2006 وعزز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان. وبموجبه، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي" عليها.

"حلول دبلوماسية"

واعتبر الوزير الفرنسي من جهته على منصة "إكس" أن "ثمة حلول دبلوماسية" في لبنان، مضيفاً أن من بينها "وقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي والإنساني وتنفيذ القرار 1701".

وشدد بعد لقائه ميقاتي على أن "فرنسا لا تزال إلى جانب لبنان".

ودعت كلّ من باريس وواشنطن وحلفائها بما في ذلك دول عربية عدة الأربعاء إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً" بين حزب الله وإسرائيل من أجل "إفساح المجال أمام المفاوضات".

لكن إسرائيل تجاهلت المبادرة، وصعدت من وتيرة غاراتها على لبنان وصولاً لاغتيالها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة في غارات غير مسبوقة على ضاحية بيروت الجنوبية.

وعقب لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، قال ميقاتي للصحافيين الاثنين "نحن كلبنان مستعدون لتطبيق القرار 1701".

وتابع "فور وقف إطلاق النار، لبنان مستعد لإرسال الجيش اللبناني إلى منطقة جنوب الليطاني"، على أن "يقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب".

من جهة ثانية، حثّ الوزير الفرنسي المسؤولين السياسيين في لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية.

وقال "ينبغي عليهم تفعيل مؤسساتهم"، مضيفاً "إن استمرت الحرب أو بدأت المفاوضات، فمن عدم المسؤولية أن يبقى البلد من غير رئيس يستطيع توحيده".

واعتبر أن وجود رئيس "شرط لحماية العيش المشترك في وقت قد تثير الحرب التوترات الداخلية".

ونقل ميقاتي من جهته عن رئيس مجلس النواب استعداده لعقد جلسة لانتخاب رئيس "فور حصول وقف إطلاق النار".

ووصل وزير الخارجية الفرنسي مساء الأحد إلى بيروت التي استهدفتها غارة إسرائيلية للمرة الأولى منذ 2006، أدّت إلى مقتل ثلاثة من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وتركّزت الغارات الإسرائيلية حتى الآن بشكل رئيسي على جنوب لبنان وشرقه وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت.

وشملت لقاءات بارو في لبنان حتى الآن ميقاتي وبري، حليف حزب الله، إضافة الى البطريرك الماروني بشارة الراعي وقائد الجيش العماد جوزاف عون.

وبعد استقباله بارو، اعتبر بري أن "إسرائيل هي المسؤولة عن الإطاحة بكل الجهود الرامية لوقف العدوان"، كما ورد في بيان صادر عن مكتبه.

وأكّد بري على موقف "لبنان الإيجابي الذي أعلنه رئيس الحكومة في نيويورك حيال النداء الرئاسي لوقف النار في أعقاب القمه الرئاسية الفرنسية الأمريكية".

وقدّم بارو الأحد مساعدات طارئة إلى لبنان، تجاوزت زنتها 11 طناً، ومن شأنها "تعزيز المخزون الطبي لمعالجة حالات الطوارئ".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي تعد بلاده داعماً تقليدياً للبنان، أعرب عن رفضه لأن يتحول لبنان إلى "غزة جديدة"، متحدثاً عن "عدد صادم" من الضحايا المدنيين.

وقتل أكثر من ألف شخص في لبنان وفق السلطات منذ أن ارتفع مستوى التصعيد بين حزب الله ولبنان منتصف أيلول/سبتمبر.

 

المصدر: AFP

Fly Erbil Advertisment