عدد ضحايا الزلزال يتجاوز 28 ألف قتيل وآمال العثور على ناجين تتضاءل

أربيل (كوردستان24)- ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق جنوبي تركيا وشمال غرب سوريا يوم الاثنين، إلى أكثر من 28 ألف قتيل، بينما تتضائل آمال العثور على ناجين تحت الأنقاض.

وتراجعت بشدة آمال العثور على ناجين بعد مرور أسبوع على حدوث الكارثة التي اعتبرتها الأمم المتحدة أسوأ حدث تشهده المنطقة في 100 عام. 

وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي، للصحفيين ليلة أمس إن سبعة وسبعين شخصاً تم إنقاذهم من بين الركام خلال الساعات الـ 24 الماضية في جهود شارك فيها 31,000 منقذ موزعين على المناطق المتضررة.

وأضاف أوكتاي بأن حوالي 80,000 شخص يخضعون حالياً للعلاج في المستشفيات بينما يقبع 1.05 مليون شخص باتوا بلا مأوى بفعل الزلزال في أماكن إيواء مؤقتة، وفق ما أفادت "بي بي سي".

وقال أوكتاي "هدفنا الرئيسي هو ضمان عودتهم إلى حياتهم الطبيعية من خلال توفير مساكن دائمة لهم خلال عام واحد لكي يتعافوا من آلامهم في أسرع وقت ممكن".

وفي ظل النقص الحاد في الغذاء الذي يعاني منه الكثيرون في المناطق المتضررة وفي ظروف الشتاء القاسية، تتصاعد التساؤلات لقادة البلدين تركيا وسوريا حول استجابتهم للكارثة.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قام بأول زيارة له إلى المناطق المنكوبة منذ وقوع الزلزال، حيث زار مستشفى في مدينة حلب بصحبة زوجته.

وقد وافقت حكومته على إيصال المساعدات الإنسانية عبر خطوط الجبهة في الحرب الأهلية المحتدمة في البلاد منذ 12 عاماً، وهي خطوة من شأنها أن تسرع من وصول المساعدات إلى الملايين من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة لها.

وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة قد دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا للسماح بإيصال المساعدات إلى المنطقة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: "في هذا الوقت العصيب في تركيا وسوريا، ندعو إلى إيصال المساعدات بشكل عاجل إلى جميع المحتاجين".

وقالت الأمم المتحدة إن العالم لم يقف بعد على حدود الكارثة.

من جانبه، أعلن حزب العمال الكردستاني المحظور، والمصنف منظمة إرهابية من قبل أنقرة وحلفائها الغربيين، عن وقف مؤقت للقتال من أجل تسهيل أعمال الإغاثة.

وقال برنامج الغذاء العالمي في وقت سابق إن مخزونه من المواد الغذائية بدأ ينفد في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في ظل التعقيدات التي تفرضها حالة الحرب والتي تعيق جهود إيصال المساعدات.

وأصدر البرنامج التابع للأمم المتحدة نداء لجمع 77 مليون دولار لتوفير حصص غذائية لما لا يقل عن 590,000 شخص من النازحين حديثاً في تركيا و لحوالي 284,000 شخص في سوريا.

وقد زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة محافظة أديامان حيث اعترف بأن استجابة الحكومة لم تكن بالسرعة المطلوبة.

وقال: " على الرغم من أن لدينا أكبر فريق للبحث والانقاذ في العالم حالياً، فإن الحقيقة هي أن جهود البحث ليست بالسرعة التي نريدها".

وقال أردوغان إن بعض الناس ينهبون المحال التجارية ويهاجمون مقارّ الأعمال، وإن حالة الطوارئ المعلنة في المنطقة ستمكّن الدولة من فرض العقوبات الضرورية.

ووصف أردوغان الزلزال بأنه "كارثة القرن". وقضى عشرات الآلاف ليلة خامسة في أجواء متجمدة معتصمين في خيمات متنقلة بعد أن هدّم الزلزال بيوتهم. وتتضافر الجهود حول العالم لتقديم المساعدات.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن "حدود الكارثة لم تتضح بعد أمام أعيننا"، لا سيما في سوريا التي تتمزق تحت وطأة حرب أهلية منذ أعوام.

ويعد هذا الزلزال أسوأ بكثير من زلزال مشابه ضرب شمال غربي تركيا في عام 1999 والذي أسفر عن سقوط 17,000 قتيل.

كما يعدّ هذا الزلزال أحد أكثر الكوارث الطبيعية الدامية في القرن الجديد - متجاوزا كوارث أخرى كزلزال وتسونامي ضرب اليابان في عام 2011.