ترامب يلتقي الشرع في الرياض غداة التعهد برفع العقوبات عن سوريا

أربيل (كوردستان24)- التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاربعاء الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في الرياض، على ما صرّحت مسؤولة في البيت الأبيض، غداة تعهده رفع العقوبات عن سوريا.
وأفادت مسؤولة في البيت الأبيض وكالة فرانس برس بأن الزعيمين التقيا قبل اجتماع أوسع لقادة الخليج في السعودية خلال جولة ترامب في المنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية التركية الأربعاء أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شارك عبر الفيديو في لقاء ترامب مع الرئيس السوري.
وأتى لقاء ترامب في الرياض، الوجهة الخارجية الأولى له كزيارة دولة في ولايته الثانية، وأحمد الشرع الذي كان زعيم هيئة تحرير الشام التي قادت الإطاحة ببشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر والذي بات رئيسا انتقاليا لسوريا، بعد كشف الرئيس الأميركي عن قرار رفع العقوبات التي تفرضها واشنطن على دمشق.
وأعلن ترامب الثلاثاء أنه قرر رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد استجابة لمطالب حلفاء الشرع في تركيا والمملكة العربية السعودية، في خطوة خلافية مع إسرائيل، حليفة واشنطن الوثيقة.
وقال ترامب أمام منتدى الاستثمار السعودي الأميركي "سأصدر الأوامر برفع العقوبات عن سوريا من أجل توفير فرصة لهم" للنمو، وسط تصفيق حار للحضور ومن بينهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأضاف "كانت العقوبات قاسية وتسببت بشلل. لكن الآن حان وقتهم للتألق".
كان بيل كلينتون آخر رئيس أميركي يلتقى رئيسا سوريا وقد حاول في العام 2000 من دون جدوى إقناع حافظ الأسد، والد بشار، بالسلام مع إسرائيل.
بدا إعلان ترامب مفاجئا حتى للمسؤولين الأميركيين، إذ لم تُحدد وزارة الخزانة الأميركية أي جدول زمني فوري لرفع العقوبات.
فرضت الولايات المتحدة قيودا شاملة على المعاملات المالية مع سوريا خلال الحرب الأهلية الدامية التي اندلعت في 2011، وأوضحت أنها ستستخدم العقوبات لمعاقبة أي شخص يشارك في إعادة الإعمار طالما بقي الأسد في السلطة من دون محاسبة على الفظائع التي ارتكبها.
ولم يشر ترامب إلى أن الولايات المتحدة سترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو إجراء اتخذ في عام 1979 بسبب دعم دمشق للمسلحين الفلسطينيين، ما يُعيق الاستثمار بشدة.
- فتح باب الاستثمار-
وسبق للاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا أن خففت العقوبات التي تم تشديدها أبان الحرب الأهلية.
لكن الولايات المتحدة أحجمت عن رفع العقوبات، التي أعاقت الاستثمار في إعادة إعمار سوريا التي دمرت الحرب اقتصادها.
بعد سقوط الأسد، وضعت واشنطن، برئاسة جو بايدن آنذاك، شروطًا لرفع العقوبات، بما في ذلك حماية الأقليات.
والتقى مبعوث أميركي كبير الشرع في دمشق في كانون الأول/ديسمبر.
في الأسابيع الأخيرة، شهدت سوريا سلسلة من الهجمات القاتلة على الأقليتين العلوية والدرزية.
وقالت الخبيرة في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية رابحة سيف علام إنّ رفع العقوبات يعيد دمج سوريا في الاقتصاد العالمي بعد سنوات من العزلة ويتيح التحويلات الدولية من ملايين السوريين الذين فرّوا خلال الحرب.
وصرّحت أنّ "وقف العمل بالعقوبات سيمنح سوريا فرصة حقيقية لاستقبال التمويل اللازم لإنعاش الاقتصاد وفرض سلطة الدولة المركزية وإطلاق مشاريع إعادة الاعمار بدعم خليجي واضح".
- جدل الطائرة القطرية -
كذلك، يلتقي ترامب بقادة وممثلين من دول مجلس التعاون الخليجي الست: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وقطر، والكويت، وسلطنة عمان.
ووصل ملك البحرين وأميرا قطر والكويت وممثلون عن سلطان عُمان ورئيس الإمارات إلى الرياض.
بعدها يتوجه ترامب إلى قطر، المحطة الثانية في جولته الخارجية الأولى التي طغى عليها جدل بسبب اعتزامه قبول طائرة بوينغ فخمة هدية من الدوحة لتحلّ محلّ الطائرة الرئاسية الحالية.
واستضافت قطر التي تضم قاعدة جوية أميركية مترامية الأطراف، محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف إنهاء الحرب المدمّرة في غزة.
لكنّ الزيارة شابها جدل كبير بعد أنباء عن اعتزام ترامب قبول طائرة فخمة بقيمة 400 مليون دولار هدية من العائلة الحاكمة في قطر.
وتثير هذه الخطوة تساؤلات دستورية وأخلاقية كبيرة في الولايات المتّحدة، بالإضافة إلى مخاوف أمنية بشأن استخدام طائرة تبرّعت بها دولة أجنبية كطائرة رئاسية.
والثلاثاء، ندّد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر بالأمر، واصفا ذلك بأنه "فساد خالص"، ومعلنا أنه سيعمل على تعطيل تثبيت جميع الأشخاص الذين اختارهم ترامب لمناصب في وزارة العدل.
وقال السناتور المتحدر من نيويورك في خطاب نشره مكتبه ومن المقرر أن يلقيه في المجلس الثلاثاء "هذا ليس مجرد فساد خالص، بل هو أيضا تهديد خطر للأمن القومي".
وتأتي زيارة ترامب لقطر بعد أيام قليلة من تفاوض واشنطن مباشرة مع حماس لتأمين إطلاق سراح الرهينة الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
وتوصلت قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، لكنه فشل في إنهاء الحرب في شكل دائم.
ويختتم ترامب جولته الخليجية بمحطة أخيرة في أبوظبي في وقت لاحق من الأسبوع.