الأميركيون يختارون بين هاريس وترامب في انتخابات سمتها الانقسام والتوتر

أربيل (كوردستان24)- بدأت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية تتوالى الثلاثاء مع إغلاق مراكز الاقتراع تدريجيا، من دون أي مفاجآت حتى الآن ولكن في جو يطغى عليه الانقسام والتوتر بين الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب ونائبة الرئيس الديموقراطية كامالا هاريس.

وبحسب توقعات وسائل إعلام أميركية، فقد فاز ترامب في 16 ولاية، من بينها تكساس وإنديانا وكنتاكي ووست فرجينيا، بينما فازت هاريس بسبع ولايات إضافة إلى العاصمة واشنطن.

بذلك جمع دونالد ترامب إجمالي 168 صوتا في المجمع الانتخابي، مقابل 81 لكامالا هاريس. ويتطلب الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية 270 صوتا.

ولا أحد يعلم هل ستمر ساعات أو أيام قبل إعلان فوز نائبة الرئيس التي ستكون أول امرأة تنتخب لهذا المنصب، أو الرئيس السابق الذي لم يعترف قط بهزيمته في انتخابات عام 2020.

وندّد ترامب، المدان جنائيا والملاحق في عدة قضايا، مساء الثلاثاء عبر منصته "تروث سوشال" بـ"تزوير واسع النطاق" في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، فيما نفت السلطات الاتهامات بشدة.

 

العالم أجمع 

وينتظر العالم أجمع نتيجة المبارزة، في نهاية حملة غير مسبوقة تميّزت بالترشح المتأخر لهاريس في تموز/يوليو بعد انسحاب الرئيس جو بايدن، وبمحاولتي اغتيال استهدفتا ترامب.

وفي الطوابير الطويلة عند مداخل مراكز الاقتراع التي فرضت في بعضها إجراءات أمنية مشددة، ظهرت أميركتان مختلفتان حد التناقض.

وقد صورت كامالا هاريس منافسها على أنه ديكتاتور "فاشي" محتمل يهدد حقوق المرأة.

وضاعفت حملتها الرسائل على أجهزة الراديو على الطرق السريعة لحث الأميركيين على التصويت حتى اللحظة الأخيرة، في حين نشر فريق حملتها معلومات متفائلة بشأن تعبئة الناخبين الشباب، والناخبين في مناطق معينة بالغة الأهمية.

وقالت هاريس الاثنين "سوف نفوز".

أما دونالد ترامب فوصف منافسته بأنها زعيمة ضعيفة و"غبية"، ومتهاونة في التعامل مع الهجرة غير الشرعية والجريمة.

وقال عبر شبكته الاجتماعية تروث سوشال "سوف نفوز وبفارق كبير".

 

قلق

وفي جامعة هوارد المحسوبة تاريخيا على السود في واشنطن، تجمع آلاف الأشخاص للاستماع إلى المرشحة الديموقراطية التي من المقرر أن تتحدث في وقت لاحق.

وقالت كامي فرانكلين إنها تحاول "احتواء قلقها" لكنها تتوقع أن "أمسية جيدة جدا".

وتسود نغمة مختلفة تماما في مركز بالم بيتش للمؤتمرات في فلوريدا، حيث ينظم دونالد ترامب تجمعا في الليلة الانتخابية لمؤيديه الذين جاؤوا معتمرين قبعات حملته الحمراء.

ولا يشكّ روكو تالاريكو (68 عاما) في أنّ "دونالد ترامب سيفوز. نحن بحاجة إلى ذلك لأن بلادنا لم تعد لها حدود، والجريمة مستشرية، والبورصة متدهورة، وأسعار البنزين والمواد الغذائية مرتفعة".

في أنحاء البلاد، يبدو التوتر المحيط بالتصويت واضحا: تحول بعض مراكز الاقتراع إلى حصون وسط إجراءات أمن مشددة، واتخذت العاصمة الفدرالية مظهر مدينة تحت الحصار في بعض الشوارع المركزية، حيث أحيطت المواقع الحساسة ومن بينها البيت الأبيض بحواجز عالية، كما قامت العديد من الشركات بتحصين نوافذها.

 

سبع ولايات متأرجحة

والنتائج الأكثر توقعا هي نتائج ما يسمى بالولايات السبع "المتأرجحة" أو "المحورية" التي عجزت استطلاعات الرأي حتى اللحظة الأخيرة عن توقع الفائز في أي منها.

بنسلفانيا، جورجيا، ميشيغن، أريزونا... من يفوز في كل من هذه الولايات يكسب أصواتا مهمة لناخبين كبار في المجلس الانتخابي الذي يختار الرئيس في نظام الاقتراع الأميركي غير المباشر.

وللفوز يجب على أحد المرشحين الحصول على 270 على الأقل من أصوات كبار الناخبين.

في جورجيا، إحدى "الولايات المتأرجحة"، تلقت مراكز اقتراع تهديدات كاذبة بوجود قنابل عزتها السلطات إلى عمليات روسية لزعزعة الاستقرار.

ويصوّت الأميركيون أيضا لتحديد ما إذا كان الديموقراطيون أو الجمهوريون سيسيطرون على الكونغرس، ولاختيار حكام بعض الولايات. كما تعرض قضية الإجهاض المثيرة للاستقطاب على الاستفتاء في عدة مناطق.

وفاز الجمهوريون بمقعد كان يشغله الديموقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية وست فرجينيا، بحسب توقعات شبكتي "سي بي إس نيوز" و"فوكس نيوز".

ويتمتع الديموقراطيون حاليا بأغلبية ضئيلة للغاية في مجلس الشيوخ (51 مقعدا مقابل 49)، وأي مقعد يشغله الجمهوريون يهدد فرصهم في الاحتفاظ به.