غضب شعبي واسع في الكوت بعد الفاجعة: مطالبات باستقالة المحافظ ومحاسبة المقصرين
أربيل (كوردستان 24)- تصاعدت موجة الغضب الشعبي في مدينة الكوت عقب الفاجعة المؤلمة التي وقعت قبل أيام، وراح ضحيتها العشرات من النساء والأطفال، وسط اتهامات مباشرة للمحافظة والحكومة المحلية بالتقصير والإهمال، فيما طالب ذوو الضحايا باستقالة المحافظ ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته عن الحادثة.
ووفق شهود عيان وفيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الحريق اندلع بعد منتصف الليل، وشوهدت النيران وهي تلتهم المجمع السكني على مرأى من الجميع، دون تدخل فاعل من فرق الدفاع المدني، رغم قرب موقع الحادث من مبنى المحافظة الذي يبعد أقل من 200 متر.
وأشار عدد من ذوي الضحايا إلى أن سيارات الإطفاء لم تصل إلا بعد ساعات طويلة، وأن بعض الآليات كانت معطلة أو غير مجهّزة، وقال أحد الشهود:
"كان الناس يصرخون من السطوح، الأطفال والنساء يحترقون، والدولة تتفرج. فقط سيارة واحدة وصلت وكانت خرطومها مكسور والماء يتسرب منها".
كما أشاروا إلى أن مديرية الدفاع المدني والجهات البلدية منحت المشروع ترخيصًا رسميًا رغم افتقاده لمعايير السلامة، ما يزيد من مسؤوليتها القانونية في هذه الكارثة.
الضحايا بالأرقام:
بحسب مصادر محلية، عدد الضحايا تجاوز 100 شخص، فيما أكد مصدر في وزارة الداخلية أن عدد الجثث التي تم التعرف عليها بواسطة فحص الـDNA بلغ 18 جثة أُعيدت من بغداد حتى الآن.
وقدر ناشطون قيمة "الإنسان العراقي" من خلال ردود الحكومة بقولهم: "اليوم صار سعر المواطن العراقي 10 ملايين دينار... كم هو رخيص في عين الدولة؟"
مطالبات شعبية ومقارنات فاجعة:
وجّه المحتجون انتقادات حادة إلى المحافظ والحكومة المحلية، مطالبين باستقالتهم فورًا، ورفع دعاوى قضائية ضدهم وضد الحكومة المركزية، مؤكدين أن هذه الفاجعة لا تختلف عن كارثة الكرادة، مستشفى الحسين، مستشفى ابن الخطيب، العبارة في الموصل، ومجزرة سبايكر.
كما رفض الأهالي تشكيل "لجنة تحقيق جديدة"، معتبرين أن اللجان السابقة لم تنتج عنها أي محاسبة حقيقية، وقال أحد المواطنين الغاضبين:
"كم فاجعة نحتاج حتى نؤمن أن تشكيل اللجان ليس حلاً؟ الفساد يحمي الفساد."
اتهامات بتسييس الأولويات:
أبدى مواطنون استياءهم من ضعف الإمكانيات في المحافظة، وغياب البنى التحتية الأساسية، مشيرين إلى وجود سيارات إطفاء مخصصة لتفريق التظاهرات بآلاف، بينما لم تصل سوى آلية واحدة لحريق أودى بحياة عشرات الأبرياء.
كما عبّروا عن استيائهم من إرسال الدعم إلى جهات خارج البلاد، فيما يعاني المواطن في الداخل من نقص أبسط مقومات السلامة.
أكد الأهالي أن من أنقذ الضحايا هم المواطنون أنفسهم، لا الدولة، قائلين: "الناس طلعت من السطوح وأنقذت غيرها، بينما الحكومة كانت غائبة."
وطالبوا المحكمة الاتحادية في بغداد بفتح تحقيق عاجل وشفاف، ومحاسبة كل مسؤول تسبب في هذه الكارثة، "حتى لا تضاف هذه الفاجعة إلى سجل النسيان مثل سابقاتها."
تقرير : هيمن دلو – كوردستان24 - الكوت