في ظل استمرار إغلاق المعابر… الجوع والعطش ينهشان غزة
أربيل (كوردستان24)- في غزة، لم يعد الجوع خبراً يُتداول، بل واقعٌ ثقيلٌ ينهشُ حياة الناس كلّ يوم. مع استمرار إغلاق المعابر، تتحوّل المخيمات إلى مشاهد من البؤس، وتصبح الموائد مساحاتٍ خاويةً إلا من وجع الأمهات ودموع الأطفال.
داخل خيامٍ ممزقة، لا يمرّ يوم على العائلات إلا ويزداد فيه ثقل الجوع والعطش. من المعابر المغلقة تتسلل المجاعة، وتفرض وجودها على موائد خالية إلا من فتاتٍ لا يكفي لسدّ الرمق.
على الأرض، يجلس أطفالٌ بملابس باهتة، يجمعون حبات أرزٍ سقطت على التراب كما لو كانت كنزاً، فيما وجوههم تحمل ملامح الجوع الطويل الذي لا يحتاج إلى تفسير.
في الأسواق، الواقع أكثر قسوة؛ الأسعار ترتفع، والبضائع تختفي. كيلوغرامٌ من البطاطا بثلاثين شيكل أصبح حلماً بعيد المنال. في سوق خانيونس، تقف الخضروات الذابلة على بسطات صدئة أمام عيونٍ تبحث عن طعام، وجيوبٍ خالية من النقود.
على سطح فرن طيني، يحاول طفلٌ صغير تشكيل رغيف خبز، يداه ترتجفان وسط الرماد، والرغيف يتشقق قبل أن ينضج. في غزة، الطفولة لم تجد ملعباً سوى الطين، ولا لعبةً سوى رغيف لا يُسمن ولا يغني من جوع.
تقرير: بهاء طباسي - مراسل كوردستان24 في غزة