الحياة تعود تدريجياً إلى طهران بعد وقف إطلاق النار
أربيل (كوردستان 24)- بدأت الحياة بالعودة تدريجيا الى طهران الثلاثاء، وإن لم تستعد بعد إيقاعها المعتاد، على أمل أن يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد 12 يوما من حرب خلفت دمارا كبيرا في أنحاء عدة من العاصمة.
واختلفت الآراء في سوق تجريش بشمال العاصمة حول فرص صمود وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الليل، وذلك بعد 12 يوما من الحرب التي أطلقتها إسرائيل، وتخللتها ضربات أميركية على منشآت نووية رئيسية في الجمهورية الإسلامية.
وقال بائع الإلكترونيات أحمد برقي (75 عاما) "لا أعتقد أنه قابل للصمود...نرغب في أن يُحترم، لكنهم لا يطبقونه، ولا يوفون بوعودهم"، في إشارة إلى الإسرائيليين.
وسمع التاجر علي رضا جهانغيري عبر وسائل إعلام رسمية أن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ ثلاث جولات من الضربات بعد إعلان ترامب المفاجئ، وعلّق قائلا "يبدو أن إسرائيل انتهكت الهدنة".
ومع ذلك، لم يُبلّغ عن أي ضربات في طهران منذ الصباح الباكر، بعد ليلة استيقظ فيها السكان على دوي انفجارات كانت وتيرتها أعلى من الأيام السابقة.
وقال أحد رواد متنزه في وسط العاصمة أثناء استمتاعه بالطقس الجميل "لحسن الحظ، نجونا"، فيما استضافت مقاهي شبابا سعداء بلقاء بعضهم مجددا.
وهل تكفي الساعات القليلة من الهدوء لإقناع مَن فروا من العاصمة في الأيام الأخيرة بالعودة إليها؟
أجاب أمير (28 عاما) على هذا السؤال خلال اتصال هاتفي مع فرانس برس قائلا "سنرى. أعتقد أننا سنبقى في الشمال أسبوعا آخر لنرى كيف تتطور الأمور".
- "ذهول" -
وأكد أمير أنه شعر بـ "الذهول" عندما تبلغ إعلان ترامب وقف إطلاق النار.
وأضاف الشاب "قال ترامب إنه سيفكر لمدة أسبوعين قبل اتخاذ قرار (بمهاجمة إيران)، لكنه فجأة، قصف. ثم في اليوم التالي، قال إنه لا يسعى لتغيير النظام... وفجأة، السلام. لا أعرف حقا... لكن بصراحة، لا أعتقد أن الأمور ستعود إلى طبيعتها أبدا".
وأثّرت الأزمة التي استمرت 12 يوما على الحياة الاقتصادية في العاصمة حيث أَغلقت شركات ومطاعم ومكاتب حكومية أبوابها، بينما هُجرت المكاتب في الأحياء الأكثر تعرضا للقصف.
ودمرت الغارات الإسرائيلية مباني عامة جزئيا أو كليا وخصوصا المرتبطة منها بالجيش والحرس الثوري أو بأنشطة نووية. كما استُهدفت مبان سكنية يقطنها مسؤولون كبار، ما أسفر عن مقتل مدنيين.
وقال التاجر في سوق تجريش علي رضا جهانغيري "عندما تكون هناك حرب، يعاني الجميع اقتصاديا".
وأضاف الرجل البالغ ستين عاما "لكن لا أعتقد أننا بحاجة إلى التفكير في ذلك الآن، فالأولوية للرد على العدوان على بلدنا الحبيب".
ومن دون استخدام مصطلح "وقف إطلاق النار"، قدمت السلطات الإيرانية الثلاثاء وقف الضربات على أنه "نصر جعل العدو يندم ويقبل بالهزيمة ويوقف عدوانه من طرف واحد" مضيفة أن إيران "لا تثق إطلاقا بالأعداء" و"تبقي إصبعها على الزناد" لتوجيه "رد قاصم يجعل كل من يطلق عدوانا (ضدها) يندم".
AFP
