الذكرى الـ 240 لتأسيس مدينة السليمانية.. عاصمة كوردستان الثقافية

أربيل (كوردستان24)- تحتفل مدينة السليمانية عاصفة الثقافة في اقليم كوردستان اليوم الخميس 2024/11/14، بالذكرى الـ 240 لتأسيسها.

والسليمانية تقع في اقليم كوردستان على ارتفاع 2895 قدما عن سطح البحر اذ تسود الطبيعة الجبلية في المحافظة وتزداد كلما اتجهنا نحو الحدود الشرقية مع إيران وتبعد عن كركوك شرقا 140 كلم، وعلى مسافة 60 كلم من شمالي غربي مدينة السليمانية يقع سد دوكان على نهر الزاب.

تأسست مدينة السليمانية الحديثة يوم 14 تشرين الثاني 1784م على يد الامير الكوردي إبراهيم باشا بابان الذي سمى المدينة بالسليمانية نسبة إلى اسم والده سليمان باشا أحد أمراء سلالة بابان التي كانت لها إمارة خلال تلك الفترة في منطقة السليمانية.

وكانت السليمانية معروفة قبل تاسيس مدينة حديثة في 1784 اذ انها كانت عاصمة لامارة بابان الكوردية وقد كانت المناطق القريبة من السليمانية المتمثلة بعاصمة البابانيين ميدنة قلاجولان ساحة معركة ابان الصراعات الصفوية العثمانية ولذلك قام ابراهيم باشا بابان في عام 1783 بتاسيس مدينة جديدة لتصبح عاصمة لامارة بابان وفي عام 1785 انهى اقامة اسواق التجارة وقصر الحاكم وانشأ سوقاً فيها فبدأ سكان القرى المجاورة بالانتقال الى المدينة الجديدة وظلت مدينة السليمانية عاصمة الأمارة البابانية حتى عام 1851م .

في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلادي كانت مدينة السليمانية مركزا للثقافة القومية والحركات السياسية الكردية ومنها اعلن محمود الحفيد ثورته ضد الاحتلال البريطاني في 22 آيار 1919 وقام بالقاء القبض على المسؤولين البريطانيين في المدينة واعلن دولة مستقلة وان السليمانية هي عاصمتها واعلن الاحتلال البريطاني اعترافه بهذه الدولة واعلان محمود الحفيد ملكاً عليها لاسكات سكان السليمانية وايقاف ثورتهم.

تقع مدينة السليمانية بين خط العرض ( 34- 36 ) درجة و خط الطول ( 45- 46 ) درجة للكرة الأرضية وهي تبعد 355 كلم شمال شرق العاصمة الاتحادية بغداد وهي محاطة بسلسلة من الجبال، حيث يقع جبل أزمر وجبل كويزة شمالي شرقي المدينة ويقع جبل “به رانان” في جنوبها ويمتد سهل شهرزور غربي المدينة أما جبل “بيره مكرون” فهو أعلى قمة جبلية في محافظة السليمانية ويقع شمال غربي المدينة وتعتبر السليمانية منطقة جبلية ذات طقس بارد مع تساقط الثلوج في فصل الشتاء وطقس لطيف ومعتدل الحرارة في الصيف.

السليمانية مدينة ذات اراض خصبة ففيها سهل شهرزور وبيتوين واللذان يعتبران من اخصب السهول في الشرق الاوسط ككل تاريخياً تميزت السليمانية بالزراعة ومن اهمها زراعة القمح بعد 2003 فقد شهدت السليمانية واقليم كوردستان ككل طفرة اقتصادية هائلة على جميع المستويات حيث ان المدينة تعتمد الان على الزراعة و السياحة بالاضافة الى وجود مصانع صغيرة.

اصبحت السليمانية مركزاً سياحياً يقصده السياح من كافة انحاء العراق، وجود شلالات احمد آوى وبحيرتا دوكان ودربندخان جعل المدينة محط نظر ووجهة سياحية يقصدها السياح في فصل الصيف، متحف السليمانية والذي يعد ثاني اكبر متحف في العراق بعد المتحف العراقي في بغداد اذ يحتوي على الكثير من التحف الكوردية والفارسية القديمة التي يعود تاريخها إلى 1792 ـ 1750 قبل الميلاد، جبل ازمر وهو احد المرتفعات الجبلية السياحية في المدينة حيث الطقس فيه معتدل وصاف اذ يرتاده السياح في فصل الشتاء للاستمتاع بمنظر تساقط الثلوج وفي فصل الصيف للاستمتاع بالجو المعتدل والمناظر الطبيعية وتضم عين ماء طبيعية، سرجنار وهي احد المناطق التابعة للمدينة ويبعد عنها بحوالي 5 كلم ويتميز بالجو المعتدل صيفاً مما جعله محط انظار السياح القادمين الى المدينة وفيه حديقة نوروز التي تضم مطاعم وقاعات واماكن استراحة وحديقة حيوانات.

شلالات احمد آوى ويبعد عن شرق المدينة حوالي 84 كم وهو من اجمل المناطق في السليمانية حيث يتميز باعتدال الجو و وجود الشلالات الجميلة التي يقصدها السياح صيفاً لغرض الاستجمام والراحة.

في غياب أي سكك حديد تربط السليمانية مع المدن العراقية الأخرى فان المدينة تعتمد على النقل البري والجوي ويوجد مطار السليمانية الدولي الذي يقع في الجزء الغربي من المدينة ويسير رحلات يومية الى انحاء العراق واغلب دول العالم الاخرى وقد افتتح في 21 تموز 2006.

تعتبر المدينة مركزاً مهماً للهجة السورانية الكوردية حيث انجبت المدينة العديد من الكتاب والروائيين مثل نالي ومولوي ومحوي وكردي و بيرميرد وكوران وفائق بيكس وشيركو بيكس وغيرهم كثيرين.انتهى29/ح