الشنقيطي لقناة كوردستان24: ضعف الوعي واستيراد القوميات الإقصائية عمّق الخلاف العربي الكوردي
أربيل (كوردستان24)- استضاف برنامج "الكورد في عيون المعاصرة" على قناة كوردستان24، المفكر والأكاديمي الدكتور محمد بن المختار الشنقيطي، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، في حلقة تناولت أبرز إشكالات العلاقة بين العرب والكرد في المنطقة، تاريخياً وثقافياً وسياسياً، وسلطت الضوء على الجذور الفكرية للخلافات، وصورة الكرد في الوجدان العربي، وآفاق المستقبل المشترك.
أكد الدكتور الشنقيطي خلال اللقاء أن الخلافات بين العرب والكورد، وغيرهم من المكونات، تعمّقت بفعل ضعف الوعي واستيراد نماذج قومية إقصائية دخيلة على تاريخ المنطقة. وأوضح قائلاً، "فكرة القومية الإثنية الإقصائية غريبة على الحضارة الإسلامية التي امتازت بالاندماج والتعايش بين الشعوب، على خلاف ما شهدته الحضارات الأخرى."
وأضاف أن استيراد هذه الأفكار جاء متأخراً إلى العالم الإسلامي، في الوقت الذي بدأ فيه الغرب يتعافى منها بعد قرون من النزاعات القومية الدامية.
صورة الكورد في الثقافة العربية... بين الإيجاب والسلب
تطرق الشنقيطي إلى صورة الكورد في الثقافة العربية، مؤكداً أن العرب تاريخياً أظهروا نظرة مزدوجة تجاه الشعوب الأخرى: جانب إيجابي تأثر بقيم الإسلام، وجانب سلبي يرتبط بما أسماه "نرجسية الريادة" التي تصيب كل أمة متصدّرة في لحظة تاريخية.
وأشار إلى أن الأدب العربي زاخر بالمديح لصفات الكورد، كالشجاعة والكرم والشهامة، لكنه أضاف أن بعض الصور النمطية السلبية انتقلت إلى الذهنية العربية عن طريق الثقافة الفارسية.
دخول الكورد في الإسلام لم يكن بالإكراه
رداً على سؤال حول انتشار الإسلام بين الكورد، نفى الشنقيطي المزاعم التي تروّج لفكرة أن الكورد دخلوا الإسلام بالقوة أو السيف، مؤكداً أن أغلب الكورد استجابوا للدعوة الإسلامية مبكراً، وأن دخولهم الإسلام لم يرافقه هدم للمدن أو استباحة للدماء، بل جاء نتيجة تحالفات سياسية ورغبة في التحرر من الدولة الساسانية.
آفاق العلاقة المستقبلية: التعايش أو الانعزال
وفي محور التوقعات المستقبلية، شدد الدكتور الشنقيطي على أن بناء العلاقة بين العرب والكورد مرهون بوعي الشعوب وخياراتها، "يمكننا اختيار مستقبل مبني على التعايش والتركيز على المشتركات، أو الاكتفاء والانغلاق على الذات. هناك تجارب ناجحة لدول اعتمدت الفيدرالية وتعدد اللغات الرسمية واحترام الخصوصيات الثقافية."
وأكد أن قراءة التاريخ يجب أن تتم بعيون موضوعية بعيداً عن إسقاط الحساسيات المعاصرة على السياقات القديمة، مع احترام حق كل شعب في تعريف هويته بنفسه.
