مارك كارني يتعهّد بالانتصار على واشنطن بعد فوزه في الانتخابات الكندية

أربيل (كوردستان 24)- حقّق رئيس الحكومة الليبرالي مارك كارني الثلاثاء، فوزا انتخابيا تاريخيا في كندا متعهدا الانتصار على الولايات المتحدة في الحرب التجارية التي يشنّها دونالد ترامب، وعدم نسيان "الخيانة" الأميركية.
مع تواصل عمليات الفرز في دوائر شهدت تنافسا محتدما، يبدو أن الليبراليين متّجهون إلى خسارة الغالبية المطلقة في البرلمان.
بذلك سيتعيّن عليهم تشكيل ائتلاف حكومي مع أحد الأحزاب.
وحتى بضعة أشهر خلت، بدت الطريق معبّدة أمام المحافظين بقيادة بيار بوالييفر للعودة إلى السلطة بعد عشر سنوات من حُكم جاستن ترودو.
غير أنّ انتخاب دونالد ترامب لولاية جديدة وهجومه غير المسبوق على كندا، سواء عبر الرسوم الجمركية أو التهديدات بضم الجارة الشمالية، قلبا الأوضاع.
وقال مارك كارني أمام مناصريه ليل الإثنين الثلاثاء إنّ "العلاقة السابقة مع الولايات المتحدة انتهت".
وأكد أنّ "الرئيس ترامب يسعى إلى كسرنا لامتلاكنا (ضمّنا)"، داعيا البلاد إلى الوحدة لمواجهة "الأشهر الصعبة المقبلة التي تتطلّب تضحيات".
من جانبه، تعهّد بوالييفر، خصمه الرئيسي الذي خسر في دائرته، في خطاب الاعتراف بالهزيمة، العمل مع كارني ووضع مصالح البلاد فوق الصراعات الحزبية في مواجهة "التهديدات غير المسؤولة" للرئيس الأميركي.
وهنّأ الاتحاد الأوروبي وعواصم عدة كارني بفوزه. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن العلاقات بين أوروبا وكندا "قوية وتتعزز".
وقالت عبر منصة إكس "سندافع عن قيمنا الديموقراطية المشتركة ونشجّع على التعددية وندعم التجارة الحرة والعادلة".
- انتخابات حاسمة -
في لندن، هنّأ رئيس الحكومة كير ستارمر، كارني، ورحّب بـ"تعزيز للعلاقات" بين المملكة المتحدة وكندا، فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منشور على إكس توّجه فيه إلى كارني، إنه يتطلّع إلى "العمل معا والتآزر".
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه "على قناعة" بأن الشراكة بين البلدين "ستتعزز في إطار سعينا المشترك إلى السلام والعدالة والأمن".
كذلك رحّب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بـ"تعزيز الشراكة" وبـ"فتح فرص جديدة" مع كندا.
أما الصين فقالت إنّها "مستعدّة لتطوير العلاقات" مع كندا، من دون أن تصدر أي تهنئة لليبراليين بزعامة كارني.
وتشهد العلاقات بين بكين وأوتاوا توترا منذ عدة سنوات جراء العديد من النزاعات التجارية والسياسية.
في أوتاوا، احتفل الليبراليون بفوز كان يبدو بعيد المنال قبل بضعة أشهر.
وقالت دوروثي غوبو (72 عاما) المتحدرة من منطقة تاوزد أيلاند في أونتاريو "أنا سعيدة للغاية. سعيدة لأن لدينا شخصا يستطيع التحدّث مع ترامب على قدم المساواة. ترامب رجل أعمال. وكارني رجل أعمال، وأعتقد أنّهما يفهمان الواحد الآخر".
في الطوابير الطويلة أمام مراكز الاقتراع على مدار النهار، سلّط ناخبون الضوء على أهمية هذه الانتخابات، معتبرين أنّها تاريخية ومن شأنها أن تحدد مستقبل هذه البلاد التي يبلغ عدد سكانها 41 مليون نسمة.
في سنّ الستين، تمكّن مارك كارني، المبتدئ في عالم السياسة والمعروف في عالم الاقتصاد، من إقناع السكان القلقين بشأن المستقبل الاقتصادي للبلاد وسيادتها، عبر التأكيد أنّه الشخص المناسب لقيادة كندا في هذه الأوقات العصيبة.
- "فوضى" -
وقال في إحدى محطات حملته الانتخابية، "دخلت الفوضى حياتنا. هذه مأساة، ولكن أيضا هذه حقيقة"، مضيفا أنّ "القضية الأساسية لهذه الانتخابات هي معرفة من الأقدر على مواجهة الرئيس ترامب".
وفي هذا الإطار، تعهّد إبقاء الرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية طالما تُبقي واشنطن التدابير التي اتخذتها.
كذلك، تعهّد تطوير التجارة داخل البلاد عبر رفع الحواجز الجمركية بين المقاطعات والبحث عن منافذ جديدة للتصدير، وخصوصا في أوروبا.
وفشل بوالييفر المحافظ، الذي تعهّد خفض الضرائب والإنفاق العام، في إقناع الناخبين في هذه الدولة العضو في مجموعة السبع والتي تعتبر تاسع قوة اقتصادية في العالم، بالتخلي عن الليبراليين.
ورأى محلّلون أنّ فشله كان ناجما في جزء منه، عن قرب أسلوبه وبعض أفكاره من نهج الرئيس الأميركي، ما أدى إلى نفور جزء من الناخبين منه.
في المقر الرئيسي للمحافظين في أوتاوا، قال جايسن بيتشي إنه "فوجىء" بالنتيجة، مضيفا "كنت أعتقد أنّها ستكون متقاربة بشكل أكبر".
AFP