نيجيرفان بارزاني: المشكلة الكبرى التي تواجه الإقليم هي عدم تطبيق النظام الاتحادي والتفرد بالمركزية

أربيل (كوردستان24)- أشار رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم الأربعاء 26 شباط 2025، أن المشكلة الكبرى التي تواجه الإقليم تتمثل بعدم تطبيق النظام الاتحادي في العراق والتفرد بالمركزية من قبل بغداد، في ذات الوقت كشف عن دور لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وتركيا من أجل استئناف صادرات النفط من الاقليم عبر ميناء جيهان.
وقال نيجيرفان بارزاني خلال مشاركته في منتدى أربيل بنسخته الثالثة تحت عنوان (القلق المتراكم حول مستقبل الشرق الأوسط) إن "المشكلة الكُبرى التي نعاني منها هي أننا نظام اتحادي اسما، ولكن بالتطبيق لسنا كذلك، وعمليا ما يجري في العراق يمكن ان نطلق عليه تسمية أي شيء إلا النظام الاتحادي".
وأردف بالقول إن "بغداد لا تتصرف كنظام اتحادي، ولكنها تتصرف كدولة مستقلة واربيل ترى بغداد مركزية بحتة، ولا يوجد أي دولة اتحادية في العالم تتصرف بهكذا طريقة"، لافتا الى أنه طلب من بغداد خلال الزيارات التي أجراها الى هناك بالاجتماع في اربيل لتعريف مفهوم النظام الاتحادي وتجاوز هذه المشكلة.
وحول إعادة استئناف صادرات نفط كوردستان قال: إن "تركيا أعلنت دائما أنها مستعدة لاستئناف صادرات نفط الاقليم عبر الانبوب الناقل الى ميناء جيهان"، مضيفاً: "لطالما أكدت مرارا ان النفط سلعة تجارية، وليست شيئا سياسيا، ونتيجة لقيام العراق في إيقاف صادرات النفط وخاصة من قبل اعضاء البرلمان العراقي الذين لم يكونوا يوافقون على تعديل مشروع قانون الموازنة، فقد خسرت خزينة الدولة العراقية ما بين 19 الى 20 مليار دولار بسبب إيقاف صادرات نفط كوردستان".
رئيس الاقليم أشار الى أن "رئيس الوزراء والبرلمان قد أصرا على تعديل قانون الموازنة، وأنه يجب أن يطبق فورا وما تبقى في هذا الملف هو أمور تقنية، ونحن بانتظار استئناف تصدير النفط في وقت قريب جدا".
ولفت إلى أن أمريكا كشريك أساسي كان لها دور مشجع في حل مسألة استئناف تصدير النفط سريعا لأن جزءا من الشركات الأمريكية تعمل في مجال النفط بالإقليم اضافة الى روسيا التي بذلت مساعي ايضا في هذا الإطار وكذلك انقرة، والأمر لا يقتصر على امريكا فقط.
نيجيرفان بارزاني عبر قلقه حيال أوضاع الكورد في مدينة حلب، مؤكدًا أنّ القيادة الكوردية وتركيا لعبت دورًا مهمًا بهذا الخصوص.
وأشار بارزاني خلال الجلسة الحوارية التي حل ضيفاً عليها ضمن مؤتمر أربيل الدولي، إلى أنّ إقليم كوردستان بادر من تلقاء نفسه إلى مساندة الكورد في حلب بوصفه واجبًا، موجّهًا شكره للجانب التركي على هذا الدعم.
وفي معرض حديثه عن التطورات الميدانية في سوريا، قال إنّ ما حدث كان مفاجئًا حتى بالنسبة لأحمد الشرع نفسه. وأضاف" "كانت هناك خطط لعملية محددة في حلب، لكنّ الانهيار العسكري دفع بالقوات للمضي نحو دمشق". وحذّر من مغبّة اعتماد مركزية الحكم في سوريا، معتبرًا أنّ هذا النهج لن ينجح ما لم يشمل جميع الأطراف. ولفت إلى أنّ إقليم كوردستان مستمرٌّ في جهوده الرامية إلى مساعدة مختلف القوى للوصول إلى حلٍّ شامل ضمن الإطار السوري.
وتابع نيجرفان بارزاني، "نحن الكورد أيضاً لنا قضية، وقد واجهنا كل أشكال القمع والتدمير، تعرضنا للأسلحة الكيميائية وهُدمت قرانا، لكننا لم ننتهِ، لأننا أصحاب قضية، وكل من له قضية حقيقية لن يتم القضاء عليه بسهولة".
وأشار نيجرفان بارزاني، إلى أن "النصر العسكري لا يكفي في غزة ولبنان، وحتى إن اعتبرت إسرائيل أنها حققت نصراً عسكرياً، فإن عدم ترجمته إلى نصر سياسي، والاعتماد فقط على الحل العسكري، ستكون له نتائج سيئة ليس فقط عليها، بل على المنطقة بأكملها، وحتى على أمريكا". وإن "الأولوية هي إبعاد العراق وإقليم كوردستان عن تداعيات هذه الأوضاع المتوترة"، مثنياً على "جهود رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، كونه لم يقصر في العمل على حماية استقرار العراق والإقليم في ظل هذه الظروف".
رئيس إقليم كوردستان، أكد أن تركيا أبدت استعدادها للتعاون الدائم في مسألة تصدير النفط، فيما أشار الى أن السلطات الاتحادية في بغداد لديها آفاق جديدة للعمل معاً.
وقال أيضاً " تجري في أربيل الآن مفاوضات بين البارتي واليكيتي للتباحث حول مسألة تشكيل الحكومة القادمة، وأيضاً لإيجاد اتفاق يكون هو الأساس بتشكيلها"، مشيرا الى أن "هذه العملية ستكون مسؤولية على الحزبين لكونهما الفائزين، ويجب ان نعمل بجد لتشكيل الحكومة".
وزاد: أن "تركيا أبدت استعدادها الدائم لمسألة تصدير النفط، ومن وجه نظرنا أن النفط مادة اقتصادية لا ننظر إليها على كونها مادة سياسية".