أهالي الفلوجة يرفضون تحويل مقبرة الشهداء إلى مشروع تجاري
أربيل (كوردستان24)- أعرب عدد من سكان مدينة الفلوجة عن غضبهم الشديد واستنكارهم لما وصفوه بمحاولة "الاستيلاء على مقبرة شهداء الفلوجة" من قبل جهات متنفذة، تسعى لتحويلها إلى مشروع تجاري تحت غطاء الاستثمار، محذرين من المساس بهذا المعلم الذي يعد شاهدًا حيًا على تضحيات أبناء المدينة.
المقبرة التي كانت سابقًا ملعبًا لكرة القدم، تحتضن اليوم رفات أكثر من 4,000 شهيد من أبناء الفلوجة، ما يجعلها رمزًا مقدسًا لدى الأهالي وواحدة من أبرز معالم المدينة المرتبطة بتاريخها الدموي والمقاوم.
"كل الفلوجة تعرف هذه المقبرة"
قال أبو حامد، وهو والد أحد الشهداء، لمراسل كوردستان24: "الناس كلها تعرف أن هذه مقبرة الشهداء، فيها كل تضحيات الفلوجيين. نناشد الحكومة المحلية ومحافظ الأنبار والجهات المعنية أن يضعوا حدًا لهذا الملف الخطير".
تفليش السياج وبناء محلات؟
أما أبو أسامة، مختار المنطقة، فأوضح أن هناك خطوات فعلية بدأت لتمهيد الطريق أمام المشروع الاستثماري: "المقبرة مستهدفة بتحويلها إلى مشروع تجاري يتضمن محلات وأسواق، حتى السياج وقاعة المقبرة بدأ تفليشها. نناشد الوقف السني والحكومة المركزية التدخل العاجل".
أمهات الشهداء: "هل يريدون منعنا من زيارة قبور أولادنا؟"
فيما عبّرت أم محمد، والدة أحد الشهداء، عن حزنها وغضبها: "أنا أزور ابني وابن أخي هنا، وهناك الكثير من الشهداء. هل يريدون حرماننا من زيارتهم؟ هل من المعقول أن تتحول مقابرهم إلى محلات تجارية؟"
أبناء المدينة موحدون على الرفض
ومن جانبه، أكد مصطفى جليل، أحد وجهاء المدينة: "نطالب وزارة الشباب والرياضة بإلغاء هذا الاستثمار فورًا. الأرض التي أُقيمت عليها المقبرة كانت ملعبًا سابقًا، لكنها اليوم مثوى لآلاف الشهداء. لا يوجد بيت في الفلوجة لا يضم شهيدًا".
صمت رسمي مثير للقلق
رغم تصاعد الاستياء الشعبي، يشير الأهالي إلى صمت الجهات الرسمية والمعنية، في وقت تتصاعد فيه مخاوف من تكرار محاولات الاستيلاء على أراضٍ عامة في الأنبار بذريعة "الاستثمار"، وسط مطالبات بتدخل حكومي عاجل لحماية المقبرة ومنع أي تغيير في هويتها ومكانتها الرمزية.
تقرير: أحمد ناجي – كوردستان24 – الأنبار

